سورية

عودة 88 لاجئاً سورياً من لبنان … قلق أممي من وضع المهجرين المأساوي في مخيمات الشمال!

| وكالات

في الوقت الذي تواصلت فيه عودة اللاجئين السوريين من لبنان إلى أرض الوطن، أعربت منظمة الأمم المتحدة عن قلقها من الوضع المأساوي للنازحين في مخيمات الشمال السورية التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية، نتيجة غرق خيامهم بالأمطار، مشيرة إلى أن لديها فجوة تبلغ قيمتها 32 مليون دولار في تمويل المواد الأساسية لهؤلاء النازحين.
وفق ما ذكر المركز الروسي لاستقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين في بيان، فقد عاد 88 لاجئاً سورياً إلى أرض الوطن قادمين من أراضي لبنان خلال الــ24 ساعة الأخيرة، وذلك عن طريق معبري جديدة يابوس وتلكلخ الحدوديين مع لبنان، مشيراً إلى أن من بين العائدين 27 امرأة و45 طفلاً.
وأشار البيان إلى أنه لم يتم تسجيل عودة أي لاجئين إلى سورية من الأراضي الأردنية عن طريق معبر نصيب الحدودي في الساعات الأخيرة.
ويأتي استئناف عودة اللاجئين السوريين من الخارج بعد توقفها خلال الأشهر الماضية بسبب الإجراءات الوقائية من انتشار فيروس «كورونا»، حيث أدى إغلاق الحدود السورية اللبنانية بين الحين والآخر، بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس، لانخفاض كبير في عدد المهجرين السوريين العائدين إلى بلدهم.
وتزايدت عودة اللاجئين السوريين من لبنان إلى أرض الوطن بعد عقد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين في دمشق يومي 11-12 تشرين الثاني الماضي.
وذكر المركز الروسي لاستقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين في البيان، أن الوحدات الفرعية التابعة لسلاح المهندسين بالجيش العربي السوري قامت خلال الـ24 ساعة الأخيرة بتطهير 2.5 هكتار من الألغام في مدينة دوما بريف دمشق ومدينة درعا وبلدتي عثمان والنعيمة بريف درعا، حيث تم اكتشاف وتدمير 5 عبوات ناسفة قابلة للانفجار، منها عبوة واحدة محلية الصنع.
بموازاة ذلك، ذكرت منظمة الأمم المتحدة في تقرير نشرته على موقعها الرسمي في «فيسبوك»، أنها تتابع بقلق الوضع المتعلق بالعواصف التي تجتاح المناطق الواقعة شمال غرب سورية، والتي تُعدّ الأكبر حتى الآن في فصل الشتاء، مع تضرر آلاف النازحين.
وأضافت المنظمة: إن هناك تقارير تفيد بأن هطول الأمطار الغزيرة في مناطق غرب حلب وإدلب شمال غرب البلاد، تسبب بأضرار لحقت بمخيمات النازحين داخلياً وأن الخيام تضررت وتم قطع الطرق المؤدية إلى المخيمات.
ونقلت المنظمة عن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قوله في المؤتمر الصحفي اليومي: إنه «بينما يستمر تقييم الأضرار، ثمّة تقارير عن تضرر أكثر من 1.700 أسرة في شمال غرب سورية من جرّاء الفيضانات، وتدمير أكثر من 200 خيمة وتعرض أكثر من 1.400 خيمة للأضرار».
وأضاف دوجاريك: إن العاملين في المجال الإنساني وزعوا المساعدات الشتوية على 2.3 مليون شخص في عموم سورية، ويشمل ذلك المساعدات الضرورية للوقاية من البرد، بما في ذلك أكياس النوم والملابس الشتوية ووقود التدفئة، فضلاً عن المساعدة في إصلاح واستبدال الخيام، لكنّه قال: «لا تزال هناك فجوة تبلغ 32 مليون دولار في تمويل هذه المواد الأساسية».
ويعاني المهجرون السوريون في مخيمات اللجوء الواقعة تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية الموالية للاحتلال التركي في شمال البلاد، أشد المعاناة نتيجة الأحوال الجوية السائدة مؤخراً، ومنعهم من قبل الإرهابيين من مغادرة المخيمات.
وأول من أمس، أكد محافظ إدلب محمد نتوف في تصريح لـ«الوطن» أن الدولة هي الحضن الدافئ لكل السوريين الذين تمنعهم التنظيمات الإرهابية والنظام التركي في مناطق سيطرتها من المغادرة والوصول لمناطق سيطرة الدولة، وذلك لمواصلة استخدامهم من قبل النظام التركي كورقة للابتزاز السياسي وابتزاز أوروبا.
وقال: إن «الدولة على أتم الاستعداد لاستقبال السوريين الموجودين في مخيمات اللجوء الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين، والتي يعاني أهلها اليوم أشد المعاناة نتيجة الأحوال الجوية السائدة»، مشدداً على أن معبر قرية ترمبة على طريق عام أريحا – سراقب، مفتوح من طرف الدولة السورية، وهي جاهزة لتخديم المواطنين في أي لحظة، وهي على استعداد لتأمين كل متطلبات الحياة الكريمة لهم في حال تمكنوا من العبور نحو مناطق سيطرتها.
وفي سياق متصل، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأميركية غير الحكومية: إن اللاجئين السوريين في بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سورية ليست لديهم بنى ملائمة لتؤويهم خلال أشهر الشتاء القاسية، وذلك حسب ما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أمس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن