الاحتلال التركي وإرهابيوه يمنعون المهجرين من مغادرة «المخيمات» … محافظ إدلب لـ«الوطن»: الدولة جاهزة لتخديم مواطنيها العائدين بأي لحظة
| سيلفا رزوق
أكد محافظ إدلب، محمد نتوف، أن الدولة السورية هي الحضن الدافئ لكل السوريين وهي جاهزة لاستقبال المهجرين السوريين الذين تمنعهم التنظيمات الإرهابية والنظام التركي في مناطق سيطرتهما من المغادرة والوصول إلى مناطق سيطرة الدولة.
نتوف وفي تصريح لـ«االوطن»، أكد أن الدولة على أتم الاستعداد لاستقبال السوريين الموجودين في مخيمات اللجوء الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين، والتي يعاني أهلها اليوم أشد معاناة نتيجة الأحوال الجوية السائدة، مشدداً على أن معبر قرية ترمبة على طريق عام أريحا- سراقب، مفتوح من طرف الدولة السورية، وهي جاهزة لتخديم المواطنين في أي لحظة، وهي على استعداد لتأمين كل متطلبات الحياة الكريمة لهم في حال تمكنوا من العبور نحو مناطق سيطرتها.
ولفت نتوف إلى أن التنظيمات الإرهابية وبدعم من النظام التركي ترفض السماح للسوريين الموجودين في هذه المخيمات الواقعة تحت سيطرتها بالمغادرة، وعملت على رفع السواتر الترابية لعرقلة أي محاولة للخروج، مبيناً أن هذه المخيمات لا يوجد فيها الحد الأدنى من الخدمات، وهذا ما يعرضها للغرق عند سقوط الأمطار.
وكشف نتوف، أن الأهالي يطالبون بالسماح لهم بالخروج نحو مناطق الدولة لكن النظام التركي وعبر أدواته الإرهابية، حريص على منعهم من المغادرة وذلك لمواصلة استخدامهم كورقة للابتزاز السياسي وابتزاز أوروبا، وبالتالي ضمان مواصلة حصوله على المليارات من الدولارات سنوياً، بذريعة تقديم المساعدات لهم، مشيراً إلى أن النظام التركي كان قد أرسل قبل أيام وزير داخليته سليمان صويلو برفقة وفد قطري إلى مخيمات اللجوء في مناطق سيطرة إرهابييه، حيث قدم وعوداً كاذبة للاجئين حول إقامة مشاريع إسكانية منتظرة، كما واصل عملية تهديدهم وتخويفهم من العودة إلى مناطق سيطرة الدولة.
وبيّن نتوف، أن النظام التركي يخشى من خروج الأهالي من مناطق سيطرة إرهابييه، لأنه بذلك سيخسر ورقة ابتزاز سياسية، لافتاً إلى أن سورية مقبلة خلال الأشهر القادمة على انتخابات رئاسية، والنظام التركي يسعى جاهداً لاستغلال اللاجئين ومنعهم من إعلان موقفهم الحقيقي تجاه دولتهم، واستخدامهم كورقة للتحريض الإعلامي.
ما كشفه محافظ إدلب، يأتي في وقت كشفت فيه مصادر من داخل مخيم دير حسان الواقع ضمن مناطق سيطرة الإرهابيين في جنوب إدلب، لـ«الوطن»، أن النظام التركي ومن أجل إسكات العوائل ومنعها من الاحتجاج على الأوضاع المزرية التي تعاني منها، عمل على توزيع مبلغ مئة دولار على العوائل الموجودة داخل المخيمات.
وأكد المصادر لـ«الوطن»، أن الأهالي في هذه المخيمات وكذلك الأغلبية العظمى من الأهالي في عموم مناطق المحافظة التي يسيطر عليها الإرهابيون، لم تعد تنطلي عليهم هذه الأكاذيب، ويريدون الخلاص من التنظيمات الإرهابية والعيش في حضن دولتهم بطريقة إنسانية لائقة.
وكان وزير داخلية النظام التركي برفقة عدد من المسؤولين الأتراك قام بالدخول إلى الأراضي السورية المحتلة في محافظة إدلب، بذريعة تفقد مشروع بناء المنازل للاجئين السوريين شمال المدينة، وادعت وكالة «الأناضول»، أن صويلو كان يقوم بجولة على منازل يجري بناؤها، غير أن الصور التي تسربت منذ أيام من هذه المخيمات، كشفت حجم الكارثة التي يعيشها السوريون المحاصرون بداخلها، وفقدانهم أبسط مقومات الحياة.
ويوجد داخل مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في إدلب أكثر من ثلاثين مخيماً، كما توجد أعداد أخرى من هذه المخيمات شمال غرب حلب، يقطن فيها آلاف السوريين الذين هجّرتهم التنظيمات الإرهابية وتمنعهم من العودة مجدداً إلى بيوتهم المحررة ولاسيما أن أكثر من نصف المحافظة محرر اليوم من سيطرة الإرهابيين، كما في خان شيخون ومعرة النعمان، اللتين أعادت الدولة الخدمات إليهما فور تحريرهما من قبل وحدات الجيش العربي السوري.
وتمنع التنظيمات الإرهابية وما تسمى «هيئة تحرير الشام» وبدعم مباشر من النظام التركي، السوريين من العودة إلى مناطق الدولة السورية، كما يمنعهم النظام التركي من الدخول إلى أراضيه، ويسمح لفئات محددة بالدخول، حيث يقتل العشرات من السوريين على السياج الحدودي خلال محاولتهم العبور، حيث وثقت مصادر إعلامية معارضة مقتل 470 سورياً خلال محاولتهم العبور في العام الفائت.
وافتتحت الجهات المعنية منتصف العام الفائت معبراً عند قرية ترمبة على طريق عام أريحا- سراقب، لتأمين خروج الطلاب الراغبين بتقديم امتحانات شهادة الثانوية العامة من مناطق انتشار الإرهابيين في محافظة إدلب إلى محافظة حماة، لكن التنظيمات الإرهابية منعتهم من الخروج، حيث مازال آلاف الطلبة السوريين يعانون من حرمانهم من متابعة دراستهم في المدارس والجامعات الحكومية السورية.