المشروع الوقح..؟!
عبد الفتاح العوض
هل المشروع الوقح لتقسيم المقسم قابل للنجاح؟
الآن تصبح مقولة رب يوم بكيت منه ثم بكيت عليه تنطبق على حال الدول العربية وتحديداً فيما يخص «سايكس بيكو» ,
سيكون مذلاً جداً أن نترحم فيها على خطوط «سايكس بيكو»؟!
وبين الانتقال من أحلام الوحدة العربية إلى التقسيمات الجديدة هوة واسعة من الصعب تقبلها والاعتراف بها.
زهاء مئة عام تفصلنا عن هذه الخطوط الوهمية للوطن العربي ومن الواضح أن هذا العنف الممتد في أنحاء الوطن العربي غايته الأساسية هي إحداث خطوط جديدة، كيانات جديدة تعلن عن نفسها بطرق مختلفة.
اللغة الخجولة التي كانت ترد كإشارات وتلميحات عن التقسيم أصبحت الآن لغة وقحة وفجة.
وهذه الخرائط التي كنا نظنها مجرد «خربشات» لمراكز دراسات أصبحت الآن مشاريع قيد التنفيذ.
دعونا نعترف أن مواجهة هذا المشروع ليست سهلة لكن علينا أن نتيقن أيضاً أن التغلب على هذا المشروع التقسيمي ليس مستحيلاً.
صحيح ثمة نجاحات لمشروع التقسيم تتبدى في خرائط الأمر الواقع لكن كل هذه الخرائط مرفوضة من تراب هذه الخرائط!!
أتحدث هنا عن الناس الذين يرفضون من أعماقهم لغة التقسيم.
الناس هم الذين سيفشلون هذا المشروع من أساسه لأنهم لا يتشاركون مع صانعيه ولا مع المستفيدين منه.
إننا الآن على حافة التاريخ من جديد، وهي لحظة يصعب التكهن بمسارها، لكن يمكن الاعتماد على مسار طويل من التاريخ يبين صعوبة أو استحالة نجاح مشروع التقسيم رغم ما يبدو في الظاهر من هذه النجاحات الجزئية هنا وهناك.
بعد مئة عام على «سايكس بيكو» معظم الشعوب العربية لا ترى في هذه التقسيمات إلا كما لو كانت ضرباً من التخلف العربي، حتى بعد مئة عام لم تتقبل الشعوب خرائط «سايكس بيكو» ومن ثم فلن تقبل الأسوأ منها، إنها جزء من مرحلة مخزية في تاريخ العرب، ونحن الآن نمرّ بمرحلة أكثر عاراً وخزياً.
لكن ولأنها لحظة حافة التاريخ فإن هذه الضربات الموجعة ستكون بداية إشراقة جديدة محتملة وإن كانت حتى الآن غائمة وغير مكتملة.
أعرف ما يدور في أذهان البعض الآن…
سيقولون إننا سمعنا شعارات كثيرة، وطربنا على آمال مشابهة لفترات طويلة، وإن القادم لن يكون إلا مزيداً من التقسيم والعار والخزي.
لا ألوم أحداً على هذه الأفكار السوداء.. فالواقع أشد سواداً.
لكن دعونا نعتمد على رؤية الواقع بمنظار أكثر دقة.. كل هذه الدول التي تشارك في مشروع التقسيم حاولت مراراً وهي الآن في محاولة جديدة أكثر عنفاً وأكثر وضوحاً لم تعد هذه المحاولات تخفي نفسها تحت أي اسم.
محاولات عارية تماماً…
سبب استحالة نجاحها أن تقوم على أسس طائفية ومذهبية ودينية..
هذه التقسيمات غير مؤهلة للنجاح إلا في لحظات الغوغاء والفوضى واختلال العقل.
ولا توجد أمة يذهب عنها التعقل كلياً لفترة طويلة.
ثم إن المصالح العامة لا تتوافق مع أفكار التقسيم.. إن كيانات ضعيفة ومشتتة غير قابلة للبقاء.. ولهذا فإن مشاريع التقسيم أيضاً غير قابلة للاستمرار.
أقوال:
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك: حديث شريف
الشك داء لكنه قد يعلم الحكمة: سيروس
إن سوء الظن من حسن الفطن: الشافعي
نحن لا نعادي الأشخاص بل نعادي أخطارهم: غاندي
مزارات الأتراك:
داعش والنصرة تدمر قبور الصحابة والأئمة بينما يزور رئيس الوزراء التركي مزاراً لرفات تركي مات غرقاً في الفرات.
فجروا قبر الإمام النووي الموجود في بلدته «نوى» بينما يسمحون بزيارة قبر تركي على أرضٍ سورية.
إنها من أقذر حفلات الدعارة السياسية التي شهدها التاريخ.