الأسعار أعادت الثقة بالأشجار … انخفاض إنتاج الحمضيات لهذا الموسم بنسبة 30 بالمئة عن سابقه … حمدان: موسم يمكن وصفه بالجيد جداً نظراً للمردود المادي وجودة المنتج
| يسرى ديب
قال مدير مكتب الحمضيات سهيل الحمدان إن إنتاج الحمضيات لهذا الموسم انخفض عن المواسم السابقة بنحو 30 بالمئة.
ويعود السبب إلى الظروف الجوية التي مرت خلال الموسم الحالي، إذ تعرض إلى عدة تقلبات في الطقس مثل موجة الجفاف في شهري أيار وأيلول مصحوبة برياح شرقية شديدة أدت إلى زيادة تساقط الثمار، وكذلك الجو الدافئ وارتفاع درجات الحرارة وانحباس الأمطار خلال شهر كانون الأول حتى منتصف كانون الثاني الأمر الذي حفز الإزهار لكثير من أشجار الحمضيات مما قد ينعكس سلباً على صحة الشجرة في وقت لاحق نتيجة الإجهاد المتلاحق الذي تتعرض له.
ووصف مدير مكتب الحمضيات واقع الحمضيات للموسم 2020-2021 بالجيد جداً من ناحية الجودة وقلة الإصابات والآفات، وحتى من ناحية المردود المادي بالنسبة للمزارعين، وذلك نتيجة تحسن حركة التصدير والمنافسة الجيدة للحمضيات السورية في الأسواق المستهدفة حتى تاريخه.
وذكر حمدان أن الإنتاج المتوقع للموسم 2020-2021 بلغ نحو 800 ألف طن موزعة على طرطوس 197 ألف طن واللاذقية 591 ألف طن، ونحو 24 ألف طن موزعة على بقية المحافظات، وأن التقديرات النهائية ستصدر خلال الفترة القادمة.
وبين حمدان أنه لا يوجد أي نشاط حالياً للآفات بسبب انخفاض درجات الحرارة، علماً أن الآفتين الأساسيتين في محصول الحمضيات هما: حلم صدأ الحمضيات، وذبابة فاكهة البحر الأبيض المتوسط، وأن الإصابات كانت محدودة بالنسبة لحلم الصدأ، وخصوصاً بالنسبة للمزارعين الملتزمين بتعليمات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، كذلك كان انتشار آفة ذبابة الفاكهة ضعيفاً مقارنة بالمواسم السابقة.
ومن أسباب انخفاض الإنتاج كما يقول يعود إلى الظروف الجوية المذكورة سابقاً، إضافة إلى انخفاض طفيف في عدد الأشجار بسبب الانخفاض الكبير بأسعار الحمضيات، ولأكثر من خمس سنوات سابقة قبل 2019 حيث قام بعض المزارعين باستبدال الحمضيات بزراعات أخرى، لعدم الجدوى الاقتصادية لزراعة الحمضيات في وقتها، واضطر عندها قسم من المزارعين لقطع بعض الأشجار واستبدالها بأنواع أخرى، ولكن يعتقد أن التحسن في أسعار الحمضيات مؤخراً أعاد الثقة بهذه الشجرة، وعاد المزارعون للاهتمام بعمليات الخدمة المختلفة كالري والتقليم والتسميد والتعشيب بسبب الجدوى الاقتصادية والقيمة المضافة الكبيرة في منتج الحمضيات مقارنة بغيرها من المحاصيل كالخضراوات والفاكهة.
وذكر أن تكاليف إنتاج الحمضيات أقل بكثير من تكاليف أي ثمار أو خضراوات أخرى بسبب اعتماد أسلوب المكافحة الحيوية لآفات الحمضيات منذ 1994 باستخدام الأعداء الحيوية الموجودة أصلاً في بيئة الحمضيات بالإضافة للأعداء الحيوية المنتجة من مراكز التربية الخاصة التابعة لوزارة الزراعة والتي توزع مجاناً على المزارعين، ويؤكد أن هذه الطريقة أثبتت جدواها وفعاليتها خلال السنوات السابقة، والأهم أن هذا الأسلوب وفر من المكافحة أكثر من 70 بالمئة من تكاليف الإنتاج، ما جعل زراعة الحمضيات أكثر اقتصادية وأكثر استقراراً على المدى البعيد بشرط توافر أسواق التصريف للإنتاج كونه كبيراً جداً ويصل إلى أكثر من 55 بالمئة من إجمالي ما تنتجه سورية من كل أصناف الفاكهة الأخرى المزروعة في سورية كالعنب والتفاح والرمان والخوخ والدراق واللوز والمشمش وغيرها.
أضاف الحمدان: إنه يوجد اهتمام حالياً بالتحول لإنتاج الحمضيات حسب شروط الجودة العالمية ليكون لدينا منتج قادر على دخول أي سوق عالمية، ولكن الشرط هو توافر شهادة الجودة، وهو ما يتم العمل علية حالياً بالتعاون بين وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ووزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية من خلال برنامج الاعتمادية 2020-2021 مع تأكدنا من قدرة منتج الحمضيات السورية على المنافسة في أي سوق يمكنه الوصول إليها مع توافر شهادات الجودة المطلوبة.