سورية

تحت أنظار الاحتلال التركي.. «النصرة» تهدم وتسرق جسر الخط الحديدي في «بداما»

| حلب- خالد زنكلو

عاث تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي فساداً في جسر الخط الحديدي في بلدة بداما الحدودية مع تركيا، والواقعة على طريق عام حلب – اللاذقية أو ما يعرف بطريق «M4»، حيث قام بتخريب وتفكيك الجزء الأكبر من الجسر وسرقة حديده مع حديد سكة القطار المتمركزة فوقه.

وأكدت مصادر أهلية في بداما لـ«الوطن»، أن مسلحين من «النصرة بدؤوا منذ أكثر من شهرين بتفكيك سكة الحديد المتوضعة فوق الجسر الحديدي المار من بداما ونقلوا الحديد إلى الأراضي التركية التي تبعد عن البلدة نحو 2 كيلو متر لجهة الشمال لبيعه إلى التجار الأتراك، ثم شرعوا في تخريب الجسر بغية استئصال الحديد منه، والذي يقدر وزنه بعشرات الأطنان، من دون أن يحرك ضباط وجنود الاحتلال التركي في نقطة المراقبة القريبة ساكناً، بل تمحور دورهم في تسهيل نقل الحديد إلى تركيا والمعدات الهندسية، التي استقدم قسم منها من الأراضي التركية، إلى موقع العمل.

وقالت المصادر: إن أهالي البلدة تظاهروا مرات عديدة قرب الجسر الحديدي، الذي يصل بداما ببلدة الزعينية إلى الغرب منها بمحاذاة الطريق الدولي، احتجاجاً على هدمه وتفكيكه إلا أن «النصرة» فضّ التظاهرات بالقوة واعتقل ثلاثة من المتظاهرين الخميس الماضي بعد استخدام الرصاص الحي الذي تسبب في جرح أحد سكان البلدة، التي تعد أهم معاقل الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» في ريف وإدلب الغربي ومركز ناحية يتبع لجسر الشغور، وتتمتع بمنظر طبيعي خلاب وموقع إستراتيجي بإشرافها على وادي نهر العاصي.

وأشار أحد سكان بداما لـ«الوطن» إلى أن مجموعات الحراسة ومشرفي العمل في الموقع هم من الإرهابيين الأجانب في «النصرة»، أما العمال وسائقو الآليات الثقيلة التي تخرب وتفكك الجسر الحديدي فمن الإثنيات الإيغورية و«الحزب الإسلامي التركستاني» الموالي للاحتلال التركي والمتحالف مع فرع «القاعدة»، وذلك بعد أن رفض السكان المحليون العمل مع المحتلين والإرهابيين في إزالة أهم معالم البلدة وبنيتها التحتية الاقتصادية.

في المقابل، بينت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا تابعة لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان في إدلب، لـ«الوطن»، أن تفكيك جسر بداما الحديدي وقبله سكة الحديد من إدلب وحتى بلدة محمبل فجسر الشغور من التنظيمات الإرهابية، دليل على إفلاسها وعلى أنها ستغادر المنطقة آجلاً أو عاجلاً، إما بحكم الاتفاقيات المبرمة بين موسكو وأنقرة، ولاسيما اتفاقيتي «موسكو» و«سوتشي»، لفتح طريق «M4» ووضعه في الخدمة أمام حركة المرور والترانزيت وإما بعمل عسكري للجيش العربي السوري للسيطرة على الطريق، ما لم تلتزم أنقرة بتعهداتها حيال موسكو واستمرارها في المماطلة والتسويف.

يذكر أن طول الجسر الحديدي، الذي يحوي 8 فتحات 2 منها بيتونية بطول 16.5 متراً والباقي معدنيات طول الواحدة 34 متراً، يبلغ 245 متراً، على حين يصل ارتفاعه إلى 28 متراً، ويعد من أهم الجسور الحديدية غرب إدلب وشمال اللاذقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن