عربي ودولي

أحداث طرابلس تدقّ ناقوس الخطر الأمني.. واليونيسف: 70 طفلاً أصيبوا خلال المواجهات … دياب: الاعتداءات لن تمرّ من دون محاسبة

| وكالات

منذ شهر يحاول بعض الوسطاء تقريب وجهات النظر بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، وكلّما لاحت في الأفق بوادر حلحلة، ساءت العلاقة بينهما، وما حصل مؤخراً من تصريحات صحفيّة لعون والرد عليه من الحريري يؤكد ذلك، كل هذا على وقع أعمال شغب تحصل في طرابلس.
وأكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، خلال اتصال أجراه بمفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، أن «أعمال الشغب الّتي حصلت في طرابلس، والاعتداءات على سراي طرابلس والمحكمة الشرعية والبلدية، هي اعتداء على الدولة وهيبتها، ولن تمرّ من دون محاسبة».
كما شدّد دياب خلال اتصال أجراه برئيس بلدية طرابلس رياض يمق نقله موقع «النشرة»، على أن «أحداً لن يستطيع طمس تراث طرابلس»، مشيراً إلى «أنّه طلب فتح تحقيق شفّاف في أسباب وخلفيّات ما حصل في المدينة الملتزمة بالدولة ومؤسّساتها الصامدة، بالرغم من الإهمال المزمن لها ولمشاريعها الإنمائيّة».
وأبلغ دياب، الشيخ إمام ويمق، «أنّه أعطى توجيهاته للهيئة العليا للإغاثة للكشف عاجلاً على الأضرار، والعمل سريعاً على إزالة آثارها وترميم مبنى البلدية من الدولة أو عبر مانحين. كما ستؤمَّن مساعدات غذائيّة لأكثر من 50 ألف عائلة في هذه الظروف الصعبة، فضلًا عن مساعدات أخرى سريعة».
وفي السياق أكدت ممثلة «اليونيسف» في لبنان، يوكي موكو حسب «النشرة»، أن «المواجهات المستمرة بين القوى الأمنية والمتظاهرين في مدينة طرابلس، في شمال لبنان، تتسبب بخسائر غير مقبولة في صفوف الأطفال، واستناداً إلى غرف الطوارئ، أصيب 70 طفلاً على الأقل خلال هذه المواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين هذا الأسبوع».
ولفتت موكو إلى أن «اليونيسف» تدين مختلف أشكال العنف ضدّ الأطفال، ويجب عدم جرّ أي طفل للمشاركة في أعمال عنف أو أن يكون شاهداً على هكذا أعمال أو هدفاً لها، وكلّ طفل يُصاب خلال هكذا أعمال يُعدّ أمراً خطيراً «غير مقبول»، مشددة على أنه «من مسؤولياتنا الجماعية ضمان عدم جرّ أي طفلٍ إلى عالم الكبار حيث يتعرض أو تتعرض، إلى أشكال العنف أو سوء المعاملة أو الاستغلال. إنها مسؤولية الجميع في ضمان الحفاظ على حقّ كل طفل ومراهق في التعبير عن أنفسهم في مساحة آمنة».
كما ناشدت «كل الأطراف، بمن فيهم القوى الأمنية والمتظاهرين، ضمان سلامة الأطفال. ويجب تغليب حقوق هؤلاء الأطفال ومصالحهم وحمايتهم من مختلف أشكال الضرر وضمان توفير معايير قضاء الأحداث». ولفتت إلى أن «اليونيسف تتابع مع شركائها مراقبة ما يؤول إليه الوضع الميداني في طرابلس، وتدعو جميع الأطراف من أجل ضمان حماية الأطفال والإسراع في تنفيذ استجابة طارئة تصل إلى الأسر الضعيفة في جميع أنحاء البلاد».
وكشفت مصادر حسب موقع النشرة أن الأجهزة الأمنية كانت على علم بالمخطّط المحضّر للمدينة منذ الأربعاء الماضي، إذ كانت المعطيات تُشير إلى أن جماعات معروفة بالاسم تحضّر لعمليات شغب، وتجهّز القنابل الحارقة المصنوعة يدوياً، وخصوصاً بعد انتهاء أحداث الشغب الأولى، كان معروفاً أن ليل الخميس سيشهد محاولات جديدة لاقتحام سراي المدينة، ومع ذلك لم تتحضّر القوى الأمنية للمواجهة، فاحترقت بلدية طرابلس والمحكمة الشرعيّة، وتضررت السراي.
وتبدي المصادر تخوّفها من احتمال استكمال التحركات العنفيّة في طرابلس، مع دخول جماعات إرهابيّة على الخط، خصوصاً أن المعلومات حول خلايا إرهابيّة نائمة متوافرة لدى المعنيين منذ أسابيع.
سياسياً: تشير مصادر سياسية مطّلعة حسب موقع «النشرة» إلى أن بوادر الحلحلة الخارجية التي ظهرت بداية الأسبوع الحالي، قابلها تشدّد أكثر في الداخل، وفي ذلك تأكيد على أن عراقيل ولادة الحكومة لا تنبع من الخارج حصراً، مشدّدة على أن محاولات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم باءت بالفشل حتى هذه اللحظة، فلا زيارة مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي إلى البطريرك أتت بالحلول، ولا زيارة إبراهيم إلى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حملت الفرج.
وترى المصادر أن أزمة الثقة بين عون والحريري تكبر يوماً بعد آخر، ولكن هذا لا يعني أن الرجلين لن يلتقيا، لعلمهما أن تشكيل الحكومة يتطلب هذا اللقاء، إنما تجعل هذه الأزمة الاجتماع أصعب، مشددة على أن الهمّ اليوم لدى المسؤولين أصبح «الحفاظ على الأمن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن