أرقام.. وأرقام مضادة عن المازوت الزراعي في ريف دمشق … مدير زراعة الريف: أرقام الجهات الأخرى كلها اجتهاد شخصي واستلمنا فقط 13 مليون ليتر من إجمالي 40 مليوناً الحاجة
| ألين هلال
بعيداً عن دخول فصل الشتاء في ذروته وعدم الحصول على المخصصات من مازوت التدفئة، وبعيداً عن الحديث حول توزيع مادة المازوت، نجد السوق السواء تحوي مالذ وطاب بشرط «الجيب المليان» ففي منطقة الزبداني يمكنك الحصول على 200 ليتر من المازوت بسعر 250 ألف ليرة، وقد يرتفع السعر مع الحديث عن شح المادة، وللأمانة مع بدء الحديث عن توريدات جديدة للمحروقات انخفض السعر إلى 200 ألف ليرة وقد يصل إلى 170 ألف ليرة نتيجة توافر المادة بشكل أكبر، وموضوعنا سيكون المازوت الزراعي الذي اشتكى العديد من الفلاحين عدم توافره ما يدفعهم لشراء «التنكة» منه بـ35 ألف ليرة وخصوصاً في المناطق الحدودية، ما زاد مصاريف الفلاح، فحصصه بالدعم شحيحة.. هل هذا بسبب عدم توافرها..؟ أم بسبب عدم وصولها لمستحقيها؟ وعند التوجه بالسؤال للمختصين عن كمية المازوت الزراعي الموزعة في ريف دمشق، كان من الطبيعي أن نحصل على رقم واحد، ولكن، كانت المفارقة، بداية كان اللقاء مع عضو المكتب التنفيذي لقطاع الفلاحين في محافظة ريف دمشق المحامي حسين العبدالله وسألناه عما وزع من مازوت زراعي لعام 2020، حيث أوضح أن عملية توزيع المازوت الزراعي تتم بناء على طلب اللجان الفلاحية في المحافظة وتُتابع من اللجنة المركزية المؤلفة من عضو قيادة فرع الحزب رئيس مكتب الفلاحين والمكتب التنفيذي المختص في المحافظة ومدير الزراعة واتحاد فلاحي ريف دمشق- وبعد دراسة الطلبات المقدمة من اللجان- إما توافق عليه اللجنة المختصة وإما لا من خلال كشوفات على أرض الواقع، واليوم يقدم الدعم اللازم للفلاح وخصوصاً في القطاع الزراعي نتيجة التوجه لزيادة زراعة القمح.
وعن المازوت سؤالنا الأساسي: ما الكميات التي وزعت خلال عام 2020 على الفلاح؟ كان سؤالنا في جهة والجواب في مقلبٍ آخر! فحسب العبدالله هناك تخفيض في مخصصات المازوت بشكل عام من 42 طلباً إلى 30 طلباً.
أما مدير زراعة الريف المهندس عرفان زيادة فقد بين أن حاجة الريف من مادة المازوت الزراعي لعام 2020 هي 40 مليون ليتر، على حين تم استلام 13 مليون ليتر تقريباً، أي بنسبة 25 إلى 30% من المطلوب، وعن حاجة منطقة الزبداني فهي 5 ملايين و200 ألف ليتر، بينما حصلت على مليونين و200 ألف ليتر فقط، توزع من خلال لجان محروقات مختصة في كل منطقة فهي المسؤولة عن التوزيع للفلاح.
وهنا خالف رئيس اتحاد فلاحي دمشق محمد خلوف الرقم السابق، موضحاً أن مدير عام المحروقات تحدث أنه خلال الأشهر الثامن والتاسع والعاشر تم توزيع 9 ملايين وسبعمئة ألف ليتر على حين أن الاتحاد حاصل على مليون و300 ألف ليتر فقط، وهنا وجب حسب خلوف التدقيق وإعادة الحسابات.
وفي رقم ثالث نجده لدى محافظة ريف دمشق أنه خلال أشهر تشرين الأول تم توزيع 519344 ليتراً، وفي شهر تشرين الثاني 361400 ليتراً وخلال كانون الأول 450 ألف ليتر تم توزيعها، والموضوع منوط بمديرية المحروقات.
وبعد رمي الكرة لدى محروقات الريف توجهنا لهم بالسؤال فكان جوابهم موجزاً جداً من خلال المهندس شفيع السيوطي مدير محروقات الريف الذي أوضح أن موضوع المازوت الزراعي وما وزع بحاجة لبحث وعمل طويل ولكن يوزع 2 ليتر للدنم الواحد.
وبعد تضارب الأرقام بين المختصين أعاد التواصل معنا مدير زراعة الريف م. عرفان الزيادة للتأكيد أن الرقم الصحيح هو فقط المأخوذ من مديرية الزراعة فالأرقام الأخرى نتيجة اجتهاد شخصي، وتتم المطابقة اليوم ضمن محروقات ريف دمشق من خلال الجهات المختصة.
وأوضح آلية التوزيع من خلال التنسيق بين الوحدة الإرشادية والجمعية الفلاحية، فالخلل حسب م. زيادة بالشق التعاوني الخاص بالوحدة الإرشادية أي الأعضاء التعاونيين الذين لا يحتاجون لأوراق ثبوتية فقط يقوم رئيس الوحدة الإرشادية بتزكيتهم لكونهم أعضاء تعاونيين، وهنا أكد إعفاء العديد من رؤساء الوحدات الإرشادية ورؤساء دوائر زراعية، فنتيجة المتابعة تم كشف تلاعب كبير – وما زال العمل مستمراً- وتم حل العديد من الجمعيات الفلاحية وأحيل العديد من الدوائر الزراعية للرقابة والتفتيش آخرها دائرة دوما.
كما تم إصدار جداول للتوزيع لا بد أن تحوي بصمة الفلاح والرقم الوطني ورقم هاتف الفلاح ويوقع الجدول كلٌ من رئيس الجمعية الفلاحية والوحدة الإرشادية ورئيس الدائرة الزراعية ورئيس الرابطة ومدير الناحية ومدير المنطقة.
ونتيجة اختلاف الأرقام السابقة أوضحت لنا مصادر مطلعة أنه تم تخفيض طلبات المحروقات للعديد من الكازيات غير الفاعلة فمثلاً كازية عين حور كانت تحصل على 16 طلباً في الشهر واليوم تم التخفيض حتى 8 طلبات، على حين هناك كازيات أخرى لم تحصل على أي طلب محروقات بطلبات لتغطية مناطقها.