أكد أبناء العشائر العربية في مدينة الرقة أن ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي تقوم بإعادة تدمير منازلهم التي قاموا بترميمها، بعد أن دمرتها صواريخ طائرات «التحالف الدولي» الذي يقوده الاحتلال الأميركي قبل سنوات، بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وذلك بهدف منع سكان المدينة الأصليين من العودة إليها.
وفي تقرير لها قالت وكالة «سبوتنيك»: لم يستيقظ الناجون من الضربات الجوية التي أنزلها «التحالف الدولي» بالمدينة عام 2017، متخطين هول موجة التدمير الأولى التي غيرت معالم مدينتهم العريقة على ضفاف نهر الفرات، حتى بدأت موجات أخرى تأكل منازلهم وأرزاقهم وحياتهم التي تحولت إلى جحيم موصوف تكتنفه الجريمة واللصوصية والمخدرات.
ونقلت الوكالة عن مصادر أهلية تنتمي إلى العشائر العربية في المدينة التي تسيطر عليها حالياً «قسد» الموالية للاحتلال الأميركي: إن المدينة الفراتية التي اتخذت شهرة عالمية جراء الدمار الهائل الذي ألحقته طائرات الاحتلال الأميركي وحلفائه بمنازلها وبناها التحتية، ها هي اليوم «تسير بخطا ثابتة إلى الجحيم».
وأكدت المصادر، أنه خلال اليومين الأخيرين فقط، قام مسلحو «قسد» بتجريف عدد كبير من منازل المدنيين من أبناء العشائر العربية في الرقة، بحجة عدم امتلاكهم رخصاً للبناء صادرة عن الميليشيات.
وأوضحت المصادر أن عدداً كبيراً من مسلحي «قسد» المدججين، ترافقهم آليات وجرافات قاموا بهدم أكثر من 40 منزلاً، يومي الأحد والإثنين الماضيين، أمام أنظار أصحابها الذين تقطعت بهم سبل العيش «وبات بناء منزل يؤويهم وأولادهم يجسد جل تطلعاتهم في مدينتهم التي طالتها آلة التدمير الأميركية في عمقها، قبل أن يضرب حول البلاد بشكل عام أبشع أنواع الحصار ونهب الثروات الذي تمارسه أميركا والمسلحون الموالون لها.
ونقلت الوكالة عن سكان في المدينة: «إن أبناء القبائل العربية قاموا بإعادة بناء منازلهم ضمن الأراضي التي تعود ملكيتها لهم، والتي دمرتها صواريخ طائرات «التحالف الدولي» الذي يقوده الاحتلال الأميركي قبل سنوات، ليقوم المسلحون الموالون له بإعادة تدمير هذه المنازل بما فيها تلك الواقعة شمال دوار «حزيمة» داخل الرقة بحجة عدم امتلاك أصحابها تراخيص بناء صادرة عما تسمى «بلدية الشعب» التابعة له، التي يستوجب الحصول عليها دفع مبالغ مالية طائلة لم يعد يمتلكها معظم السوريين جراء الحصار الغربي وتدهور الاقتصاد والنهب الممنهج لثروات البلاد من قوات الاحتلال الأميركي والموالين لها.
وأوضحت المصادر أن الهدف من هذا الإجراء هو منع السكان الأصليين لمدينة الرقة من العودة إلى مدينتهم، وتركها مدينة مدمرة ومنسية وذلك لسهولة السيطرة عليها وإخضاع سكانها لإجراءات خاصة.
وقالت: «إن هذا التدمير الذي يقوم به مسلحو ميليشيات «قسد» لمنازل الرقة، يضفي تنويعات لا تقل بشاعة عن صورة التدمير الذي طال نحو 80 بالمئة من مدينة الرقة وريفها نتيجة القصف العشوائي لطائرات «التحالف» أثناء المعارك مع تنظيم داعش الإرهابي الذي كان يسيطر عليها قبل أعوام».
وأول من أمس، ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أن ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية التي تسيطر عليها «قسد»، أقدمت على جرف 40 منزلاً شمال دوار «حزيمة» في المدينة، بحجة عدم امتلاك أصحابها تراخيص بناء.