إنه لشيء جميل أن يزداد الاهتمام أكثر يوماً إثر يوم بالأرقام القياسية الخاصة بالدوري السوري لكرة القدم وإنه لشيء أجمل أن يكون الرقم دقيقاً موثقاً لأن التوثيق أشبه بعمل جراحي لمعرفة أدق الأمور.
في كتابي الدوري السوري ومضات وأبطال الصادر مع نهاية عام 2019 صدم الكثيرون وأنا منهم برقم خالد لنادي الشرطة فحواه أنه خاض 66 مباراة متتالية في الدوري السوري بدرجته العليا من دون خسارة، وهذه المعلومة ظلّت مدفونة في بطون التاريخ مدة أربعة عقود، وعادة ما أتداول بعض الأرقام مع مؤرخي الكرة في الوطن العربي عبر أحد تطبيقات الهواتف النقالة، والحقيقة الساطعة أن الكثيرين فوجئوا ببعض الأرقام الخاصة بدورينا التي تضاهي أرقام نخبة الأندية في الوطن العربي.
ولم يدر في خلد أحد أن نادياً سورياً حقق لقب أحد الدوريات بلغة الفوز وحدها وكان ذلك عبر الزعيم فخر الكرة السورية موسم 1972/1973.
أمس الأول فرض حارس الكرامة عبد اللطيف النعسان نفسه نجماً لمباراة الكرامة وجبلة برسم المرحلة الثانية عشرة من الدوري السوري منجزاً المباراة التاسعة على التوالي بشباك عذراء، وتراءى للكثيرين أنه رقم قياسي مع أنه نقطة في بحر رقم عبد الناصر عباسي نهاية سبعينيات القرن المنصرم، ويتباهى حراس اليوم بإنجاز عدة مباريات بشباك نظيفة متناسين أن عيد بيرقدار أحرز جائزة القفاز الذهبي موسم 1978/1979 باثنتين وعشرين مباراة ذاك الموسم وهذا رقم نجزم أنه سينسخ يوماً ما.
محبو الكرامة يتغنون بإنجاز 12 مباراة متتالية من دون خسارة مع أن فريقهم سبق له خوض 48 مباراة متتالية خالية من شوائب الانهزام بين عامي 2006 و2007.
الأرقام ولدت لتكسر وهاهو أسامة أومري يتأهب في المباراة القادمة ليصبح الهداف التاريخي لنادي الوحدة خلال بطولة الدوري بعدما أضحى الأسبوع الفائت الهداف التاريخي للنادي في كل البطولات.