عربي ودولي

على خلفية المظاهرات.. موسكو تتوعد شركات الإنترنت الأميركية بـ«إجراءات فعلية» … بيسكوف: تمديد «ستارت 3» نجاح للدبلوماسية الروسية وجميع البشرية العاقلة

| وكالات

جدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ترحيب الكرملين بتمديد المعاهدة الروسية الأميركية حول الحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية «ستارت 3».
وفي إشارة إلى الاتفاق الأخير بين موسكو وواشنطن حول تمديد المعاهدة، قال بيسكوف، أمس الأحد، في مقابلة مع الصحفي بافل زاروبين، مذيع برنامج «موسكو. الكرملين. بوتين» الذي تبثها قناة «روسيا 1» التلفزيونية: «ينبغي اعتبار ذلك نجاحاً للبشرية العاقلة جمعاء، فقد كان هذا الموضوع يهم الجميع».
وتابع إن الاتفاقية بين روسيا والولايات المتحدة حول «ستارت 3» جاءت «نجاحاً لدبلوماسيتنا ونجاحاً شخصياً للرئيس فلاديمير بوتين الذي تحدث بشكل مقنع عن هذه المعاهدة المحورية على أنها تبقى للأسف الوثيقة الوحيدة التي تسمح لنا بإبقاء ترسانات الأسلحة الهجومية الإستراتيجية للبلدين تحت السيطرة».
مع ذلك فقد أشار بيسكوف إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة أظهرت الإرادة السياسية للتوصل إلى الاتفاقية المذكورة بشأن «ستارت 3»، مشدداً على أن الجانب الأميركي هو الذي عرض تمديد المعاهدة لخمس سنوات إضافية، وكان «عرضاً جيداً جداً» تلقى دعم موسكو فوراً.
مع ذلك فقد ذكر بيسكوف أن الاتفاقية حول «ستارت 3» بين روسيا وأميركا ليست دليلاً على أن «المبدأ العقلاني هو الذي سيسود في العلاقات بين البلدين من الآن فصاعداً، مشيراً إلى أن ضعف الآمال في تغير مواقف الولايات المتحدة فيما يتعلق بالجوانب الأكثر حساسية من العلاقات بين موسكو وواشنطن.
إلى ذلك قال بيسكوف، إن الجانب الروسي كان المبادر في الحديث الهاتفي بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بادين، الثلاثاء الماضي.
وذكر ممثل الكرملين، في اللقاء التلفزيوني، أنه تم التنسيق والاتفاق على الموضوع في غضون أيام قليلة، مشيراً إلى أن هذا أمر معتاد تماماً في الممارسة الدبلوماسية.
وأضاف بيسكوف، في رده على سؤال حول هل طرح الجانب الروسي هذه المبادرة مباشرة بعد تنصيب بايدن: «نعم، فعلاً بعد أيام قليلة».
وأشار إلى وجود ممارسة دبلوماسية معتادة، «عند صياغة اقتراح لإجراء محادثة، يتم الإعلان عن الموضوعات المزمع طرحها بشكل عام، من دون الدخول في التفاصيل»، بعد ذلك يتم انتظار الرد من الجانب الآخر.
ومن جانب آخر شددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على ضرورة اتخاذ إجراءات فعلية في سبيل تنظيم أنشطة شركات الإنترنت العالمية ومواقع التواصل الأميركية.
وذكّرت زاخاروفا أمس، في حوار متلفز ضمن برنامج «حصاد الأسبوع» على قناة «روسيا-1»، بأن سفارة الولايات المتحدة في موسكو وزعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بيانات مؤيدة للمظاهرات غير المرخص بها التي شهدتها مدن روسية مختلفة في 23 تشرين الأول بدعوة من الناشط المعارض أليكسي نافالني.
وأكدت الدبلوماسية أن الجانب الروسي يرى في هذه التصرفات «تدخلاً سافراً في شؤون روسيا الداخلية»، مضيفة: «لكن الأمر لا يقتصر على ذلك، ومورست أنشطة واسعة النطاق في هذا الصدد مما يمسى «عمالقة الإنترنت»، أي الشركات التي تتيح منصات لمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاجتماعية نفسها التابعة للجانب الأميركي».
وأضافت: «تجري الآن دراسة خيارات الرد المحتمل على ما فعلته منصات الإنترنت الأميركية، ولن يكون هذا الرد بشكل بيانات فقط، بل يجب اتخاذ إجراءات فعلية محددة».
وسبق أن أعلنت زاخاروفا أن روسيا ستوزع على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بياناً ينص على ضرورة وضع قواعد عامة لتنظيم أنشطة شركات الإنترنت العالمية.
وفي السياق أفادت وسائل إعلام روسية بأن أجهزة الأمن تواصل إيقاف مشاركين في مظاهرات غير مرخصة محدودة العدد تجري الآن وسط العاصمة موسكو تلبية لدعوة من الناشط المعارض أليكسي نافالني.
وقدرت وزارة الداخلية عدد المشاركين في المظاهرة وسط العاصمة بنحو ألفي شخص.
وانتقل المحتجون إلى عدة مواقع وسط العاصمة منها السجن الذي يوجد فيه حالياً نافالني، ونفذت الشرطة توقيفات في صفوفهم.
وكانت بين الموقوفين لدى الشرطة خلال تدفق المحتجين صوب السجن زوجة الناشط المعتقل، يوليا نافالنايا.
وأعلنت أمينة المظالم في موسكو، تاتيانا بوتياييفا، في وقت سابق من أمس لوكالة «نوفوستي» أن نحو 120 شخصاً على الأقل أوقفوا حتى الآن على خلفية المظاهرات في المدينة، بينما تتحدث مصادر موالية لنافالني عن اعتقال نحو 800 شخص حتى الآن.
كما أفادت الوكالة باعتقالات أثناء مظاهرة غير مرخص بها في ثاني أكبر مدن البلاد سان بطرسبورغ.
واتخذت سلطات موسكو وسان بطرسورغ إجراءات أمنية ملموسة قبل مظاهرات أمس، منها فرض قيود على حركة التنقل وسط المدينتين وإغلاق ساحة قصر الشتاء وسط بطرسبورغ.
وتجري مظاهرات أمس في روسيا بمشاركة أعداد أقل بكثير من المحتجين مقارنة مع الجولة الأولى من الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في 23 تشرين الأول.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن