شؤون محلية

البيع بالدين بحماة يصل إلى 40 بالمئة من الزبائن الدائمين

| حماة- محمد أحمد خبازي

بيّنَ العديد من المواطنين ومنهم ربات بيوت لـ«الوطن» أنهم تخلوا عن تموين المواد الأساسية التي كانوا يخزنونها بكميات كبيرة للشتاء، كالأجبان والمكدوس والزيتون والعيطون والقريشة والملوخية والفريكة والمربيات، وزيت الزيتون والسمنة العربية.
وأكد عدد منهم أن اللحوم الحمراء لم تعد تدخل بيوتهم إلا بالأوقية وبالشهر مرة أو اثنتين، ومنهم من استغنى عنها كلياً واستعاض عنها بلحم الفروج.
وأما أيام الجمعة فلم تعد مناسبة سعيدة للزيارات العائلية، أو فرصة للخروج مع الأقرباء أو الأصدقاء بنزهة أو سيران في متنزه قلعة حماة، فكل ذلك صار من ذكريات الزمن الجميل!
وبيّنَ عدد من الباعة أن الظروف المعيشية القاسية فرضت واقعاً قاسياً أيضاً.
وأوضح بعضهم لـ«الوطن» أن الناس لم يعودوا يفكرون إلا بتأمين طبخة اليوم وبأقل التكاليف الممكنة، وكل يوم بيومه! مشيرين إلى أن بيعهم المواد الغذائية الأساسية أمسى بالكيلو وأجزائه، ونسبة البيع بالدين منه لزبائن دائمين بين 40ـ56 بالمئة.
وقال بعض أصحاب المحال في سوق 8 آذار الشعبي: إذا لم نبع بالدين لا نعمل ونضطر لإغلاق محالنا التي نعيل من مداخيلها أسرنا وأسر العاملين لدينا. ولفتوا إلى أن العديد من أصحاب المطاعم ومحال الحلويات والموالح والمكسرات أغلقوا محالهم، بسبب الخسارات الفادحة التي منيوا بها.
وقال الأستاذ بكلية الاقتصاد في الجامعة الوطنية بحماة الدكتور إبراهيم قوشجي: إن انخفاض القدرة الشرائية أثر في العادات والتقاليد الاجتماعية، بدءاً من تدني مستوى جودة المستهلكات من الأطعمة والألبسة ومواد التنظيف، وانتهاء في مستوى التعليم والثقافة والمعايير الحضارية.
وأضاف: وما يؤكد هذا انتشار البالات والمواد المهربة وتجارة البسطات، وذلك انعكس على الاقتصاد الوطني ومستوى جودة المنتجات، حيث بدأت المعامل والمصانع بإنتاج سلع بمواصفات رديئة لتتناسب أسعارها مع قدرة المستهلكين الشرائية.
وبيّنَ قوشجي أن متوسط مصروف الأسرة ضمن الأسعار الحالية لمستلزمات الحياة تقدر بـ700 ألف ليرة.
ولفت إلى أن لهذه الحالة أثاراً في قدرة المنشآت الاقتصادية من حيث عدم القدرة على الاستمرار بالنشاط الاقتصادي، فتكاليف الإنتاج مرتفعة ونسبة الأرباح تنخفض شيئاً فشيئاً، لعدة أسباب منها انخفاض المبيعات وتقلبات سعر الصرف وارتفاع الضرائب.
لذلك تتغير جميع العادات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع من طرفي السوق، المستهلكين والمنتجين معاً، عدا وجود ظاهرة الاتكالية – بحكم الواقع – على المساعدات الماليــة مــن الخــارج أو الداخل أو المنظمات أو الجمعيات الخيرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن