سورية

أبناء الحسكة يستنكرون جرائم قطع المياه والحصار.. وتعزيزات روسية إلى المنطقة … المحافظ لـ«الوطن»: سياسة التجويع والحصار لن تثني الشعب

| الحسكة - دحام السلطان - دمشق - الوطن - وكالات

شهدت مدينة الحسكة، أمس، وقفة احتجاجية حاشدة، ضد ممارسات الاحتلالين التركي والأميركي وعملائهما وقطع مياه الشرب عن المدينة وريفها الغربي، وأكد خلالها محافظ الحسكة غسان حليم خليل، أن الشعب الذي صمد 10 سنوات سيتابع وسيستمر بصموده ولن يستسلم ولن تثنيه سياسة التجويع ولا التفقير ولا الحصار عن وطنيته السورية السامية بكل المعاني.
وفي وقت أرسلت فيه القوات الروسية وحدة شرطة عسكرية إضافية إلى ريف الحسكة لتعزيز المواقع المشتركة مع الجيش العربي السوري، أجرى ضباط روس وضباط من الجيش العربي السوري، وقيادات من «قوات سورية الديمقراطية- قسد» اجتماعاً في اللواء 93 ببلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، تبعه اجتماع للجانب الروسي مع ضباط من الاحتلال التركي في صوامع شركراك بريف المحافظة.
وفي التفاصيل، فقد نفذت جماهير محافظة الحسكة وقفة احتجاجية في ساحة الرئيس حافظ الأسد، ضد انتهاكات الاحتلالين الأميركي والتركي ومرتزقتهما، ونددوا بجريمة قطع الثاني لمياه الشرب من محطة «علوك» المحتلة عن مدينة الحسكة وريفها الغربي، واستنكروا محاصرة مركز المدينة من قبل ميليشيات «قسد» ومنعها دخول المواد الغذائية والمعيشية إلى المواطنين، مطالبين المجتمع الدولي بوضع حد لممارسات الاحتلالين الأميركي والتركي ومرتزقتهما وجرائمهم بحق الإنسانية.
وفي تصريح لـ«الوطن» خلال الوقفة الاحتجاجية، أكد محافظ الحسكة غسان خليل، أن الوقفة الجماهيرية لأبناء المحافظة، تأتي استنكاراً لهذه الجرائم التي نسفت كل المعايير والمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية، لافتاً إلى أن هذه الوقفة تشكل نموذجاً وطنياً من نماذج الشعب السوري الذي وقف ويقف بصمود وبسالة في وجه الحصار الظالم والجائر.
ولفت المحافظ إلى أن المواطن في هذه المحافظة، يشهد جرائم موصوفة كالقطع السافر للمياه والكهرباء وإغلاق الطرقات ومنع وصول المواد الغذائية إليه، مشدداً على أنه لن يكون هناك «استسلام ولا إركاع أو خنوع وإذلال».
وقال: إن «الشعب الذي صمد 10 سنوات سيتابع وسيستمر بصموده ولن يستسلم ولن يركع ولن تثنيه سياسة التجويع ولا التفقير ولا الحصار عن وطنيته السورية السامية بكل المعاني».
من جهته، بيّن أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي، تركي عزيز حسن، أن احتجاج جماهير محافظة الحسكة، هو دليل قاطع على الوقوف في وجه الاحتلالين الأميركي والتركي اللذين يرميان للضغط على هذا الشعب واستفزازه، من خلال جريمة تركيا بقطعها للمياه عن مليون إنسان، ومحاولة ميليشيات «قسد» ترحيل مشكلاتها ومآزقها وفشلها في المنطقة إلى وسط مدينة الحسكة لممارسة سياسة التجويع وزيادة حجم المعاناة بين المواطنين.
بدوره، أوضح المحامي العام القاضي المستشار سالم الصيّاح، أن ما يحصل من جرائم أميركية- تركية هي جرائم حرب بحق الإنسانية، ويجب على المجتمع والقانون الدولي الوقوف بحزم وشدة تجاهها ووضع حد لها وإنهاء معاناة مواطني هذه المحافظة، منطلقين من ثقتنا الصامدة بالنصر المؤزر على كل أشكال الاحتلال.
ولفت مدير عام مؤسسة المياه محمود العكلة إلى أن جريمة قطع المياه تأتي للمرة الثامنة عشرة وهي من دون أدنى شك جريمة إنسانية بحق أهالي مدينة الحسكة وضواحيها وبحق سكان 54 قرية في ريف المحافظة الغربي، معرباً عن ثقته بأن محطة مياه «علوك» ومنطقة رأس العين ستعود كاملة إلى سيطرة الدولة السورية.
وبينما شدد الشيخ سالم المنديل على أن المحتل وأدواته إلى الزوال ولن يبقى ويدوم إلا هذا التلاحم الوطني الجماهيري الذي جاء ليعبر عن وطنيته والوقوف في وجه كل أشكال الاحتلال، وقال الشيخ عجيل الوردي: «نحن أقوى من كل أشكال الاحتلال بمواقفنا وصمودنا وبشعبنا وجيشنا وبحكمة قائدنا».
وفي وقت أكد رئيس مجلس مدينة الحسكة عدنان خاجو، رفض أي تدخل أجنبي على هذه الأرض الطيبة الكريمة بوطنيتها وأطيافها وأن أي تدخل سافر لن يزيد أبناءها إلا المنعة والقوة، أشارت كل من ريم ميخائيل بري وروشن خضر إلى أن الصمود هو الخيار الثابت والدائم، ولن تصل سياسة التجويع الأميركية إلى مآربها ولن يفلح أردوغان في خرق تماسك وتلاحم هذا المجتمع.
وبينما قال جاك سعيد: إن جماهير الحرفيين سيكونون الجند الأوفياء في معركة الصمود والبقاء والمقاومة، والوفاء للثوابت الوطنية، لفت عبد الرزاق العطية إلى أن وقفة اليوم هي وقفة رجل واحد في وجه الظلم والطغيان، «ونحن نطالب المنظمات العالمية والمجتمع الدولي بلجم هذا التمرد والاعتداء الأجنبي، مبيناً أنه مهما كانت الظروف فإنها لن تثني أبناء المحافظة عن مواقفهم التي شهدت فيما مضى ظروفاً أقسى من ظروف الاحتلال والتعدي الحاصل اليوم.
من جهة أخرى، نقل موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني عن الضابط المسؤول في المراقبة الروسية-السورية المشتركة الرائد دميتري سونتسوف، قوله: إنه تم إرسال وحدة شرطة عسكرية روسية إضافية إلى الحسكة، بهدف تعزيز نقاط المراقبة المشتركة مع قوات الجيش العربي السوري، وتقديم جميع أنواع المساعدة للسكان المحليين.
على خط مواز، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن وفداً روسياً يضم ضباطاً اجتمع أمس، بضباط من الجيش العربي السوري، وقيادات مما يسمى «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، في اللواء 93 في عين عيسى ريف الرقة الشمالي، مشيرة إلى أن الجانب الروسي توجه بعد الاجتماع إلى صوامع شركراك بريف الرقة الشمالي، واجتمع مع قوات الاحتلال التركي هناك.
وفي السياق، أشارت مواقع إعلامية معارضة، أمس، إلى أن اجتماعاً تمهيدياً عقد بين الجيش العربي السوري، وما يسمى «قسد» في القاعدة الروسية في مطار القامشلي، أول من أمس، بخصوص الوضع في مدن الحسكة والقامشلي ومنطقة الشهباء بريف حلب الشمالي الغربي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن