مؤكدة استعدادها لتسهيل الحوار بين الحكومة الأفغانية و«طالبان» … طهران تدعو واشنطن لإثبات التزامها بالاتفاق النووي
| وكالات
دعا رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف أمس الأحد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إثبات التزامها العملي بالاتفاق النووي بدلاً من «وضع الشروط» إن كانت تؤمن حقاً بهذا الاتفاق، بينما أكد القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي أن طهران بلغت نقطة أصبحت فيها حقاً مستغنية عن الاتفاق النووي.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «ارنا» عن قاليباف قوله خلال اجتماع مجلس الشورى اليوم: إنه «لو كانت أميركا تؤمن بالاتفاق النووي فعليها إثبات التزامها عملياً بدلاً من وضع الشروط».
ووصف قاليباف التصريحات الأخيرة لأعضاء الإدارة الأميركية ومنهم وزير الخارجية تجاه إيران بأنها «محبطة»، مؤكداً أن على إدارة بايدن أن «تبين كيف تريد تنفيذ التزامها برفع الحظر عملياً بدلاً من وضع الشروط لتنفيذ التزاماتها».
واعتبر قاليباف أن دوران عجلة أجهزة الطرد المركزي والتخصيب بنسبة 20 بالمئة قد جعل موقف الجهاز الدبلوماسي الإيراني «قوياً للعمل على رفع الحظر».
بدوره أكد القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي، أمس، أن طهران بلغت نقطة أصبحت فيها حقا مستغنية عن الاتفاق النووي، قائلاً: «أدركنا أن عدم الحاجة إلى رفع الحظر هو أولى من رفع الحظر».
وفي حديثه خلال مراسم الإعلان عن انطلاق «مناورة بيت المقدس» لكتائب التعبئة، قال اللواء سلامي حسب وكالة «فارس»: لقد كان الإمام الخميني (رض) قوياً ومازال وقوته كانت تعادل كل القوى في الأرض، ففي تلك الفترة التي أشعل فيها الإمام الخميني (رض) الثورة وهزم أميركا، كانت أميركا تسيطر على 25 بالمئة من الاقتصاد العالمي، وكانت هيمنتها السياسية تشمل العالم بأسره.
وأضاف «كان إنجازاً صعباً وعظيماً وخارجاً عن دائرة التصور والرؤى والتوقعات المتعارفة والسائدة القابلة للتبرير والتفسير حسب قواعد اللعبة ومعادلات القوة. وفور انتصار الثورة، شعر الاستكبار العالمي في الشرق والغرب بولادة ضلع جديد من قوة غامضة وغير معروفة في العالم، فقد كانت ثورتنا ولادة لقوة جديدة ذات استقطاب عالمي واسع للغاية».
وتابع: إنه «مضت 42 عاماً على انتصار الثورة بقي خلالها الشعب شامخاً رغم كل الضغوط، لأن التعبويين في صميم الشعب ويزرعون في القلوب النور والثقة والإيمان بالنظام».
وأكد سلامي «إننا نمتلك كل متطلبات العظمة، لأننا اصطففنا للتغلب على أعداء كبار، ونصنع القوة بما يتناسب معهم، فالعدو الكبير عامل لنمونا وتقدمنا، مثلما يصبح التغلب على الشيطان عملاً لتسامي الإنسان».
وأردف: لقد بلغنا اليوم نقطة أصبحنا فيها حقاً بغير حاجة للاتفاق النووي، وقد أدركنا أن عدم الحاجة لرفع الحظر أولى من رفع الحظر، مشدداً على أننا نحيا بقلوبنا المترابطة، فنحن شعب بكيان واحد، وما دمنا هكذا فسننتصر.
وقدم قائد الحرس الثوري في الختام التهنئة بعشرة الفجر (ذكرى الأيام العشرة بين عودة الإمام الخميني (رض) إلى الوطن وانتصار الثورة الإسلامية)، مشدداً على أن «أمامنا أيام فجر أعظم، وسنحقق كل آمالنا بانسجامنا ووحدتنا واتباعنا لولي أمرنا».
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد في تصريحات له أمس الأول أن تصريحات أعضاء الإدارة الأميركية الجديدة بخصوص الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015 غير منطقية.
وفي سياق منفصل أكد ظريف أمس أن «طهران مستعدة لتسهيل الحوار بين الحكومة الأفغانية وطالبان».
وخلال استقبال ظريف لوفد من الحركة برئاسة ملا عبد الغني برادر، الذي يزور إيران حالياً، أعرب وزير الخارجية الإيراني حسب وكالة «فارس» عن ارتياحه لفكرة تشكيل حكومة شاملة مؤلفة من كل الجماعات العرقية والسياسية في أفغانستان.
وقال ظريف: «القرارات السياسية لا يمكن أن تحدث من فراغ، وتشكيل حكومة شاملة يجب أن تكون ضمن عملية تشاركية، مع مراعاة الهياكل وتشكيل المؤسسات والقوانين الأساسية مثل الدستور».
وفي إطار الحديث إلى الوفد عن استعداد إيران لتسهيل الحوار بين الحكومة الأفغانية و«طالبان»، أشار ظريف إلى أن «شعب أفغانستان الطيب تعرض للظلم، وقد ألحقت الحرب والاحتلال بأفغانستان أضراراً جسيمة بالشعب الأفغاني»، آملاً أن «تتركز كل جهودكم على إنهاء آلام الناس ومشاكلهم في أقرب وقت، وبإحلال السلام في أفغانستان، تسحبون الذرائع من المحتلين في أسرع وقت ممكن».
وقدم وفد «طالبان» في بداية اللقاء، تقريراً عن عملية السلام والمحادثات الأفغانية، لافتاً إلى أن «العلاقات الإيرانية الأفغانية كانت دائماً قائمة على الصداقة وحسن الجوار، وأنه مع إحلال السلام في أفغانستان، فإن العلاقات بين البلدين سوف تنمو أثر من السابق».