عربي ودولي

ضابط إسرائيلي سابق: مؤسسة الناطق بلسان الجيش مدرسة في الكذب … غانتس يرفض تدخل نتنياهو في صلاحياته

| وكالات

بدأت مواجهة أخرى بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش بني غانتس صباح أمس الأحد، مع بدء اجتماع «الإدارة المدنية» لمناقشة الموافقة على البناء الفلسطيني في مناطق ج.
ورفض غانتس محاولة نتنياهو التدخل في الجيش والإدارة المدنية، قائلاً: «في أعقاب محاولة رئيس الوزراء غير العادية للتدخل مع مسؤولي الجيش الإسرائيلي بشأن قضية تحت سلطة وزير الجيش وحده، أصدرت تعليماتي إلى مؤسسة الجيش والإدارة المدنية بالتصرف حصرياً من خلال القنوات المعتادة».
وأضاف: «لن أسمح لرئيس الوزراء بالتدخل في عمل الجيش والإدارة المدنية حول محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي وقف تصريح البناء الفلسطيني في المنطقة «ج».
وقال البيان كما نقلت صحيفة «معاريف»: إن مسؤولين من مكتب نتنياهو اتصلوا مباشرة بممثلي الإدارة المدنية وطالبوا بوقف المناقشة الجارية بشأن البناء الفلسطيني في الضفة الغربية.
وكان غانتس وافق قبل أيام على مشاريع بناء فلسطينية في المنطقة «ج» في الضفة الغربية في خطوة نادرة، تهدف كما يبدو لتخفيف الغضب والتوتر بسبب دفع الحكومة لخطط استيطان جديدة واسعة.
وجاءت خطوة غانتس النادرة بعد ساعات من إعلان نتنياهو أن لجنة تابعة لوزارة الجيش ستوافق على خطط لبناء أكثر من 800 منزل استيطاني جديد قبل أيام من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الذي يتوقع أن يتبنى موقفاً أشد بشأن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي من سلفه دونالد ترمب.
في سياق آخر، شن ضابط عسكري إسرائيلي كبير سابق هجوماً حاداً على مؤسسة الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، واصفاً إياها بمدرسة في الكذب وتحريف الوقائع وتجميع الإخفاقات.
وقال يتسحاك بريك الضابط المسؤول السابق عن دراسة استعدادات الجيش للمعركة: إنه تحول إلى موظف تجميل وخدمات عامة للجمهور بدلاً من قول الحقيقة.
وأشار إلى أنه يتمثل دوره في خلق هالة قداسة على عمل الجيش الإسرائيلي سعياً منه لرفع ثقة الجمهور المتراجعة بأداء الجيش.
ولفت بريك إلى أن الغاية تبرر الوسيلة من وجهة نظر الناطق الذي يُخفي أحداثاً خطيرة عن الجمهور، ويغلق الباب أمام المراسلين المتمردين ممن ينتقدون أداء الجيش.
وقال: «بالمقابل يفتح أبوابه أمام مراسلين يتعاونون مع روايته، والنتيجة الحاصلة هي خلق واقع وهمي للجمهور بعيد كل البعد عن الواقع»، على حد تعبيره.
واستشهد «بريك» بعدة أحداث تعمد فيها الناطق العسكري، أفيخاي أدرعي، إنكار الوقائع وتزييف الحقائق، ومن بينها التقرير الذي نشره مراقب قوى الأمن قبل عامين بأن لواء المدرعات في الجيش غير جاهز للحرب.
وأشار إلى أن الناطق العسكري سارع وبعد نصف ساعة فقط من نشر النبأ عبر المراسلة العسكرية «كرميلا منشيه» إلى نفيه والقول إن الحديث عن خلل قديم جرى إصلاحه، لكنه لم يقرأ حتى ما جاء في التقرير ولم يصلح أي خلل.
وأكمل: «تلقيت عديد الروايات من المراسلين الصحفيين العسكريين بأنهم حصلوا على تنبيه من الناطق العسكري أنه في حال هاجموا الجيش فلن يحصلوا على مواد للنشر من الجيش، إذ وافق أغلبية المراسلين والمحللين على التنبيهات سعياً لحفظ وظائفهم».
بينما نبه الناطق العسكري قادة الكتائب والألوية قبيل مثولهم أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست بضرورة عدم نشر «الغسيل المتسخ» أمام أعضاء اللجنة وإخفائه تحت السجادة.
ويسعى الجيش الإسرائيلي وفق بريك إلى إخفاء إخفاقاته عن المستوى السياسي وبخاصة مدى استعداد كتائبه لأي مواجهة عسكرية.
وتحدث عن حادثة الموقع المهجور على الحدود مع لبنان ودخول صحفيين إليه والعثور داخله على 4 مدرعات وأسلحة ومواد بالغة السرية.
وقال إن الناطق العسكري أطلق تصريحاً تجميلياً قال فيه: إن الموقع تم إخلاؤه ضمن استعدادات رد لحزب الله، وإن المعدات فيه كانت بطريقها للخردة مع أن بعضها ما زال حديثاً.
وتطرق بريك إلى فضيحة تزوير أعداد المجندين من المتدينين للجيش، وكيف ضخم الجيش الإسرائيلي الأعداد بثلاثة أضعاف سعياً لإظهار الجيش كملتزم بقرار زيادة عدد المجندين من طائفة «الحريديم» خلافاً للواقع.
واختتم تقريره بالإشارة إلى أن ثقة الجمهور انخفضت في الجيش الإسرائيلي من 90 بالمئة عام 2019 إلى 81 بالمئة في تشرين الأول 2020، وهو مستوى الثقة الأدنى منذ عام 2008، متهماً الناطق بلسان الجيش بالمساهمة بهكذا انخفاض كبير بأوساط الجمهور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن