شؤون محلية

ارتفاع أسعار الحليب يرفع سعر قرص الشنكليش إلى ألفي ليرة

| حمص- نبال إبراهيم

تسبب ارتفاع الأسعار التي تشهدها محافظة حمص عبر السنوات الماضية بتغيير الكثير من العادات الغذائية الموروثة التي تعود عليها أهالي حمص ورافقت حياتهم المعيشية لأعوام طويلة نتيجة لعجزهم عن تأمين أبسط احتياجاتهم الضرورية.
وأكثر ما يميز حمص من أكلات شعبية موروثة كانت تميز موائد إفطارهم الشنكليش إضافة إلى عدد من أصناف الحلويات التي كانت دوماً على موائد معظم أهالي المحافظة كالحلاوة الحمصية والقرمشلية والتمرية وغيرها، إلا أنها حالياً أصبحت حلماً بعد ارتفاع أسعارها في ظل ضعف القدرة الشرائية للمواطنين.
قالت أم وسام ربة منزل لـ«الوطن» إن عادات الطعام تغيرت بالمجمل نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع أسعار كل شيء بما فيها المأكولات التي اعتدنا أكلها كالشنكليش الذي بات يكلف صنع الكيلو الواحد منه ما يزيد على 15 ألف ليرة سورية نظراً لارتفاع سعر الحليب وزعتر الشنكليش الخاص به، لذلك تم الاستغناء عنه في موائد إفطارنا إضافة إلى الكثير من المأكولات التي اعتدنا تناولها يومياً، مبينة أنه يتم تحديد أولويات العائلة من حيث مصاريفها فالراتب لا يكفي لشراء ما تبغي وتريد وإنما يتم الاكتفاء بالضرورات اليومية فقط.
بدوره أكد العم أبو سامر رجل مسن متقاعد لـ«الوطن» أن موائدنا كانت دائماً عامرة بمختلف أنواع الطعام والشراب والحلويات التي تتميز فيه حمص كالحلاوة الحمصية والقرمشلية والتمرية وكانت تقدم للضيوف الذين كانوا يزورون المحافظة من باقي المحافظات، إلا أن ارتفاع أسعارها حالياً حرم عائلاتنا منها ولم يعد باستطاعتنا أن نقدمها للضيوف والزوار، مشيراً إلى أن أسرته أصبحت تتقيد بمبلغ يومي يجب أن تنفقه من دون زيادة وتذهب للسوق لتشتري لقمة العيش بما يكفيها ليوم واحد فقط.
صاحب أحد المحال بيع المواد الغذائية والأجبان أكد لـ«الوطن» أنه كان في السابق يبيع ما يزيد على 200 كغ من الشنكليش في كل موسم إلا أن ارتفاع سعر مستلزمات الإنتاج وضعف القدرة الشرائية للمواطن تسببا بانخفاض المبيع بحيث لا يتم بيع أكثر من 10 كيلوغرامات في الموسم وبات الجميع يقتصر على شراء قرص أو اثنين منه بعد أن كان يبتاع كيلوغراماً وما يزيد، حيث إن سعر القرص الواحد حسب وزنه يبلغ ما يزيد على ألفي ليرة لأن الكيلو أصبح يتراوح بين 15 إلى 20 ألف ليرة سورية حسب طريقة تصنيعه وجودته.
بدوره أشار أحد أصحاب محال بيع الحلويات الشعبية بالمدينة لـ«الوطن» إلى انخفاض نسبة مبيعات مختلف أنواع الحلويات التي اعتاد أهالي حمص بٹشكل عام والفقراء منهم على وجه الخصوص، شراءها كالحلاوة الحمصية والقرمشلية وغيرها، إلى ما يزيد على 70 بالمئة حالياً مقارنة بسنوات ما قبل الأزمة نظراً لتضاعف أسعارها عشرات المرات بالتزامن مع ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، عازياً سبب تضاعف أسعارها لارتفاع تكاليف المواد التي تدخل في تصنيعها كالسكر والطحينة والسمسم وغيرها من المواد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن