أظهرنا مرونة في العلاقات مع واشنطن ولكن … الكرملين: لن نسمح بتجازو الخطوط الحمراء
| وكالات
صرح المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن موسكو أظهرت مرونة في التعامل مع واشنطن، لكنها ليست مستعدة لتحمل الإملاءات والفظاظة وتجاوز الخطوط الحمراء.
وقال بيسكوف في مقابلة مع قناة «روسيا – 1»، أمس الأحد أن الولايات المتحدة لا تزال تنظر لروسيا على أنها خصماً وليس شريكاً، مضيفاً إن روسيا تأمل في بناء حوار مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وترى أن هناك فرصة في ذلك رغم الاختلافات الظاهرة.
وأشار بيسكوف إلى أن موسكو ترغب في التعاون مع واشنطن ولكن لا تستطيع إرغامها على ذلك، مؤكداً أن روسيا مستعدة لإظهار مرونة في التعامل مع الولايات المتحدة لكن ليس للأبد ودون وقاحة أو تجاوز للخطوط الحمراء.
كما شدد، على أن بيانات السفارة الأميركية حول الاحتجاجات غير المصرح بها في روسيا هي تدخل في الشأن الداخلي الروسي.
وقال بيسكوف: «تلك بالطبع تصريحات غير لائقة، وهي ضمنياً تعد تدخلاً مباشراً في شؤوننا الداخلية».
وتابع، «لو كانت سفارتنا قد تصرفت بطريقة مماثلة حين شهدت الولايات المتحدة اضطرابات مدنية، لكان ذلك من المؤكد قد سبب عدم ارتياح في واشنطن»، مضيفاً: «دائما ما أوصي نظراءنا بتخيل أنفسهم في مثل ذلك الموقف».
وأضاف متحدث الرئاسة الروسية: «أنا قطعاً ضد المشاركة في حشود غير قانونية، ولا تقييم آخر لذلك غير أنه خرق للقانون».
وكانت السفارة الأميركية أعلنت في وقت سابق أنها تراقب الاحتجاجات غير المصرح بها في أنحاء روسيا، متهمة السلطات بقمع حرية التعبير والتجمع.
وحول التقارير التي تتحدث عن مشاركة أعداد كبيرة من الأشخاص في الاحتجاجات، التي شهدتها العديد من المدن الروسية، قال بيسكوف: «الآن سيقول البعض إن الكثير من الناس قد شاركوا في أعمال غير قانونية، لا، خرج القليل من الناس، وكثير من الناس يصوتون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصوت كثير من الناس لمصلحة التعديلات الدستورية، إذا قارنتم الأرقام، فسوف تفهمون أن عدد الأشخاص قليل، بالرغم من أنهم أيضاً مواطنون روس.
وأكد بيسكوف أنه يحترم جميع وجهات النظر لكنه «يعارض بشكل قاطع المشاركة في أعمال غير مشروعة»، مضيفاً: «لا يمكن أن يكون هناك تقييم آخر، فهذا انتهاك للقانون».
في سياق متصل، أطلقت الشرطة الروسية تحقيقات جنائية في أعمال الشغب التي اندلعت على خلفية التظاهرات غير المرخص بها التي نظمها مناصرو المعارض الروسي ألكسي نافالني.
ونقلت وكالة «تاس» عن مصدر في أجهزة إنفاذ القانون أن ثمانية رجال وأربع نساء تتراوح أعمارهم بين 17 و66 عاماً دخلوا مستشفيات العاصمة موسكو إثر تعرضهم لإصابات في الرأس متفاوتة الخطورة، على خلفية التظاهرات، والتحقيقات جارية في كل هذه الحوادث.
وأكدت الوكالة أن التحقيق جارٍ، وخاصة في حادثة إصابة امرأة بجروح خطيرة في الرأس على أيدي عناصر للشرطة وسط المدينة.
في غضون ذلك، أعلنت إدارة الصحة في موسكو أن 29 شخصاً إجمالاً نقلوا إلى مستشفيات العاصمة إثر تعرضهم لإصابات على خلفية التظاهرات، وقد غادر جميعهم المستشفيات.
وأكد مصدر طبي للوكالة أن نحو 60 شخصاً طلبوا المساعدة الصحية خلال التظاهرة، وتم تقديم هذه المساعدة إلى نصفهم تقريباً في الموقع، من دون نقلهم إلى المستشفى.
في المقابل، ذكر مصدر طبي لـ«تاس» أن 42 من عناصر الشرطة تعرضوا لإصابات مختلفة خلال التظاهرات.
ورفعت الشرطة، حسب «تاس»، دعوى جنائية بشأن حادثة تعرض سيارة تابعة لهيئة الأمن الفدرالي للاعتداء على أيدي مجموعة من المشاغبين.
كما أكد مصدر الوكالة أن امرأتين من أفراد فرقة Pussy Riot الموسيقية دهستا شرطياً بسيارة خلال طلبه منهما التوقف، وأوضح محامي إحداهما للوكالة أنه لم يتم رفع قضية جنائية بحقهما حتى الآن.
وحسب بيانات نشطاء مدافعين عن حقوق الإنسان، أوقفت السلطات الروسية خلال التظاهرات إجمالا أكثر من ثلاثة آلاف شخص في عموم البلاد.
وأكدت مفوضة الرئيس الروسي لحقوق الأطفال، آنا كوزنيتسوفا، توقيف نحو 300 قاصر، منهم نحو 70 شخصاً في موسكو و30 آخرين في سان بطرسبورغ.
وأشارت مفوضة حقوق الأطفال في موسكو، أولغا ياروسلافسكايا، أن جميع الموقوفين القاصرين تم الإفراج عنهم وتسليمهم إلى ذويهم.
وأعلن رئيس اتحاد صحفيي روسيا، فلاديمير سولوفيوف، أن نحو 40 من ممثلي وسائل الإعلام أوقفوا خلال تظاهرات أول من أمس، وكان بحوزة معظمهم بطاقات هوية وعلى ملابسهم علامات تؤكد انتمائهم إلى وسائل الإعلام.
وشهدت عدة مدن روسية تظاهرات غير مرخصة نظمها مناصرو المعارض الروسي ألكسي نافالني الذي أوقفته السلطات، فور عودته من ألمانيا إلى روسيا الأحد الماضي، بتهمة انتهاك شروط وقف تنفيذ عقوبة السجن الصادرة بحقه سابقاً بتهمة الاختلاس.