عربي ودولي

السفير الأميركي في موسكو: نتعاون مع روسيا بشأن قره باغ وأوكرانيا وليبيا! … الخارجية الروسية: واشنطن لم تترك أي فرصة للحفاظ على اتفاقية السماء المفتوحة

| وكالات

بعد تعرض السفير الأميركي في العاصمة الروسية جون سوليفان لانتقادات رسمية من موسكو على خلفية مواقف كان أطلقها الأخير معلقا على تظاهرات للمعارضة الروسية، حاول السفير الأميركي أمس دفع الأمور باتجاه مختلف، حيث تحدث عن تعاون بين حكومته وروسيا فيما يتعلق وملفات قره باغ وأوكرانيا وليبيا، أما نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو فقد أكد أن خطوات الولايات المتحدة وحلفائها، لم تترك أي فرصة للحفاظ على اتفاقية السماء المفتوحة.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن غروشكو قوله للصحفيين إن «واشنطن وجهت ضربة إلى معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى تبعتها بالانسحاب من اتفاقية السماء المفتوحة» مشيراً إلى أنه يمكن للساسة من ذوي التفكير السليم في أوروبا وخارجها أن يعبروا فقط عن أسفهم لهذا القرار لكون هذه الخطوات أدت إلى تردي الوضع الأمني ما يتطلب من روسيا اتخاذ الإجراءات الاحترازية الضرورية.
وبشأن اتفاقية السماء المفتوحة قال غروشكو: «مشاركتنا بالاتفاقية كانت مشروطة باستعداد الولايات المتحدة لفتح أجوائها ولذلك فإنه عندما تم الإخلال بالميزان بنتيجة انسحاب واشنطن لم يبق أمامنا أي خيار آخر»، لافتاً إلى أن روسيا حاولت إنقاذ الاتفاقية لكن شركاءها لم يوافقوا على ذلك ولم يقدموا أدنى حد من الضمانات المطلوبة.
وبين غروشكو أن «الموقف الأوروبي هيمن عليه التضامن الأطلسي الزائف والاستعداد للخضوع للنهج الأميركي وليس المصالح الأمنية الحقيقية»، مؤكداً أن هناك خطراً حقيقياً من أن تتحول أوروبا إلى ميدان للقوات الأميركية التي تسعى لردع روسيا.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية منتصف الشهر الجاري انسحاب موسكو رسمياً من اتفاقية السماء المفتوحة وذلك بعد أن غادرتها الولايات المتحدة من جانب واحد العام الماضي.
من جهة ثانية أكد غروشكو أن العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا «غير شرعية وتتعارض مع مصالح الاتحاد نفسه»، مشيراً إلى أن معظم الدول الأوروبية بدأت تدرك هذه الحقيقة بما فيها اليونان التي أظهرت قدراً كافياً من الشك فيما يتعلق بفعالية هذه العقوبات.
وشدد غروشكو على ضرورة أن يقرر الاتحاد الأوروبي كيفية التعامل مع هذه العقوبات غير الشرعية بعد أن دخل في منزلق من خلال تشكيله ما يسمى آليات أفقية دفعت العلاقات مع روسيا إلى حالة من الغموض وعدم اليقين.
وقال غروشكو: «ما يقلقنا هو أن الاتحاد الأوروبي أخذ يفرض بحماسة ما يسمى آليات العقوبات الأفقية الكيميائية والخاصة بحقوق الإنسان وكذلك الخاصة بالمجال السيبراني وهذا يعني أن تسمح التشريعات الأوروبية بفرض العقوبات بسرعة ضد الأفراد والمؤسسات والشركات ورجال أعمال» مؤكداً أن «هذا الطريق لا يسفر عن نتيجة ويتسبب بالغموض في العلاقات».
وأكد غروشكو أن موسكو تعارض في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي القرارات أحادية الجانب التي تتناقض مع قواعد منظمة التجارة العالمية.
في سياق منفصل أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن المركز الروسي التركي المشترك المعني بمراقبة الهدنة في قره باغ سيستخدم طائرات مسيرة في عمله.
وأوضحت الوزارة في موجز صحفي حسب موقع «روسيا اليوم»، أن المركز «سيقوم بجمع وتعميم وتدقيق المعلومات عن تنفيذ نظام وقف إطلاق النار وتصرفات تنتهك ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين»، وأضافت: إن «المراقبة ستتم بواسطة طائرات مسيرة وتقييم معطيات ترد من مصادر أخرى».
وأنشئ المركز المشترك في منطقة نزاع قره باغ في بلدة قيام الدينلي، بناء على مذكرة تم توقيعها بين وزيري الدفاع الروسي والتركي في 11 نوفمبر الماضي. ويضم قوامها 60 عسكرياً من كل طرف، وللمركز خطوط اتصال مباشرة مع الأجهزة العسكرية التابعة لطرفي النزاع (الأذربيجاني والأرمني)، وكذلك مع مقر قوات حفظ السلام الروسية المنتشرة في قره باغ.
في غضون ذلك قال السفير الأميركي في موسكو جون سوليفان، إن بلاده تتعاون مع روسيا، بشأن قره باغ، وأوكرانيا وليبيا، ونزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
وشدد السفير الأميركي في مقابلة تلفزيونية على أن الولايات المتحدة ترغب في مواصلة هذا الحوار.
وذكر السفير، أنه حضر مع نظيره الفرنسي، منذ فترة قصيرة، موجزاً صحفياً في وزارة الخارجية الروسية، وقال: «خلال الموجز تم إبلاغنا بتطورات الأحداث في قره باغ وبانتهاء النزاع بين أذربيجان وأرمينيا. وهذا مثال على تعاون الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، كرؤساء مشاركين لمجموعة مينسك، ونحن نرغب بمواصلة هذا التعاون».
وتتعاون واشنطن مع موسكو، وفقاً للسفير، كذلك في ليبيا، وقال السفير: «قبل فترة زار السفير الأميركي في ليبيا، العاصمة الروسية، في نوفمبر على ما اعتقد، والتقى بخبراء من الخارجية الروسية لمناقشة الوضع في ليبيا. هناك تقدم كذلك في حل المشاكل الجدية عن طريق الحوار السياسي».
وأضاف السفير: إنه رغم وجود الخلافات في الآراء حول العديد من القضايا، ومن بينها أوكرانيا، إلا أنه يجب مواصلة الحوار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن