منذ الجولة الأولى، وعشاق الأزرق الحمصي يقولون ما ملخصه إنهم لا ينتظرون من فريقهم أن يُتوّج بلقب الدوري السوري الممتاز، وإن لم يخفوا أمنيتهم بذلك، ويردّون (تواضع) أحلامهم إلى أن الفريق غير جاهز تماماً، ولا يمتلك القدرات التي تمتلكها فرق أخرى، وبالتالي (شو ما عمل الفريق منيح).
هذا الكلام بقي ساري المفعول إلى ما قبل الجولة الأخيرة من ذهاب الدوري الممتاز، وتحديداً إلى ما قبل خسارة الفريق الأزرق أمام تشرين في اللاذقية، وتراجعه إلى المركز الثالث خلف تشرين والجيش، حيث بدأت بعض الأصوات تنتقد الفريق وبشيء من (التشنّج)، بل ويعيب بعضهم عليه الخسارة!
الكرامة خسر أمام تشرين، أي أمام أحد أفضل الفرق في السنوات الأخيرة، وأين؟ أمام أكثر من عشرين ألفاً من جمهور الفريق الأصفر، في ملعب الباسل في اللاذقية، وبنفس الوقت لم يكن أداء الكرامة سيئاً، بل بقي محاولاً وبكثير من الجديّة حتى الرمق الأخير من المباراة.
نتفهّم (الحالة العاطفية) لجمهورنا الحبيب، ونتفهّم أيضاً الطمع الذي يصيب هذا الجمهور، لكن علينا أن نقرأ المشهد كاملاً وبكثير من الموضوعية، ففريق الكرامة حصد أكثر بكثير مما توقّــع له أشدّ المتفائلين به، وأنجز ذهاباً استثنائياً ومتميزاً حتى عن أيام الكرامة الذهبية، والمهمّ في الأمر أن الدوري لم ينتهِ، ومازال شوط الإياب كاملاً أمام الفريق، والذي تفاءلنا بعودته إلى حيث يجب أن يكون، على أمل أن يتخلّص فريق الاتحاد أيضاً من تراكمات الخطأ، ويحلّـق هذان الجناحان المؤثران في مشهد الكرة السورية عبر التاريخ.
ندرك كنه التحولات الحاصلة في الكرة السورية، وانتقال مراكز ثقلها بين عام وآخر، ولكن في كل تلك العقود السابقة، كان الكرامة والاتحاد حاضرين بشكل مؤثر، وإن نجحنا ذهاباً باستعادة الكرامة، فكلنا أمل أن نستعيد الاتحاد إياباً لا على حساب من يتصدّر المشهد حالياً، وإنما إغناء له، و(زيادة خير) لما هو موجود حالياً.