اقتصاد

أشعر أن الدنيا بخير…!

| هني الحمدان

هل انقلبت الحال وأصبحنا نخاف البشر؟ وهل أصبحنا ضحايا طمع أصحاب سلوكيات مضطربة وغير طبيعية، انقلبوا وحوشاً بشرية، لمجرد حبهم «غبّ العملة»، وتحقيق نَهم نفوسهم المريضة؟ فلا يشبعون ولو ملؤوا بطونهم وخزائنهم من رقاب العباد وسيبقون فاغري أفواههم مطالبين بالمزيد مهما كانت السبل، يمارسون سلوكياتهم المريضة علناً ضد عباد أرهقتهم المعيشة وأعباؤها الثقيلة، لا حول لهم ولا قوة، والأدهى أن بعض هؤلاء الذين يخاف منهم العباد يتنافسون بألاعيبهم في «تشليح» البشر وامتصاص دمائهم كما العلق، يسخرون ويضحكون على حين الضحايا يتشوّقون لرؤية سلعة أو حاجة من احتياجات أكلهم اليومي انخفض سعرها ولو بليرات قليلة، ويفرحون كثيراً عند حصولهم على حاجة أساسية من المفروض أن تكون مؤمنة بأيسر السبل وأرخص الأسعار!
متلاعبون يغشون في تجارتهم وفي خدماتهم، ويسطّرون أسعارهم الجهنمية كما يحلو لهم، يسرقونك في وضح النهار وعلى مرأى الجميع من دون وازع من ضمير أو أخلاق، وكأن «البخششة» صارت أمراً اعتيادياً.
في الأسواق يغشون بالسلع ويرفعون الأسعار بلا رقيب أو حسيب أو أي معالجة رادعة، في محطات الوقود أفلام وحكايات، قاسمها المشترك السمسرة و«تمشاية» الحال بالعملة، للظفر بتنكة بنزين، ذلك الحق المكتسب والمقونن ببطاقة يقال إنها ذكية! فلم يبقَ مجال للأخلاق والعلاقات والواسطات، فقط لغة الجيب و«الفلوس» هي الكلمة الفصل ودون ذلك لا قيمة لك كائناً من تكون..!
أمام الأفران فيلم ذو نكهة خاصة، طوابير مصطفّة بانتظام منذ ساعات الصباح الباكر، وبعد دفشٍ وترقّب تنال المبتغى مظفراً وكأنك خارج من حلبة مصارعة وقد حصلت على خبز لا يحمل في بعض الأوقات سوى اسمه، أما مواصفاته فحدث ولا حرج، فمن ارتفاع نسبة الرطوبة إلى غيرها من المفاجآت، في وقت كثرت القرارات الرسمية والتصريحات بأننا سنحاسب وسنغلق ووو..!
حالة خانقة بالفعل.. نأمل ألا تطول فصولها كثيراً، فما إن نخرج من أزمة حتى ندخل مضطرين بتفاصيل أخرى، وتأتيك التصريحات من بعض المسؤولين لتشعل فتيل البارود، وتصدمك بما تحمله من جزئيات لا تنم عن صلة بالواقع وربما من الصعب تحقيقها!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن