سورية

انتقد الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء السورية واعتبرها تخطياً للقوانين الدولية … لافروف: أميركا تنتهك القرار 2254 الذي ينص على الالتزام بسيادة سورية

| وكالات

أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أن ما تقوم به الولايات المتحدة في سورية من احتلال أراض فيها ونهب ثرواتها ودعم ميليشيات انفصالية ينتهك قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي ينص على الالتزام بسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها.
وقال لافروف خلال مؤتمره الصحفي السنوي، حسب وكالة سانا: «عبرنا مراراً عن تقييماتنا ومواقفنا الرسمية بشأن تطورات الوضع حول سورية والجميع وقع على قرار مجلس الأمن 2254 الذي ينص على ضرورة احترام سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها»، مبيناً أن الولايات المتحدة احتلت أراضي في منطقة الجزيرة وتقوم باستخراج الثروات الطبيعية السورية منها ونهبها وبيعها كما تدعم الميليشيات الانفصالية هناك في انتهاك صارخ لأحكام القرار 2254».
وأشار لافروف إلى أن روسيا لن تخوض اشتباكات مع الولايات المتحدة في سورية، موضحاً أن موسكو تطالب الجانب الأميركي بعدم استخدام القوة ضد المواقع التابعة للحكومة السورية، وفق ما ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية.
وقال: «لدينا اتصالات مع الولايات المتحدة عبر القنوات العسكرية، ليس لأننا نعترف بشرعية وجودها هناك، ولكن ببساطة لأنها يجب أن تتصرف في إطار معين، مضيفاً: «لا يمكننا طردهم من هناك، نحن لن ننخرط في اشتباكات مسلحة معهم بالطبع، ولكن نظراً لوجودهم هناك، فإننا نجري حواراً معهم حول ما يسمى عدم الصدام، ومن بين الأمور الأخرى نطالب بشدة بعدم جواز استخدام القوة ضد مواقع الدولة السورية».
وأوضح لافروف، وفق «سانا» أن الولايات المتحدة تقوم بكل ما بوسعها للحيلولة دون وصول المساعدات الإنسانية إلى سورية إلى جانب نهجها الهادف إلى الابتزاز حيث أعلنت عما يسمى «قانون قيصر»، ومنعت المنظمات الدولية من المشاركة في المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين الذي عقد في دمشق في تشرين الثاني الماضي، لافتاً إلى أنه رغم الضغوط الأميركية إلا أن أكثر من عشرين دولة شاركت في المؤتمر.
وأعرب لافروف عن قلق روسيا البالغ حيال تصرفات الولايات المتحدة وحلفائها لتقويض الأمن الدولي حيث استخدموا جائحة «كورونا» لزيادة أساليب الضغط وفرض المزيد من العقوبات على دول عدة ويحاولون حل مشكلاتهم من خلال البحث عن أعداء خارجيين، داعياً الولايات المتحدة والغرب إلى إدراك أن عصر فرض الإملاءات والهيمنة انتهى وأن التعاون واحترام سيادة الدول هما الأساس في بناء العلاقات الدولية.
وانتقد لافروف، حسب «سبوتنيك»، الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء السورية واللبنانية، التي تعتبر تخطياً للأعراف والقوانين الدولية التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة.
وأضاف: «في حال كان لدى إسرائيل أي معلومات عن تهديدات يمكن أن تتواصل معنا لحل الأمر بطرق أخرى».
وكشف لافروف، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن بلاده اقترحت على إسرائيل إبلاغها بالتهديدات الأمنية المفترضة الصادرة عن أراض سورية لتتكفل بمعالجتها كي لا تكون سورية ساحة للصراعات الإقليمية.
وشدد لافروف على أن «روسيا لا تريد أن تستخدم الأراضي السورية ضد إسرائيل، أو أن تستخدم، كما يشاء كثيرون، ساحة للمواجهة الإيرانية الإسرائيلية»، أن موسكو لم تتلق حتى الآن رداً ملموساً على هذا الاقتراح، لكنها تواصل طرحه.
وبين أنه من غير المرجح أن يتغير جوهر السياسة الأميركية تجاه روسيا في ظل إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، فالتعيينات في فريقه تشير إلى أن الخط الهادف لضمان الهيمنة الأميركية سيستمر، لافتاً إلى أن رفض واشنطن تثبيت مبدأ نبذ الحرب النووية في وثائقها يحمل دلالات كثيرة، ومضيفاً: إن موسكو تنتظر مقترحات ملموسة من الإدارة الأميركية الجديدة بشأن تمديد معاهدة «ستارت 3» للحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية.
واعتبر لافروف أن الأحداث الأخيرة في الولايات المتحدة أظهرت أن عمالقة التكنولوجيا لا يحترمون مطلقاً الدستور، الأمر الذي يثير القلق.
وأشار إلى أن الهدف من تصريحات الغرب بشأن إيقاف السياسي الروسي اليكسي نافالني هو صرف الانتباه عن الأزمة التي وقع فيها النموذج الليبرالي، موضحاً أنه لم يتم تقديم أي دليل مادي لروسيا على تسميم نافالني المزعوم وتورط موسكو في ذلك وأن ألمانيا تتعامل مع روسيا فيما يخص القضية بطريقة وقحة فلا يجوز التحدث مع موسكو بهذه النبرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن