شؤون محلية

أرباح خيالية لتجار السوق السوداء في الأعلاف … غرفة زراعة حلب: فساد وتسيب إداري حرم المحافظة من الفحم

| حلب - خالد زنكلو

أكدت مصادر مطلعة على وضع المداجن وتربية الفروج لـ«الوطن» أن التجار المستوردين لمادتي الذرة الصفراء العلفية وكسبة فول الصويا، اللتين تدعمهما وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية عبر مصرف سورية المركزي بقطع أجنبي مدعوم بسعر دولار ١٢٦٠ ليرة سورية لاستيرادهما بغية دعم المربين بأسعار مناسبة، يبيعون المادتين في الأسواق بالسعر الرائج ويمنعونهما عن السوق المحلية من خلال تهريبهما إلى المناطق الساخنة الخارجة عن سيطرة الدولة وإلى العراق لتحقيق أرباح كبيرة من فروقات الأسعار على حساب المنتج والمستهلك المحلي، فاقت العام الماضي ١٦٧٠ مليار ليرة سورية من العملية التي تتراخى عن رقابتها الجهات المعنية.
وفي ظل الواقع المتردي لتربية الفروج في حلب، حذر رئيس لجنة الدواجن في غرفة زراعة حلب رامي ناولو لـ«الوطن» من خروج جميع مداجن المحافظة من الخدمة قريباً «بسبب ارتفاع ثمن الصوص والعلف وفحم الكوك، ما يؤدي إلى موجة غلاء جديدة في أسعار البيض والفروج»، ولفت إلى أن حلب ومنذ ٤ سنوات تستورد بيض المائدة من دمشق والفروج من حماة «لعدم وجود أي مدجنة إنتاج بيض المائدة فيها، أما الفروج من مصدر حلبي فهو في أيامه الأخيرة».
وبيّن ناولو أن حلب تحوي راهناً ١٥ مدجنة عاملة مرخصة فقط مهددة بالإغلاق في أي لحظة «من أصل ٦٥ مدجنة كانت موجودة قبل شهرين، مقابل أكثر من ٧٠٠ مدجنة عاملة قبل الحرب تعرضت للسرقة والدمار والتخريب من الإرهابيين، وذلك بسبب عزوف أصحابها عن إصلاحها وترميمها، إذ إن تعويضات الأضرار تشمل ٣٠ بالمئة من القيمة التقديرية للبناء فقط، علماً أن معدات الإنتاج كلفتها عالية في تأسيس المداجن وهي غير مشمولة بتعويض الأضرار، كما أن نحو ٩٠ بالمئة من رأسمال المداجن هو العلف غير المتوافر، علاوة على مشكلة غياب الكهرباء والمحروقات من مازوت وبنزين وفحم الكوك»، ونوه إلى أن الحال ينطبق على جميع مداجن القطر «إلا أن لحلب شجونها ووضعها الخاص بسبب دمار المداجن وانعدام الكهرباء والمحروقات».
وطالب بتمديد فترة الاستفادة من المقنن العلفي الذي زادت وزارة الزراعة من مخصصاته التي تقدمها المؤسسة العامة الأعلاف «بسبب العطل الرسمية بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة»، ولفت إلى أن وزارة الزراعة مهتمة وتركز على قطاع الدواجن «الذي زودته بمادة فحم الكوك بمقدار ١٢ ألف طن، وخصصت لكل طير في أي مدجنة مرخصة كمية ٤ كيلو غرام فحم كوك سنوياً».
وأضاف: «وبسبب الفساد والتسيب الإداري، جرى تأخير استلامنا المخصصات من دائرة الإنتاج الحيواني في مديرية الزراعة بحلب، فحرمت المحافظة من فحم الكوك لنفاد الكمية المخصصة منه للدواجن، ما أدى إلى تباين سعره الذي يبلغ عند الحكومة ٢٨٠ ليرة للكيلو الواحد مقابل ٥٧٥ ليرة في السوق السوداء، الأمر الذي تسبب بعزوف المربين في فصل الشتاء عن تربية الفروج والبيّاض».
وبين رئيس لجنة الدواجن في غرفة زراعة حلب أن هناك نقصاً في تربية الأمهات (فروج وبيّاض) وعدم انتظار في تربيتها أو عشوائية التربية «حيث إن كلفة الصوص تتراوح بين ٦٠٠ و٧٠٠ ليرة، وهنا يبرز دور وزارة الزراعة المسؤولة عن تنظيم دورة التربية من الجدود إلى الأمهات إلى البياض والفروج، وذلك على مستوى القطر، ولا يمكن ذلك إلا بوجود قاعدة بيانات ما زالت غائبة، والموجودة حالياً منها إما مكررة أو وهمية غير دقيقة»!.
ودعا ناولو إلى معالجة وضع قطاع الدواجن في حلب بشكل خاص والمهنة بشكل عام «عبر دعم المربين بفحم الكوك ومنحهم قروضاً ميسرة طويلة الأمد لترميم المداجن وتمويل إنتاجها، وتمديد فترة منح المقنن العلفي وتسليم المربين مخصصاتهم من المحروقات ودراسة إمكانية أن يكون الدعم الممنوح من الحكومة للمربين كدعم للمنتج النهائي أسوة بكل دول العالم إحقاقاً للحق، وذلك عبر استلام البيض والفروج من قبل مستودعات المؤسسة السورية للتجارة، وتخصيص قيمة الدعم للمنتج المربي على أساس الكنية، وتوجيه صندوق الدعم الزراعي ليشمل قطاع الدواجن في كل المحافظات وفق أسس عادلة يشارك في وضعها لجان مربي الدواجن في القطر، ما يؤدي إلى وصول الدعم إلى مستحقيه، وبما يمكن من تجاوز أزمة الأمن الغذائي الناتجة عن نقص اللحم الأبيض والبيض لتعويض نقص البروتين الحيواني الضروري للإنسان كأرخص مادة أساسية لاستمرار حياته».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن