لو سألنا أنفسنا:
في أي لحظة اخترت عملك؟
وفي بحر من الإجابات المتنوعة، وفي كثير من الذكريات ستجد أن لحظات ما كانت فاصلة أخذت قراراً أو هكذا شعرت وقتها بأنك أنت الذي اتخذت هذا القرار بالاتجاه نحو هذا العمل أو ذاك.
أياً كانت مهنتك الآن فإنه في زمن ما كان لك القدرة ولو كانت قدرة نظرية على اختيار إحدى المهن من مجموعة مهن ممكنة، وأقول: مهن ممكنة لأن كثيراً منا كان يرغب في لو أنه يتقن مهنة أخرى ربما لأنها أسهل أو ربما لأنها تدر مالاً أكثر.
الآن في هذه الأوقات فإن الإجابات عن مثل هذه الأسئلة قد لا تبدو منطقية، فأوضاع الحالة الراهنة تفرض نفسها وما يجري غيّر بشكل أو بآخر طرق تفكيرنا تجاه كثير من الأشياء، ولا أحد يستطيع أن يدّعي أن حرب عشر سنوات لم تستطع أن تؤثر في أفكاره ومبادئه بشكل أو بآخر.
لكن الموضوع الأساسي هنا يتعلق بقضيتين مهمتين أود مناقشتهما بلا تحفظ.
القضية الأولى لها علاقة بالأدوار التي أصبح كل منا يقوم بها..
الدول والأفراد يتشابهون هنا بأن لديهم أدواراً إما تم اتخاذها بمحض الإرادة أو أدواراً ساقتها الأحداث للدول وللظروف وللأفراد ما شكلت حالة ملزمة.
القضية الثانية لها علاقة بما نقوم به بشغف أو ما نقوم به بلا رغبة.
الأشياء الجميلة والمهن الناجحة هي تلك التي نقوم بها كما لو كنا نعزف على أوتار الحياة بحماس وشغف ومتعة.
ولأن الكثير من المهن والكثير من الأدوار التي نقوم بها لا تمنحنا هذا الإحساس، فالشيء الطبيعي أننا لا نحصل على الجمال والنجاح.
في فترة مبكرة من الحياة كانت مقولة ما تحاول أن «ترضينا» وهي «إن لم يكن ما تحب فأحب ما يكون».
هذه المقولة اللطيفة هي ما نحتاجه عندما لا يكون بالإمكان القدرة على الحصول على سلة خيارات!!
الآن نحن بحاجة فعلاً لأن نقوم بأدوارنا وأعمالنا بحماس أكثر وشغف أكبر، فهذا الذي يؤمن لنا قدراً من النجاح ويؤمن لنا شيئاً من المتعة ونحن نمارس الحياة.
لا الآن ولا سابقاً ولا في أيام رخاء.. ولا هنا ولا في أي مكان في العالم كانت الحياة مجرد صالة ألعاب.. لكن دعونا نحاول ولو من باب المحاولة أن نجعلها حالة شغف.. لنحاول.
أقوال:
– وحده الشغف بالأمور العظيمة يسمو بالإنسان إلى مقامات عالية.
– فن الحياة هو فن تعلم كيف تصدق الكذبات.
– خذ الحياة كما جاءتك مبتسماً
في كفها الغار أم في كفها العدم