تراجعت أعداد المحال التي تقدم وجبات الفول في حلب بسبب ارتفاع أسعار إيجاراتها أضعافاً مضاعفة، ولاسيما في أحياء المدينة الراقية، ما سيهدد أهم مهنة تقليدية اشتهرت بها المدينة ولا يمكنها الاستغناء عنها.
ويعد الفول من أهم الوجبات الشعبية التي يقبل عليها الحلبيون، وخصوصاً صباح يوم الجمعة الذي يعد مناسبة لدى معظم الأسر لتناول الفول عند الفطور كما جرى عليه العرف منذ سنوات.
«يجتمع بشكل مستمر أفراد عائلتي، ومنهم ابني المتزوج والمستقل في سكنه عنا، لتناول فطور يوم الجمعة، والمكون من الفول بطحينة والفول بحمص كوجبة أساسية لا غنى عنها في موائد الحلبيين عقب صلاة الجمعة»، وفق قول أبو أحمد السمان لـ«الوطن»، والذي أشار إلى ارتفاع أسعار وجبات الفول أضعافاً عديدة في السنوات الثلاث الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية «وخاصة الفول، لزيادة الطلب بشكل مستمر».
وعزا الفوّال عز الدين في حي الفرقان لـ«الوطن» ارتفاع سعر طبق الفول أو الوجبة أو سعر الكيلو غرام منه إلى ارتفاع سعر إيجار محله بشكل كبير: «استأجرت المحل، الواقع على شارع رئيسي، لمدة ٣ سنوات سابقة بسعر معقول قياساً إلى إيرادات المهنة المرغوبة والمطلوبة في كل حي وفي كل شارع في المدينة، إلا أن رفع صاحب المحل قيمة الإيجار السنوي ليصبح ١٠ ملايين سنوياً، قضى على حلمي بتجديد عقد الإيجار، شأني شأن الكثير من أصحاب المهنة التي ستتعرض للانقراض، إذا ظل وضع الإيجارات على ما هو عليه».
من جهته، لفت الفوال أبو عبدو في حي المشهد لـ«الوطن» إلى أن سعر الإيجار، وعلى الرغم من صعوده بشكل جائر، إلا أنه ليس العامل الوحيد في رفع أسعار وجبات الفول «إذ ارتفع سعر أسطوانة الغاز الصناعية في السوق السوداء إلى ٣ أضعاف عن سعرها النظامي، كما ارتفعت رواتب العاملين في المحل أكثر من ضعف مع غلاء أسعار المواد الداخلة في صنع الطبخة، كل ذلك انعكس سلباً على استمرارنا بالمهنة».