سورية

لم يثبتوا أن لديهم قضية وطنية وإنما مصالح شخصية ومالية … أبو عبدالله: الشخصيات المعارضة في الخارج أصبحت أوراقاً ساقطة ومن الماضي

| موفق محمد

اعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق بسام أبو عبدالله أن الشخصيات التي تطلق على نفسها «معارضة» في الخارج أصبحت «أوراقاً ساقطة ومن الماضي»، لأن «الدول لم تعد تهتم بهم وهم لم يثبتوا أن لديهم قضية وطنية»، وذلك في تعليقه، على الهجوم الذي شنه «المعارض» كمال اللبواني على قيادات فيما يسمى «الائتلاف» المعارض، والاتهامات التي وجهها لها، وسط خلافات كبيرة تعصف بين مكونات ما تسمى «هيئة التفاوض» المعارضة.
ووصف أبو عبدالله، مدير مدرسة الإعداد الحزبي المركزية، في تصريح لـ«الوطن»، اللبواني بأنه من يمثل كيان الاحتلال الصهيوني فيما يسمى «ائتلاف قوى المعارضة».
وأشار أبو عبدالله إلى أن هذا «الائتلاف» رُكِّب في الدوحة وتحولت مكوناته إلى ممثلين لدول إقليمية أو قوى دولية وهي ليست قوى وطنية سورية، لافتاً إلى أن هذا «الائتلاف» وكل من يسمى نفسه معارضة في الخارج ارتبط أمره بمصالح سواء كانت مادية أم وعوداً سياسية قدمت لهؤلاء لاستخدامهم ضد بلدهم، ولذلك لا نجد أي انسجام بينهم على الإطلاق لأن ما يجمعهم هو مصالح ضيقة سياسية وهذه المصالح تبدلت وتغيرت مع تغير الواقع على الأرض في سورية.
وأضاف: «لذلك نجد أن العالم كله بدأ يتغير وأصبح هؤلاء على حافة الطريق، لأنهم بالأساس صنّعوا تصنيعاً من أجهزة مخابرات غربية».
ونشر اللبواني مؤخراً تسجيلاً على موقع «يوتيوب» اتهم فيه كلاً من المسؤولين في «الائتلاف» بدر جاموس ونصر الحريري والرئيس المشترك عن وفد «المعارضات» في لجنة مناقشة الدستور هادي البحرة بـ«التجسس» على المعارضة لمصلحة إيران وروسيا وسورية.
وفي ضوء الخلافات داخل «هيئة التفاوض» المعارضة التي ظهرت مؤخراً إلى العلن أصدرت وزارة الخارجية السعودية قراراً بتعليق عمل «الهيئة» ووقف صرف الرواتب لأعضائها نهاية الشهر الحالي.
وأشار أبو عبدالله في رده على سؤال حول توقيت هجوم اللبواني على هؤلاء، إلى أن «هناك اتجاهاً صدر عن وزارة الخارجية السعودية قبل أيام ما يوحي بوقف نشاط موظفي ما يسمى «هيئة التفاوض»، لافتاً إلى أن هذا الأمر يشير إلى أن هناك اختلافات وصراعات داخل هذه القوى.
ولفت إلى أن مؤشراً آخر ظهر على تلك الخلافات وهو أن وفداً من منصتي «موسكو» و«القاهرة» زار موسكو واشتكى أيضاً إلى الروس، «وهذا يؤشر إلى أن هؤلاء ليس لديهم حوامل اجتماعية وشعبية في سورية لأنه لو كان لديهم هذه الحوامل لما اشتكوا إلى روسيا».
وأضاف: «هذا ما يشعر أنه في حقيقة الأمر ليس لدينا معارضة بالمفهوم الدستوري والقانوني لهذا الأمر»، مشيراً إلى أن المعارضة في الخارج، هي عبارة عن «شخصيات رهنت كل ما قامت به خلال السنوات الماضية لأجهزة مخابرات هنا وهناك، كما أصبح مكشوفاً أن اللبواني زار كيان الاحتلال عدة مرات وتحدث من هناك خلال مشاركته في مؤتمراته»، لافتاً إلى أن اللبواني نفسه كان اتهم كثيراً من الأطراف بأنهم زاروا كيان الاحتلال بينهم أنس العبدة وغيره، وبالتالي هم بشكل أو بآخر مرتبطون بالمشروع الصهيوني وما يخدمه في المنطقة.
وتابع: «الآن هم أصبحوا، أوراقاً ساقطة، بتقديري الشخصي، وأصبحوا من الماضي، فلا الدول عادت مهتمة بهم ولم يُثبتوا هم على الأرض أن لديهم قضية وطنية على الإطلاق وإنما لديهم مصالح شخصية واتهامات متبادلة ومصالح مالية».
وأعرب أبو عبد اللـه عن اعتقاده أن تسجيل اللبواني «يجب أن يوقظ هؤلاء الذين مازالوا ينتسبون إلى ما يسمى «ثورة سورية»، معتبراً أنه على الجميع أن يقرأ المعادلات التي تحولت وتبدلت وتغيرت جذرياً وستتبدل كما أعتقد في المستقبل القريب.
وحول التوقيت الذي أصدرت فيه السعودية قرارها بتعليق عمل «هيئة التفاوض» ووقف صرف الرواتب لأعضائها قال أبو عبدالله: «البعض ينظر إلى ذلك على أنه تسويات قد تحصل في المنطقة في المرحلة القادمة والسعودية أعطت أكثر من إشارة، منها إشارة تجارية بالسماح للقوافل السورية بتصدير البضائع إلى السعودية، والإشارة الأخرى أتت من خلال إيقاف عمل هؤلاء تحت حجة أن الائتلاف فيه خلافات».
وعما إذا كانت هذه الخلافات بين مكونات «هيئة التفاوض» ستؤثر في اجتماعات الجولة الخامسة للجنة مناقشة الدستور المقررة في 25 الشهر الجاري قال أبو عبدالله: نعم لأن هناك تضارباً في الآراء ولا يوجد شيء يوحدهم على الإطلاق»، مضيفاً: «عندما سألت زملاء لي ممن حضروا اجتماعات لجنة مناقشة الدستور قالوا: إنه لا يجمع هؤلاء شيء وطني ولا إيديولوجي هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن مصالح الدول متضاربة، وهم يمثلون مصالح دول ولا يمثلون قضية وطنية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن