من دفتر الوطن

شبابنا ضمانتنا

| حسن م. يوسف

رغم الحرب الفاشية الوحشية التي تنهش لحم سوريتنا منذ عشر سنوات، ورغم الحصار المجرم الذي تفرضه على بلدنا إمبراطورية الشر أميركا متحالفة مع أوروبا العجوز، وأتباعهما من شيوخ المازوت والجيران العقارب، ورغم الخطر الوجودي الذي يمثله فيروس كورونا الذي جعل البشرية تقف على رجل واحدة، لا يزال شباب سورية يثبتون في كل يوم أنهم هم الضمانة لخروجها من المخاطر المحدقة بها.
فعلى الرغم من كل ما سبق نجح الدكتور جعفر محسن الخير عميد كلية المعلوماتية في جامعة تشرين والمدير الوطني للمسابقة في سورية في تنظم مسابقات البرمجة لطلاب الكليات الجامعية على مستوى كل الجامعات والمعاهد العليا في سورية، يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن توقفت المسابقة لمدة سنة وسبعة أشهر بسبب جائحة كورونا. وفي هذا العام، بلغ عدد الفرق المسجلة في المسابقة التي تسمى «حرب العقول»، 175 فريقاً، مقابل 215 فريقاً في العام الماضي، حضر منها فعلياً 167 فريقاً من خمس عشرة جامعة. وبنتيجة المسابقات التي جرت على مستوى الجامعات، تأهل للمشاركة في المسابقة الوطنية 41 فريقاً رسمياً.
أبلغني الدكتور جعفر الخير أنهم قاموا خلال مسابقات الجامعات بتجريب نظام جديد للمسابقة تم تطويره بعد أزمة فيروس كورونا، وهو يتيح تحكيم مسابقات البرمجة عن بعد، عبر الاتصال بشبكة الإنترنت، بغية تخفيف التجمعات، فبدلاً من أن تتجمع جميع الفرق المتنافسة في مكان واحد، كما كان الأمر في السابق، باتت قوانين المسابقة تسمح بإجراء المسابقات الرسمية في قاعات الجامعات تحت رقابة مختصة، ولا مانع أن يتم التحكيم وإدارة المسابقة عن بعد.
وهذا النظام الجديد يعتمد على برنامج قديم مفتوح المصدر لتحكيم المسابقات البرمجية، أنشئ من مجموعة من المبرمجين الأميركيين، وفي ظل انتشار فيروس كورونا قاموا بتطوير نسخة جديدة منه يستطيعون التحكم بها وإدارتها عن بعد عبر شبكة الانترنت، دون أن يكون البرنامج موجوداً على مزودات الخدمة لدينا.
وقد أسعدني أن أرافق الدكتور جعفر الخير في جولته على المراكز وأن أكون حاضراً عندما أطلق المسابقة الوطنية من جامعة البعث في مدينة حمص.
شارك في المسابقة التي جرت يوم الجمعة ودامت خمس ساعات واحد وأربعون فريقاً من مختلف الجامعات، وقد تأهلت منها رسمياً للمشاركة في المسابقة الإقليمية التي ستقام في مدينة الأقصر بمصر عشرة فرق مرتبة حسب تفوقها في حل مسائل المسابقة. فريقان من جامعة تشرين، فريقان من جامعة دمشق، فريق من جامعة البعث، فريق من جامعة حلب، فريقان من المعهد العالي للعلوم التطبيقية بدمشق، فريق من الجامعة الافتراضية السورية، وفريق من المعهد العالي للعلوم التطبيقية في حلب.
وقد تم تحكيم المسابقة عن بعد من قبل الفريق «الكوتش» محمد عبد الوهاب رئيس اللجنة العلمية في الوطن العربي الذي أعد المسائل إضافة إلى حكم محلي هو المهندس حسن جدوع من حلب.
ورغم أن عدد الفرق المشاركة في مسابقة هذا العام أقل من المسابقة الأخيرة، إلا أن الدكتور جعفر يرى أن عدد المشاركين أكبر بكثير مما كان يتوقع، بسبب تعب بعض الشباب وانقطاعهم عن التمرين بعد توقف المسابقة. وهو يرى «أن إقبال المبرمجين على المسابقة يشكل دليلاً على أنها لا تزال جاذبة للشباب لكونهم يشعرون من خلالها بأنهم يحققون ذاتهم وينتجون ويتعلمون أشياء جديدة. وأهم نقطة فيما جرى هو أننا رغم الظروف الاستثنائية تمكنا من جعل الطلاب يعودون لنشاطهم ومسابقاتهم، عن بعد، بشكل مريح وسليم صحياً».
جدير بالذكر أن شباب سورية قد أحرزوا بطولة العرب قبل عامين، إذ تقدموا على جميع الفرق العربية، في المسابقة الجامعية العالمية للبرمجة، التي نظمتها رابطة آليات الحوسبة، وشبكة أي بي إم، في مدينة شرم الشيخ بمصر، كما تقدموا على كل الفرق العربية في التصفيات العالمية عام 2019 وحققوا نتائج مشرفة وضعتهم على قدم المساواة مع فرق البرمجة القادمة من أشهر الجامعات العالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن