ثقافة وفن

ثنائيات تمثيليّة جمعها الفن وبقيت محفورة في الوجدان … سامية الجزائري ما بين فهد كعيكاتي وحسام تحسين بيك تجدّد في عطاءات لا تُنسى

| سوسن صيداوي

تطرقنا في الجزئيات السابقة بأن اختيار الثنائية في العمل الفني ليس بالأمر الهين على المخرج، فيجب أن يكون بين الاثنين كيمياء قوية جداً تدل على التوافق الفكري والمشاعري، يظهر لنا نحن المشاهدون من خلال ردات الفعل التي يقوم بها الاثنان، ومازلنا في المحليات وننكر بأنه منذ انطلاقة بث التلفزيون السوري عام 1960 وحتى أيامنا هذه، لدينا الكثير من الثنائيات التي أسعدتنا ولازالت، بالمواقف التي حفظناها ولن نتردد يوماً بعد الآخر بمعاودة مشاهدة طرائفها حتى لو لمئات المرات دون أي ملل أو كلل.

في الثنائية

إذا أشرنا خلال الأجزاء السابقة، كيف يكون في الثنائية شخصية قوية ومتسلطة وأخرى طيبة ساذجة، واحدة تفرض على الثانية قراراتها بغض النظر من صوابها، ضمن قوالب كوميدية فكاهية، واليوم الثنائية تجمع امرأة برجل، ولو أن الثنائية ظهرت في زمانين مختلفين، ولشخصيتين تمثيليتين اجتمعتا مع الفنانة ذاتها، طبعاً في أعمال متباعدة في الفكرة والحدوتة، ولكن الفكرة الواجب ذكرها هي أن فنانتنا هي صاحبة الشخصية القوية والطاغية في كلا الثنائيتين وهي التي تفرض رأيها وتمارس تسلّطها بغض النظر عن المواقف الحياتية المطروحة في قصة الأعمال والتي سنأتي على ذكرها تباعاً.

فهد كعيكاتي وسامية الجزائري (أبو جندل وأم جندل)

الفنان فهد كعيكاتي (أبو جندل) استسلم لزوجته الفنانة سامية الجزائري (أم جندل)، واشتهرت جملته «رد ولا ما رد؟» التي كانت تأتي كجواب عن كل سؤال تسأله إياه (أم جندل)، لأنه اتخذ القرار بألا يتناقش معها لأنه سيكون الخاسر دائماً، كما أن زوجته طغت على شخصيته وعليه أن يعود إليها بالشاردة والواردة.
هذه الثنائية لمعت وحققت نجاحاً باهراً واشتهرت في عام 1977 عندما عُرض مسلسل قصاقيص إخراج هشام شربتجي، وبقي مستمراً حتى بداية الثمانينيات.

ثنائية مستمرة

كل من سامية الجزائري وحسام تحسين بيك، شكلا ثنائية رائعة أحببناها بعدة أعمال كوميدية عُرضت بتسعينات القرن الفائت.

المشوار انطلق في ثنائيتنا هذه منذ عام 1996 بمسلسل (عيلة ست نجوم)، حيث جسد تحسين بيك شخصية (أبو كيروز) التي لمعت وأحبها الكبار والصغار، وأخذوا يرددون مفردات ( أبو كيروز)، صاحب الشخصية الضعيفة أمام الجزائري ربة عمله القوية والمتسلطة ضمن مواقف كوميدية في مسلسل (عيلة ست نجوم) الكوميدي والذي هو من إنتاج شركة الشام الدولية، وإخراج هشام شربتجي وتأليف ممدوح حمادة.

نتابع مع ثنائيتنا ما بين تحسين بيك هذه المرة بشخصية (أبو طمزة)، والجزائري بشخصية (بوران) في مسلسل (عيلة سبع نجوم)، وأيضاً هو مسلسل كوميدي سوري تم إنتاجه سنة 1997، يتكون من 27 حلقة وهو استكمال لشخصيات مسلسل (عيلة ست نجوم) بعد أن قام (عفيف) بالنصب والاحتيال والحصول على جميع أملاك العيلة، لتحكي الحلقات حدوتة أشخاص يعيشون في بيت واحد ويجمعهم الفقر والبساطة بمفارقات كوميدية، المسلسل من تأليف ممدوح حمادة وإخراج هشام شربتجي.

ننتقل في سلسلة العائلة إلى مسلسل (عيلة ثمانية نجوم) وهو مسلسل كوميدي أيضاً، من إنتاج عام 1998 من تأليف ممدوح حمادة وإخراج هشام شربتجي، تجتمع سامية الجزائري في شخصية (عفراء) المرأة البخيلة والطمّاعة والاستغلالية لصهرها عجاج، والاستبدادية مع زوجها (ريبال) الشخصية التي يؤديها حسام تحسين بيك، الرجل ذو الشخصية الضعيفة أمام زوجته التي تستغله، وبالمقابل يكون هو سبباً لكثير من مصائب الزوجة.

تابعت الثنائية نجاحات وهذه المرة، بشخصية (ممتاز) لتحسين بيك في مسلسل (مدام دبليو) -من تأليف وإخراج عماد سيف الدين وتم إنتاجه في عام2002- إلى جانب الممثلة سامية الجزائري، وفيه يكون فناننا هو المساعد واليد اليمين للمدام الفنانة جزائري في حيلها ومقالبها بعدما افتتحت وكالة متخصصة بقضايا مناصرة المرأة في ظل مشاكل الحياة الزوجية وما تتعرض له الزوجات من خيانات وظلم من أزواجهن، هذا والمدام (دبليو) وهي الفنانة جزائري تقع ضحية لزوجها الذي احتال عليها.

وأخيراً في عام 2015 عادت الثنائية مجدداً في المسلسل الكوميدي المشترك (فتنة زمانها) تأليف وإخراج عماد سيف الدين، سامية الجزائري بدور(فتنة) زوجة (برهوم) حسام تحسين بيك، تدور أحدث المسلسل حول أسرة سورية تغادر بسبب ظروف الأزمة السورية، ويقيمون في المنتجع الذي يعمل فيه ابن (فتنة) وكي لا يكونوا عبئاً، يبحث لهم الابن عن فرص عمل فيه، لتكون (فتنة) هي من تقرأ الفنجان والكف ولتنجح وتشتهر في إمارة أبو ظبي ويتهافت عليها الناس، لتبدأ هنا حكايات ليست بغريبة عن البيئة المجتمعية التي نعيشها في كثير من القضايا والمواضيع التي تتعرض لها الأسرة في استقرارها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن