شؤون محلية

الطريق الدولي إلى دمشق محط أنظار تجار البناء من «المتنفذين» … حلب تكثف حملات إزالة مخالفات البناء والحلول مستعصية!

| حلب- خالد زنكلو

دأبت بلدية حلب أخيراً في إطلاق حملات لإزالة مخالفات البناء، في ظل نشاط ملحوظ لتجار المخالفات في الأحياء الشعبية جنوب وشرق المدينة، والتي تحررت من قبضة الإرهابيين ونالت حظها الوافر من الدمار، وفي ظل غياب الحلول الدائمة للنهوض بتلك الأحياء من حال الخراب والعشوائية التي وسمتها خلال العقود المنصرمة.
ويرى خبراء عقاريون ومراقبون لوضع الأحياء الشعبية في مدينة حلب لـ«الوطن» أنه يستحيل بقاء الحال العمرانية المتردية وبنيتها التحتية المتهالكة على ما هي عليه راهنا بعد ٨ سنوات من الحرب، ما لم تر مشاريع إعادة الإعمار طريق النور إليها، لأن أصحاب المنازل المدمرة مضطرون إلى ترميمها والسكن فيها بدل البحث عن بيوت إيجاراتها مرهقة جداً، خصوصاً في أحياء غرب المدينة ذات النسيج العمراني المزدهر وغير قابل للتوسع في جهات المدينة سواء عن طريق المشاريع العمرانية للحكومة أو الجمعيات السكنية المتعثرة والمنصرفة عن البناء.
وأدى ذلك إلى إطلاق يد ومعاول تجار مخالفات البناء في جميع الأحياء التي ألحق الإرهاب أذاه في أبنتيها الممنوع إعادة ترميمها، ولاسيما في مناطق السكن العشوائي، بقرار من مجلس المدينة الذي تسمّرت عيناه بإنشاء البنية التحتية لمنطقة تطوير عقاري واحدة في حي الحيدرية واستعصت حلوله فيما عداها من مناطق تشكل أكثر من نصف مساحة المدينة.
وشهد الأسبوع الماضي إطلاق حملات لإزالة مخالفات البناء الظاهرة للعيان، واقتصرت نتائج الأولى المركزية ضمن الحيز الجغرافي لمديرية خدمات باب النيرب، على هدم طابقين مخالفين أرضي وثالث في منطقة مساكن الفردوس وجرى تنظيم الضبوط اللازمة بحق المخالفين وفق المرسوم ٤٠ لعام ٢٠١٢، على حين نجحت الثانية في استهداف الحيز الجغرافي لمديرية خدمات الأنصاري في حلب وذلك بمؤازرة من المديريات الخدمية الأخرى والشرطة «وجرى خلالها هدم وإزالة مخالفة بناء في منطقة حي صلاح الدين نزلة سوبر ستار، وكذلك في منطقة العامرية ساحة دعبول، وأيضاً في حي سيف الدولة جانب البريد»، وفق قول مصدر في مجلس المدينة لـ«الوطن».
وأكد المصدر أن الحملات مستمرة «لقمع وإزالة المخالفات في مهدها، إلى جانب الدوريات المكثفة التي تقوم بها عناصر المراقبة في أحياء المدينة لمنع إشادة أي مخالفة، على أن تشمل الحملات كل أحياء المدينة، ولن يكون هناك أي تهاون مع المقصرين».
وقادت التعديات على الأبنية المتضررة أصلا بفعل الإرهاب، والتي يصل عددها إلى أكثر من ١٠ آلاف مبنى خطورته عالية، إلى مآس جديدة خلفتها الانهيارات المتتالية للأبنية المتصدعة، والتي أودت بحياة العشرات من قاطنيها المضطرين إلى إشغالها.
إلى ريف المحافظة، حيث شهد محيط طريق عام حلب دمشق أول من أمس حملة إزالة للمخالفات المتعدية على الأملاك العامة والخاصة وفي بادرة هي الأولى من نوعها، منذ تطهير الطريق من الإرهاب على يد الجيش العربي السوري في شباط الماضي «نالت من متنفذين أشادوا مخالفات عمرانية لها قيمتها المادية الكبيرة جداً قياسا إلى مخالفات الأحياء العشوائية داخل المدينة»، بحسب قول مصدر في محافظة حلب لـ«الوطن».
وبيّن المصدر أن مجلس بلدة الزربة بريف حلب الجنوبي الغربي، وبمتابعة من محافظ حلب حسين دياب وبمؤازرة من مديرية الخدمات الفنية، أزال ٣٦ مخالفة بناء على محور الطريق الدولي استناداً لأحكام المرسوم ٤٠ لعام ٢٠١٢ وتعليماته التنفيذية.
وأكد المصدر أن العمل مستمر «من خلال الجولات الميدانية لإحصاء مخالفات البناء وهدمها بالتنسيق مع الجهات المعنية في المحافظة».
وتأتي أهمية محور الأوتستراد المؤدي إلى دمشق، أنه شهد انتعاشا اقتصادياً كبيراً في السنوات التي سبقت الحرب جراء استقطابه عشرات المنشآت التجارية والصناعية للفعاليات الاقتصادية المختلفة، وخصوصاً الترفيهية منها، والتي خرجت عن الخدمة بفعل الإرهابيين، وهو السبب الذي يوجه أنظار مخالفي البناء مجدداً إلى هذا المحور الحيوي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن