شؤون محلية

تحولت من الكماليات إلى منسيات … بورصة الحلويات في اللاذقية تتغير كل يوم.. «الحلونجية» خاسرون هذه الأيام

| اللاذقية - عبير سمير محمود

تتحول الحلويات تدريجياً من قائمة الكماليات إلى «المنسيات» في حسابات العائلات اللاذقية ذات الدخل المحدود، التي تناست المبرومة والبلورية وحتى الكنافة، حسبما ذكر عدد من المواطنين لـ«الوطن»، مشيرين إلى أن الحلويات التراثية التي تشتهر بها المحافظة كـالقرع والجزرية في طريقها للانقراض أيضاً.
مواطنون ذكروا أن محال الحلويات صارت للفرجة كما هي محال الذهب.. «شمّ ولا تدوق» فمن كان يضيف الزبون قطعة حلويات ويزن له ما طلب من أصناف معينة، بات اليوم يبيعه بـ«القطعة» مع ارتفاع سعر الكيلو لأرقام لا يكفيها مرتب أي موظف في حال يريد شراء ما لذ وطاب كما أيام زمان.
ومع وصول سعر البلورية إلى 24 ألف ليرة، والمبرومة بين 30 – 50 ألفاً، تتجه معظم العائلات لشراء الحلويات الشعبية، لتبدأ من 3500 ليرة لكيلو الوربات بالقشطة، 4 آلاف ليرة للبقلاوة بالجوز، 7500 كيلو الكنافة، 2500 ليرة كيلو المشبك، على حين تسجل النمورة سعر 3500 ليرة.
رئيس اتحاد الحرفيين في اللاذقية جهاد برو أكد لـ«الوطن»، أن الأسعار غير ثابتة وتفرضها أسعار المواد الداخلة في الإنتاج التي ترتفع وتتفاوت بشكل شبه يومي، مشيراً إلى عمل 375 حرفياً في صناعة الحلويات بمجمل المحافظة.
وأشار برو إلى وجود لجنة لتحديد الأسعار، قائلاً إن التسعير يتم عبر لجنة مؤلفة من عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع التموين ومدير التموين ورئيس اتحاد الحرفيين ورئيس دائرة الأسعار، ليصار إلى دراسة أسعار مقدمة من الحرفيين وفق بيان كلفة تتم مقارنته مع محافظات أخرى ومعاينة التكلفة على أرض الواقع ليتم رفع المقترح بسعر متوسط إلى المحافظ وإقرار التسعيرة.
رئيس جمعية الحلويات في اللاذقية ماهر نحاس قال لـ«الوطن»، إن هناك فوضى في الأسعار والمواد الأولية يتحكم بها معظم تجار السوق، الذين نعتبرهم «قيصر الداخل»، موضحاً بالقول إن «قانون قيصر للعقوبات الخارجية لا نهاية له وإنما هناك قيصر داخلي يفرضه بعض التجار علينا من خلال التلاعب بأسعار المواد الأولية التي تصل لأرقام فلكية».
وأضاف نحاس الملقب بـ«شيخ كار الحلويات»، إنه وبسبب ارتفاع الأسعار توقف مؤقتاً هو وبعض الحلوانجية عن صنع «الجزرية» وهي من الحلويات التراثية للاذقية، مبيناً أن ارتفاع الأسعار ومنها المكسرات والبنزين والمازوت بديلاً للكهرباء مع صعوبة تأمين الغاز، تقف عائقاً كبيراً أمام صناعة الحلويات بشكل عام.
وقال: تراوح سعر كيلو القرع (حلويات تراثية) بين 2500 ليرة حتى 4 آلاف ليرة، مشيراً إلى أنه كان يباع بـألف ليرة، نظراً لاشتهار اللاذقية بهذا النوع وتصنيعه بمعظم محال الحلويات.
أمين سر جمعية الحلويات والمسؤول عن التسعير، باسم حاج ياسين بيّن لـ«الوطن»، أن أسعار الحلويات غير مستقرة بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية التي كما قال تتغير كل يوم ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأصناف بشكل عام.
وأشار إلى ارتفاع سعر السكر (50 كيلوغراماً) من 74 ألفاً إلى 81 ألفاً خلال الأيام الماضية، وارتفاع سعر السمنة النباتية (16 كيلوغراماً) بحدود 12 ألف ليرة عن سعرها قبل أيام لتسجيل اليوم 83 ألف ليرة، مقابل 400 ألف ليرة لكل (21 كيلوغراماً من السمن الحيواني، الزيت النباتي بـ84 ألفاً والسميد 64 ألف ليرة لكل 50 كيلو، والفستق الحلبي اليوم 40 ألف للكيلوغرام، وكيلو الجوز 17 ألفاً.
ولفت إلى توجه عدد كبير من حرفيي الحلويات إلى صناعة الحلو الشعبي، بعد أن باتت المبرومة والبللورية من المنسيات، قائلاً إن إنتاج أخر دفعة – قبل أشهر- لم يتم تسويقه ما اضطر عدداً كبيراً من الحلونجية إلى التوقف عن صناعتها إلا ما ندر لتلبية طلبات وليس لطرحها في المحال بشكل يومي كما كانت العادة في السابق.
وذكر حاج ياسين أن ارتفاع أجور اليد العاملة يتسبب بصعوبة كبيرة في عمل صناعة الحلويات، مبيناً أن «يومية» العامل اليوم 3 آلاف ليرة، مقابل 4 آلاف ليرة لكل 10 كيلوغرامات (صدر بقلاوة) أجرة «المعلم»، بعد أن كانت في السابق 1500 ليرة فقط.
واعتبر أن صناعة الحلويات خاسرة اليوم، في ظل ارتفاع الأسعار وتراجع المبيعات، مشيراً إلى أن المستهلك بات يشتري بكميات محددة لا بالكيلوغرام، أي يقول للبائع «زن لي بـ2000 ليرة من نوع كذا»، ما يسبب تراجعاً في المبيع بشكل كبير.
عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع التموين علي يوسف أكد لـ«الوطن»، أن الرقابة على محال الحلويات مستمرة كما غيرها من المحال التجارية وجميع الفعاليات في المحافظة.
ولفت إلى متابعة عمليات بيع الحلويات وفق التسعيرات الرسمية، قائلاً: إن من لا يلتزم بالتسعيرة تتم مخالفته وفق القانون سواء بالإغلاق أم بالعقوبات المادية وصولاً للإحالة القضائية، وذلك حسب نوع المخالفة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن