بروكسل: الاحتجاجات في روسيا لن تؤثر في خطط بوريل لزيارة موسكو … ميدفيديف: نافالني يحاول الوصول إلى السلطة لتحقيق مصالحه الخاصة
| وكالات
في وقت اعتبرت فيه موسكو أن المعارض أليكسي نافالني يحاول ويسعى بشكل متهور للوصول إلى السلطة لتحقيق أهدافه الخاصة، أعلن الاتحاد الأوروبي أن الاحتجاجات التي شهدتها روسيا مؤخراً لن تؤثر في خطط رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيب بوريل، لزيارة موسكو يومي 4 و5 شباط الجاري.
وأكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف أن السياسي نافالني يحاول ويسعى بشكل متهور للوصول إلى السلطة لتحقيق أهدافه الخاصة فقط، وقال ميدفيديف في مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية: «نافالني ليس إلا مارقاً سياسياً يسعى للوصول إلى السلطة بواسطة طرق وقحة ونشاطات جامحة»، مشيراً إلى أن نشاطات نافالني «باتت الآن أكثر وقاحة وانفلاتاً مما كانت عليه قبل بضع سنوات».
ونافالني معتقل حالياً ورهن التحقيق في موسكو لمدة ثلاثين يوماً بعد عودته من ألمانيا بعد أن حكمت محكمة روسية عليه في وقت سابق بالسجن لمدة خمس سنوات مع وقف التنفيذ لاختلاسات مالية بمبلغ 16 مليون روبل من إحدى شركات المتاجرة بالأخشاب الروسية.
وأعلن ميدفيديف أن فصل روسيا عن الانترنت العالمية أمر محتمل مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه لا يرى حتى الآن مؤشرات إلى الرغبة بذلك ومبيناً أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تكون ضمن إجراءات معينة من الجانب الروسي.
في غضون ذلك أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف حسب وكالة «سبوتنيك»، أن الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام قاموا بتغطية الاحتجاجات غير المرخصة أول من أمس الأحد، دون تعرضهم لمضايقات من قوات الأمن.
وقال بيسكوف أمس: «بشكل عام، عمل الصحفيون بشكل جيد للغاية، لقد كانوا يرتدون سترات ولم يعوقهم أحد».
ونُظمت احتجاجات غير مصرح بها في المدن الروسية يومي 23 و31 كانون الثاني الماضي حيث دعا أنصار المدون أليكسي نافالني المواطنين للخروج في مظاهرات.
وحذرت وزارة الداخلية الروسية ومكتب المدعي العام حينها من مسؤولية المنظمين والمشاركين العاديين في الأعمال غير المصرحة، كما قام مكتب النائب العام بحظر الدعوات الموزعة على الإنترنت للحضور إلى مثل هذه الأنشطة.
وفي بروكسل، وخلال موجز صحفي عقد أمس الإثنين، قال بيتر ستانو، المتحدث باسم الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد: «الزيارة ستتم. أما استخدام القوة ضد معارضين سياسيين واعتقال (الناشط المعارض الروسي أليكسي) نافالني، فقد لقي ذلك إدانة الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء والمؤسسات الأوروبية».
وبحسب موقع «روسيا اليوم»، أضاف ستانو «من الأهمية مناقشة هذه الموضوعات مع زملائنا الروس. وهذا ما يشكل سبباً لهذه الزيارة».
والجمعة الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي أن بوريل سيصل العاصمة الروسية موسكو الأسبوع القادم بزيارة هي الأولى من نوعها منذ عام 2017.
وأشارت بروكسل إلى أن أجندة بوريل في موسكو ستشمل «الخطوات الروسية في أوكرانيا ودول الجوار» وأهمية استمرار تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران، والتجاوب العالمي مع جائحة فيروس كورونا وتغيرات المناخ وملفات أخرى، منها خاصة قضية التسميم المزعوم واعتقال الناشط المعارض أليكسي نافالني والمخاوف بشأن «الحريات وحقوق الإنسان الأساسية في روسيا».
بدوره أعرب مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف عن أمل بلاده في تحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وقال تشيجوف لوكالة «سبوتنيك» أمس رداً على سؤال حول إذا كان من الممكن إعادة الدفء للعلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي بعد زيارة رئيس الدبلوماسية الأوروبية بوريل إلى موسكو المقررة في الفترة من الرابع إلى السادس من الشهر الجاري «آمل ذلك ولكني لا أستطيع أن أقول: إن العلاقات في حالة جمود عميق».
وكان الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على روسيا في أعقاب الأزمة الأوكرانية عام 2014 من بينها عقوبات اقتصادية وحظر سفر أشخاص وتجميد أصول شخصيات روسية وذلك في استمرار للسياسات القائمة على الخضوع للقرارات والإملاءات الأميركية التي ما زالت مستمرة في محاولات الهيمنة على المشهد الدولي وهو ما تعارضه روسيا وتصر مقابله على الالتزام بالقوانين والشرعية الدولية.
ويؤكد المسؤولون الروس في تصريحاتهم أن الاتحاد الأوروبي يضحي بمصالحه الجغرافية والإستراتيجية والاقتصادية بتماشيه مع الولايات المتحدة في محاولاتها فرض عقوبات على روسيا.
من جهة أخرى اعتبر ميدفيديف، في تصريحاته أمس، تصرفات الإدارة الأميركية الجديدة حيال تمديد معاهدة ستارت3 «مشجعة» وقال إن «حقيقة أن الإدارة الجديدة للولايات المتحدة قد أظهرت مثل هذه الرغبة في إعادة التفاوض بسرعة على كل شيء وتمديد معاهدة الحد من الأسلحة النووية لمدة خمس سنوات من خلال تبادل الملاحظات هي علامة مشجعة.. إنها جيدة» مؤكداً استعداد بلاده للحوار مع هذه الإدارة شرط عدم وجود إملاءات مسبقة.
وتابع: إنه ربما «تحدث معجزة ذات يوم ويدرك الشركاء الأميركيون أهمية الحوار الإستراتيجي مع روسيا».