عربي ودولي

مصادر مقربة من عون تطالب الحريري بالعودة للدستور لأن «ليّ الذراع لا ينفع» … دياب: اللبنانيون يواجهون تحديات ضخمة ووضع الحكومة المالي صعب

| وكالات

أكدت مصادر مقربة من الرئاسة اللبنانية أمس الأربعاء أن سياسة لي الذراع لن تنفع، واستغلال غرائز الناس في استحقاق دستوري (تشكيل الحكومة) لن يفيد، في إشارة إلى التظاهرات في مناطق عدة وقطع الطرقات. في حين قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حسان دياب، إن «صرخة الناس مسموعة، واللبنانيون يواجهون تحديات ضخمة».
وأضافت المصادر حسب موقع «الميادين»: إن «ما ينفع لبنان، هو عودة الرئيس المكلف إلى الدستور وتأليف حكومة إنقاذ بالتفاهم مع رئيس الجمهورية».
وكانت تحركات وتظاهرات شعبية حصلت في أكثر من منطقة لبنانية، لاسيما في طرابلس شمال لبنان، حيث أسفرت المواجهات هناك، ليل الثلاثاء- الأربعاء، بين متظاهرين محتجين على قرار الإغلاق العام وقوات الأمن عن إصابة 45 شخصاً بجروح، وفق ما أفاد الصليب الأحمر اللبناني أمس.
إلى ذلك أمطرت القوى الأمنية اللبنانية مساء أمس محيط سرايا طرابلس ومداخلها بالقنابل المسيّلة للدموع بعد محاولة المحتجين الدخول إليها عبر إحدى البوابات، بالإضافة لرمي عبوة حارقة باتجاه آلية رش المياه التي تستعملها القوى الأمنية لإبعاد المحتجين.
وتمكنت القوى الأمنية حسب موقع «لبنان 24» من إبعاد العدد الأكبر من المعتصمين إلى محيط ساحة النور بفعل الاستخدام المكثف للقنابل المسيلة للدموع، وكذلك استخدمت القوى الأمنية خراطيم المياه من داخل سرايا طرابلس لإبعاد المحتجين.
وتراجعت الآليات العسكرية للجيش جراء القنابل المسيلة للدموع، وسط وجود لسيارات الصليب الأحمر اللبناني.
تحركات خلف عناوين مطلبية في ظل تدهور الأحوال المعيشية وفقدان أكثر من نصف اللبنانيين قدراتهم لتأمين حاجاتهم الأساسية، وتزيد معاناتهم مع الانتشار الواسع لفيروس كورونا في البلاد، وعجز القطاع الصحي عن المواجهة.
يأتي ذلك في حين تناول الرئيس المكلف سعد الحريري بسلسلة تغريدات، التظاهرات التي حصلت في طرابلس خصوصاً، وتخللها أعمال شغب واعتداء على قوى الأمن ومقار رسمية وممتلكات عامة وخاصة.
ورأى أن التحركات في طرابلس أول من أمس قد يكون وراءها جهات تريد توجيه رسائل سياسية، مؤكداً أن ليس هناك ما يبرر الاعتداء على المؤسسات الرسمية بحجة الاعتراض على قرار الإقفال العام.
وأكد الحريري وجود فئات من المواطنين تبحث عن لقمة عيشها، «ولا يحق للدولة أن تقف موقف المتفرج وألا تبادر إلى التعويض عن العائلات الفقيرة والمحتاجة».
ونبه أهالي طرابلس وسائر المناطق من أي استغلال لأوضاعهم المعيشية، وطالب الوزارات المختصة بتوفير المقومات الاجتماعية لالتزام المواطنين قرار الإقفال العام.
يشار إلى أن الخلافات بشأن تأليف الحكومة، بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، دخلت شهرها الرابع، منذ تكليف الحريري تأليف الحكومة بعد استقالة الرئيس حسان دياب، كما أخفقت كل مبادرات في تقريب وجهات النظر بينهما، إزاء هذه الخلافات جرى الحديث عن احتمال اعتذار الحريري عن التأليف، لكنه أكد مراراً أنه لن يعتذر.
في هذا السياق قال النائب عن تيار المستقبل محمد الحجار للميادين: إن «الحريري لن يعتذر وعلى عون توقيع مراسم تأليف الحكومة».
فيما رأى مراقبون في التظاهرات والاحتجاجات «رسالة من الحريري إلى عون»، لاسيما أنها حصلت في مناطق محسوبة على تيار المستقبل.
في غضون ذلك قال حسان دياب حسب الوكالة الوطنية للإعلام: إن «صرخة الناس مسموعة، واللبنانيون يواجهون تحديات ضخمة»، مؤكداً أن «الدولة تقدم مساعدات رغم وضعها المالي الصعب».
وأشار دياب إلى أن «الجيش اللبناني بدأ بتوزيع الدفعة الجديدة من المساعدات المالية، لحوالي ربع مليون عائلة»، وأضاف: «صحيح أن هذه المساعدة لا توازي حاجاتهم، لكنها تساهم في تخفيف الأعباء».
وتعليقاً على الأوضاع الأخيرة في لبنان قال دياب: «هناك فرق كبير بين التعبير الصادق عن وجع الناس، وبين أعمال التخريب والاعتداء على مؤسسات الدولة وأملاك الناس».
وتابع: «ما رأيناه في اليومين الماضيين، لا يشبه مطالب الناس، ولا يعبر عن معاناتهم… ما رأيناه هو محاولة خطف مطالب الناس واستخدامها في معارك سياسية»، مشدداً على أنه «لا يجوز تخريب مدينة طرابلس من أجل توجيه رسائل سياسية منها، وغير مقبول أن تبقى طرابلس، أو أي منطقة من لبنان، صندوق بريد بالنار، ولا يجوز قطع الطرق على الناس، في سياق منطق التحدي بالسياسة».
وأردف رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية: «هناك فرق كبير بين الناس المحتاجين فعلاً، وبين الاستثمار السياسي بحاجاتهم وتشويه المطالب المحقة للناس».
وفي إطار مكافحة فيروس كورونا، لفت دياب إلى أن «اليوم يبدأ العد العكسي لانطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا»، مشيراً إلى أن «هذا يعني أنه اقترب الوقت لاستعادة الحياة الطبيعية تدريجياً، ليس فقط في لبنان، بل في العالم كله».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن