«أسعارها كاوية والجيوب خاوية» شكلت هذه العبارة قاسماً مشتركاً لكل إجابات المواطنين الذين سألتهم «الوطن» عن آرائهم بالألبسة والأحذية المستعملة، التي تباع بمحال البالة بحماة.
وبيّن المواطنون أن تلك المحال لم تعد ملاذاً للفقراء، أو متوسطي المدخول، وتكاد تقتصر على الأغنياء!.
وأوضحت نهاد وهي موظفة، أن أسعار البالة أصبحت كاوية، فأقل سعر لجاكيت نسائية 40 ألف ليرة، والولادية ما بين 15-25 ألف ليرة.
عدد من المواطنين أكدوا أنهم كانوا يقصدون محال البالة في شارع أبي الفداء و8 آذار ومدخل السوق الطويل، لشراء ما يلزمهم بعد هجرهم محال الألبسة الجاهزة أو الأحذية منذ سنوات طويلة، في سوق ابن رشد والدباغة، قال أحدهم: يبدو سنهجر محال البالة مَنْ مِنَ الموظفين يستطيع شراء قميص بـ13 ألف ليرة أو بنطال بـ15 ألف ليرة أو جاكيت بـ25 ألف ليرة؟.
وأكد أصحاب محال أنهم ليسوا المسؤولين عن ارتفاع أسعار الألبسة والأحذية، بل التجار الكبار الذين يدخلونها البلد تهريباً، ويبيعونها بالدولار المتحرك سعره بين ساعة وأخرى!.
وبيّنَ بعضهم أن التجار الكبار كانوا يسلمونهم البضاعة من دون أي قيود أو شروط، وحتى من دون نقود بل على المبيع بالأمانة، مضيفين: ولكن التجار يشترطون اليوم دفع قيمتها نقداً ومسبقاً، مع دفع الفرق إذا ما ارتفع سعر الدولار بالسوق السوداء، حتى وإن كان السعر مثبَّتاً.
وعزا بائع آخر ارتفاع أسعار البالة هذا العام، إلى التذبذب بالدولار، والغلاء الفاحش بكل شيء، من إيجارات المحال إلى أجور الصنّاع.
مصدر في جمارك حماة فضل عدم ذكر اسمه، بيَّن لـ«الوطن» أن البالة تدخل أسواق حماة تهريباً من لبنان والمنافذ الحدودية غير الشرعية بالشمال.
وأما وجودها بالمحال بأسواق محافظة حماة – كما في كل المحافظات – يُغضُّ النظرُ عنه، نظراً للظروف المعيشية الصعبة، ولكون تلك المحال تعيل أسراً، وتؤمن فرص عمل لشباب وشابات، إضافة إلى أن العديد من الفئات الاجتماعية تجد فيها من الألبسة أو الأحذية وغيرها ما يناسبها ويسترها.