المحافظ غسان خليل لـ«الوطن»: الوضع مؤقت وإرادة الشعب فوق كل إرادة … أهالي الحسكة والقامشلي ينتفضون بوجه الحصار وحواجز «قسد» ترد بالرصاص
| دمشق- سيلفا رزوق - الحسكة- دحام السلطان
انتفض أهالي الحسكة والقامشلي في وجه الحصار، معلنين موقفهم الثابت ووقوفهم إلى جانب الدولة والجيش، في وجه الميليشيات ومشغليها، لتنقل عدسات الكاميرات بالأمس مشهد الحشود الغاضبة من ممارسات «قسد»، التي تنفذ حصاراً إجرامياً بحق الأهالي، لم يلق حتى الآن أي رد فعل دولي.
وجابت حشود الأهالي شوارع مدينتي الحسكة والقامشلي رافعين الإعلام واليافطات الوطنية، ومرددين الشعارات التي تدعو إلى الوحدة واللحمة الوطنية والسلم الأهلي ورفع الحصار، والتنديد بسياسات المحتل الأميركي ومرتزقته.
الأهالي هاجموا حواجز ميليشيات «قسد» في شارع فلسطين بمدينة الحسكة، على حين أطلق مسلحو الأخيرة الرصاص الحي على المتظاهرين.
وفي بيان لهم أصدروه أثناء الوقفة الاحتجاجية وتلقت «الوطن» نسخة منه، أكد المشاركون أن جماهير محافظة الحسكة بكل مكوناتها تستنكر الحصار الظالم الذي يمارس على المدنيين، والذي لا يخدم إلا الأجندات الخارجية التي يريد المحتل الأجنبي زرعها على هذه الأرض.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح محافظ الحسكة غسان خليل، أنه وبعد تنفيذ المواطنين وقفتهم الاحتجاجية، توجهوا باتجاه الحواجز التي فرضت الحصار الكبير عليهم، حيث بدأت الميليشيات بإطلاق النار بشكل عشوائي على المواطنين الذين بادلوها بالصمود، وعمدوا إلى انتزاع بعض الأسلحة التي كانت بيد مسلحي الميليشيات.
محافظ الحسكة «هنأ الأميركيين على هذه الميليشيات التي يشغلها، والتي نفذت بشكل دقيق الأوامر المطلوبة منها»، وأشار إلى أن الوضع في مركز المدينة جيد، لكنه ما زال تحت الحصار، والموانع الإسمنتية موجودة، والميليشيات لا تزال تمنع دخول المواد الغذائية، وتمنع الطلاب من الذهاب لمدارسهم والموظفين من الوصول إلى مكاتبهم.
ووصف خليل مطالب «قسد» لفك الحصار بالتعجيزية وغير المحقة، وهي مرتبطة بمناطق أخرى في محافظة أخرى، وشدد على أن الدولة تتعامل مع جميع المواطنين في كل المحافظات على أنهم سوريون، ولا تفرق بين منطقة وأخرى، وأضاف: «حتى في محافظة الحسكة ورغم كل هذه الظروف، وكل ممارسات ميليشيات «قسد»، تقدم المحافظة الطحين يومياً لجميع المواطنين وعلى كامل جغرافيا المحافظة، والموظفون يحصلون على رواتبهم من الدولة السورية، وحتى أبناء هذه الميليشيات يتعلمون في مدارس الدولة السورية، ويسعون بكل ما لديهم من وسائل للحصول على الشهادة السورية، إن كان داخل الحسكة أو في باقي المحافظات».
وأشار خليل إلى وجود وساطة يقوم بها الأصدقاء الروس، لكن مضمون المشكلة هو أن ميليشيات «قسد» تريد أخذ المشتقات النفطية وبعض الموارد الأخرى إلى ريفي حلب وإدلب، ليتم بيعها هناك، وهم يدعون بأن هناك حصاراً على الشيخ مقصود في حلب، والجميع يعلم أن منطقة الشيخ مقصود غير محاصرة على الإطلاق.
وعبر خليل عن تفاؤله، لأن هذا الوضع مؤقت وإرادة الشعب فوق كل إرادة، وقوة الشعب لا تقهر وهي مستمده من قوة الله، وطالما الشعب لا يرضى أن يكون خانعاً سيزول الحصار وتفك هذه الإجراءات والمسألة مسألة وقت، وقال: «كلما زاد الحصار زاد الضغط والمقاومة وزاد الرفض الشعبي للمحتل، وهذا كله يصب في مصلحة الوطن ولا يصب في مصلحة المحتل وميليشياته».
وأضاف: «نحن لا نريد ولا نرغب بالخيارات العسكرية، لأننا لا نريد أن نرى الدم السوري يسفك على الأرض السورية، ولا نرغب بذلك، لكن إذا ارتكبوا هذه الحماقة فسنكون جاهزين للدفاع عن المواطن السوري، والدفاع عن كرامة المواطن وكرامة الدولة السورية».