أدى انخفاض القدرة الشرائية جراء ارتفاع أسعار السلع الغذائية إلى توديع كثير من المواطنين المأكولات الشعبية وتغيير أنماط التحضير.
إذ أكدت إحدى السيدات لـ«الوطن» أن السويداء تشتهر بأكلة المنسف (الملحية) المحضرة من اللحم الضان أو من الفروج المغلي باللبن مع الكبة المسلوقة والمقلية والتي كانت بمتناول الجميع فقيراً كان أم غنياً إلا أنه مع ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء منها والحمراء بات المنسف المحضر للعائلة يقتصر على اللبن المغلي مع بطاطا ضمنه إن وجدت هي الأخرى.
كما أشارت إحدى ربات المنزل أن أكلة المقالي كانت من أسرع وأقرب الأطعمة المجهزة للعائلة مرة أسبوعياً على أقل تقدير إلا أنه مع غلاء الزيوت والخضراوات من بطاطا وكوسا وباذنجان باتت حلماً لكثير من العائلات، مشيرة أن الملوخية هي الأخرى تغيرت طريقة تحضيرها لتقتصر على مكعب ماجي إن وجد مع كمية الرز المتوفرة.
ولفت أحد الأهالي ممن تدخل في النقاش القائم أن أنماط الطعام جراء غلاء جميع السلع الغذائية انعكس بدوره حتى على أنماط العيش الاجتماعية، لافتاً أن أكلات الفتة والفول والتسقية والفلافل التي كانت تجمع العائلة صباح يوم العطلة هي الأخرى بات الكثير من العائلات يعجز عن تأمينها ولم شمل أفرادها لارتفاع أسعارها بشكل غير منطقي.
كما أشار أصحاب محلات القصابة أن المبيعات من اللحوم انخفضت إلى ما دون الربع واضطرار القصابين إلى الاشتراك على ذبيحة واحدة في اليوم بسبب لجوء الأغلبية الساحقة من الأهالي إلى شراء اللحوم بالوقية أو حتى بمبالغ تتراوح بين الـ500 و1000 ليرة، مع التنويه بأن الكميات التي كان الأهالي يسعون لشرائها لصنع الدهن (القاورمة) تم إلغاؤها من أجندة المشتريات.
وما أشار إليه القصابون أكد عليه أصحاب محال بيع الفروج وأصحاب البقاليات من حيث انخفاض نسبة المبيعات من الرز والسكر والزيوت جراء ورودها إلى المحافظة بأسعار فلكية، ليبقى لسان حال الجميع إن ارتفاع الأسعار الجنوني متزامن مع انعدام القدرة الشرائية أدى إلى حرمان الأغلبية الساحقة من أبسط متطلباتها المعيشية.