سورية

حصار ميليشيات «قسد» لمركز مدينة الحسكة وحيي طي وحلكو في القامشلي دخل أسبوعه الثالث.. والأهالي بلا خبز ووقود! … محافظ الحسكة لـ«الوطن»: كل المكونات ترفض الوضع القائم.. والقرار للشعب الذي سيطرد المحتل وذيوله

| موفق محمد

أكد محافظ الحسكة، اللواء غسان خليل، رفض كل مكونات المحافظة للحصار الجائر الذي تفرضه ميليشيات «قسد» التي تعمل تحت إمرة المحتل الأميركي على مركز مدينة الحسكة وحيي طي وحلكو في مدينة القامشلي، والذي دخل أسبوعه الثالث وأثر بشكل «سلبي جداً على حياة المواطنين»، مشدداً على أنه «لن نرضى بهذا الوضع الإنساني الصعب»، وأنه يجب على «كل مواطن سوري شريف أن يتخذ موقفاً مشرفاً ويساهم في رفع الحصار عن أهله فالشعب السوري عزيز أبي لن يقبل الذل».
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، أوضح خليل، أن الحصار الجائر المفروض على مركز مدينة الحسكة، وعلى حيي طي وحلكو في مدينة القامشلي من قبل ميليشيات «قسد» والذي دخل أسبوعه الثالث «أثر بشكل سلبي جداً على حياة المواطنين وعلى أمورهم الخدمية والمعيشية»، لافتاً إلى أنه ممنوع إدخال المواد الأولية والغذائية والمشتقات النفطية ولا يوجد طحين ولا خبز في محافظة القمح، التي كانت تصدّر القمح إلى باقي المحافظات وإلى خارج سورية أحياناً، ولا يوجد مشتقات نفطية من مازوت وغيره لتشغيل المولدات التي تولد الكهرباء للمدينة، ومازوت التدفئة أيضاً غير متوفر في محافظة هي من تصدّر النفط إلى باقي المحافظات».
ولفت أن النفط السوري يسرق الآن من قبل الميليشيات والمحتل الأميركي الذين ينقلونه بشكل يومي إلى العراق بواسطة صهاريج ومن خلال وضعه في خزانات «طرابيش» ومنها ينقل عبر أنابيب تقطع نهر دجلة نحو جسر سياملكا غير الشرعي وتصل إلى شمال العراق، مضيفاً: «في هذه المحافظة النفطية لا يوجد نفط لدى المواطنين فكله يسرق».
وأكد خليل، وجود رفض شعبي تام للوضع القائم من قبل جميع الشرائح المكونة لهذه المحافظة والمؤلفة من العشائر العربية والكردية والإخوة المسيحيين بجميع طوائفهم والإخوة الإيزيديين والآشوريين والشيشان والأرمن وغيرهم من مكونات المحافظة.
وأشار إلى أنه في الأسبوع الماضي كان هناك وقفة احتجاجية في الساحة العامة بمدينة الحسكة حيث انطلق المشاركون باتجاه الحواجز التي تحاصرهم محافظين على السلم الأهلي والوحدة الوطنية ولكنهم جُوبهوا بالرصاص الحي من قبل تلك الميليشيات على أحد الحواجز.
وعلمنا أنه اليوم وعند الساعة الحادية عشرة صباحاً سيكون هناك أيضاً وقفة احتجاجية كبيرة وستكون في الساحة العامة، لافتاً إلى أن ميليشيات «قسد» تحاول منذ أمس منع وصول المواطنين من خارج مركز المدينة، وأعطت أوامرها للمحال التجارية الواقعة خارج مركز المدينة بالإغلاق.
وقال: «كل ذلك وأكثر من ذلك يحصل في هذه المحافظة، ولكن تبقى ثقة المواطن بالدولة السورية التي هي من تحمي أبناءها، ويبقى الجيش العربي السوري هو الضامن لكل هؤلاء المواطنين الشرفاء وسيكون إلى جانبهم، وسيكون قرارهم هو الذي يُنفّذ. قرار الشعب الذي يبدأ بهذه الاحتجاجات وينتهي بالمقاومة الشعبية التي ستؤدي إلى طرد المحتل الأميركي وذيوله».
وأكد خليل، أن هناك مساعي لإيجاد حل للوضع القائم في مركز مدينتي الحسكة والقامشلي، «ولكن الشروط التعجيزية التي (تضعها ميليشيات قسد) ذكرناها أكثر من مرة لم تصل إلى حل ولن تترك مجالاً للوصول إلى حلول».
وجدد محافظ الحسكة، التأكيد على «أننا لا نريد أن نرى الدم السوري يراق على الأرض السورية ولا خارج الأرض السورية، ونحن نسعى دائماً لكي نحقن الدم السوري وأن نوجه السلاح السوري الموجود بأيدي جميع السوريين وبأيدي كل من يرى نفسه أنه سوري شريف نحو المحتل أياً كان هذا المحتل».
كما جدد خليل التأكيد، أن تلك الميليشيات التي تعمل تحت إمرة المحتل الأميركي لا تمثل المكون الكردي الذي هو مكون وطني من مكونات الجمهورية العربية السورية ومكون من مكونات محافظة الحسكة، لافتاً إلى هذا المكون متضرر كباقي المكونات وممنوع من كثير من الأمور كما هي ممنوعة على باقي المكونات الأخرى، موضحاً أن ميليشيات «قسد» لا تمثل المكون الكردي بل بالعكس هي عبء عليه.
وأوضح أن المحتل الأميركي لم يترك للمكون الكردي صديقاً، فقد افتعل العداء بينه وبين الدولة السورية وحاول أخذهم باتجاه آخر، وأيضاً افتعل العداء بينه وبين العشائر العربية، علماً أن قسماً كبيراً من العشائر العربية يقاتل تحت إمرة تلك الميليشيات، وأيضاً هناك مشاكل بينه وبين التركي، وأيضاً هناك مشاكل بين الأكراد أنفسهم، وكل هذه المشاكل قام بافتعالها المحتل الأميركي.
وفي بيان له، ذكر المكتب الصحفي في محافظة الحسكة، أن خليل التقى مع شيوخ ووجهاء القبائل والعشائر العربية والكردية والفعاليات الاجتماعية المسيحية والآشورية والإيزيدية والشيشان، حيث تركز اللقاء على تداعيات الحصار الجائر المفروض من قبل المليشيات المرتهنة من قبل المحتل الأميركي على مركز مدينة الحسكة وحيي طي وحلكو بالقامشلي وتفاقم الأوضاع الإنسانية للأهالي نتيجة منع دخول المواد الغذائية والوقود والطحين والمياه والدواء.
ونقل البيان عن خليل قوله خلال اللقاء: إن الدولة السورية لم تتخذ بحق هذه المليشيات أي إجراء انطلاقاً من حرصها على عدم إراقة الدم السوري على الأرض السورية أو الوصول إلى حالة الصدام ولكننا لن نرضى بهذا الوضع الإنساني الصعب وكل أبناء المحافظة بعشائرها العربية والكردية ومن مختلف الطوائف المسيحية والشيشان والإيزيديين والآشوريين والأرمن هم رافضون لهذه الممارسات رفضاً قاطعاً.
وأضاف خليل: «بلغ السيل الزبى والأمور تفاقمت لدرجة أنه لا يوجد لدينا خبز وطحين ونحن في بلد القمح والخير وليس لدينا وقود ونفطنا يسرق ويباع في الخارج وإن بقينا صامتين لن تتغير الظروف وستزداد سوءاً واليوم كل مواطن سوري شريف يجب أن يتخذ موقفاً مشرفاً ويساهم في رفع الحصار عن أهله فالشعب السوري عزيز أبي لن يقبل الذل وهو الذي صمد وحارب طيلة عشر سنوات حفاظاً على كرامته الوطنية».
ودعا محافظ الحسكة إلى تصحيح بعض التعابير التي تسمع من قبل العامة، مؤكداً أن الإخوة الأكراد مكون أساسي من الشعب السوري ولهم حقوق وعليهم واجبات كباقي أفراد الشعب وهذه الميليشيات وما فيها لا يمثلون إلا أنفسهم فهم أدوات سخرها المحتل الأميركي لتحقيق غاياته ونهب مقدراتنا وسرقة خيراتنا والعمل على خلق فتنة بين أبناء الوطن الواحد من خلال سعيه إلى زج إخوتنا الأكراد بعداءات متعددة الأطراف بينهم وبين الدولة السورية وبينهم وبين أهلهم العرب وبين الأكراد أنفسهم خدمة لمصالحه.
وتساءل المحافظ: أين كنتم عندما ترككم الأميركي بيد الوحش التركي وذهبت عفرين ورأس العين وغيرها من المدن والمناطق ولم تسمحوا للجيش العربي السوري بتحريرها والدفاع عن أهلها والتي تتعرض اليوم للسلب والنهب والتغيير بكل الأشكال والأهالي أصبحوا لاجئين ونازحين ولولا تدخل الجيش العربي السوري لامتد زحف المحتل التركي إلى باقي المناطق في الوقت الذي هرب من يحاصر المواطنين حالياً.
من جهتهم أكد الوجهاء أن أبناء المحافظة كلهم يد واحد خلف قيادتهم وجيشهم للحفاظ على السلم الأهلي وفي الوقت ذاته فك الحصار الظالم، داعين شيوخ ووجهاء وآغاوات القبائل الكردية لاتخاذ موقف صريح رافض لحصار أهلهم ومنع دخول المواد الغذائية والخبز والوقود في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطنون في مدينتي الحسكة والقامشلي.
وبيّن الحضور أنه أمام الوطن كلنا سوريون بعيداً عن أي انتماءات ضيقة أخرى يجمعنا حب الوطن والدفاع عنه وصون وحدتنا الوطنية ورفضنا للمحتل داعين الهيئات الأممية والمنظمات الإنسانية للتخلي عن سياسة الصمت تجاه ما يحدث والعمل على فك الحصار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن