المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى طالب السياسيين بدعم مبادرة بري … حزب اللـه يعلن إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية في «بليدا» جنوب لبنان.. والاحتلال يقر
| وكالات
أسقطت المقاومة الإسلامية مسيرة إسرائيلية اخترقت الأجواء اللبنانية في بلدة بليدا جنوب لبنان.
وأعلن «حزب الله» اللبناني، في بيان حسب موقع الميادين أنه تم صباح أمس إسقاط طائرة مسيرة «درون» تابعة للجيش الإسرائيلي بعد أن اخترقت الأجواء اللبنانية في خراج بلدة بليدا جنوب لبنان، مضيفاً إنها «باتت في عهدة مجاهدي المقاومة».
بدوره أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، افيخاي أدرعي أمس سقوط طائرة مسيرة تابعة له داخل الأراضي اللبنانية، وقال إنه «منذ بعض الوقت وخلال نشاط عملاني لقوة من الجيش الإسرائيلي عند الحدود مع لبنان، سقطت محلقة تابعة للجيش في الأراضي اللبنانية»، وأشار إلى أنه «ليس هناك خوف من تسرب معلومات».
سياسياً، أكد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيان، دعمه لـ«مبادرة دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري في تشكيل حكومة اختصاص تحظى بثقة الخارج والداخل غير تابعة إلا لمصلحة لبنان، ونحن نطالب السياسيين بدعم هذه المبادرة حفظاً لوطننا وصوناً لاستقراره وإنقاذاً لاقتصاده ونقده الوطني ورحمة بشعبه المنهك».
وشدد المجلس حسب موقع «لبنان 24» على «ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة إصلاحية إنقاذية من أصحاب الكفاءة والاختصاص تتصدى لمعالجة الأزمات المتراكمة من اقتصادية ومعيشية وتستعيد ثقة المواطن بدولته وتجنب الوطن المزيد من الاحتقان السياسي والانفلات الأمني والتدهور الصحي».
وطالب المجلس السياسيين بـ«وضع مصلحة الوطن وشعبه فوق كل الاعتبارات الحزبية والسياسية بمنأى عن المحاصصة لتكون لنا حكومة مهمة وطنية تعيد لم الشمل الوطني وترسخ الشراكة الوطنية وتفعل دولة المؤسسات والقانون الراعية لكل المواطنين».
يأتي ذلك في حين بات واضحاً أن المبادرة الفرنسية ستعود بانطلاقة جديدة خلال الأيام المقبلة بهدف الوصول إلى تشكيل حكومة لبنانية والبدء بعملية الإنقاذ التي وعد بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في زيارته الأولى بُعيد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي، وذلك حسب موقع «لبنان24».
لكن الأسئلة التي تُطرح على هامش عودة المبادرة، حسب الموقع اللبناني، هي عن مدى تمكّن الفرنسيين من القيام بخروق جدية في الساحة اللبنانية علماً أن كل الرهانات تنحصر اليوم بالدور الفرنسي وبقدرته على تحقيق معجزة سياسية.
ويبدو أن الإدارة الأميركية الجديدة قد أعطت الفرنسيين الضوء الأخضر في العديد من الملفات وتحديداً في الملف اللبناني، الأمر الذي كان متوقعاً مع وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض، على اعتبار أن ثمة قراراً أميركياً بوضع الملف اللبناني جانباً في هذه المرحلة لأنه لا يشكّل أولوية بالنسبة لواشنطن، بالإضافة إلى الرغبة بمراضاة الفرنسيين والأوروبيين عبر منح فرنسا دوراً أساسياً في الملعب اللبناني.
من جهة أخرى، فإن الضوء الأخضر الذي أعطي للفرنسيين وترك لهم هامشاً كبيراً من الحركة السياسية في لبنان ليس من شأنه أن يلغي بعض العوائق التي لا يبدو أن الفرنسيين سيستطيعون تجاوزها بسهولة.
وحسب مصادر مطلعة رفضت بعض الدول الإقليمية وتحديداً دول الخليج حتى اليوم إعطاء الغطاء لأي حكومة يشارك فيها «حزب الله»، ما يعني أن الجانب الفرنسي سيشكّل جناحاً واحداً من التسوية إلا أنه سيكون بحاجة إلى الجناح الإقليمي الآخر الذي لا يبدو متوافراً بعد، حيث إن دول الخليج من جهة غير مستعدة لتسهيل ما تعتبره إعادة سيطرة «حزب الله» على السلطة في لبنان، وإيران من جهة أخرى غير مهتمة بفتح أبواب واسعة للفرنسيين في لبنان، خصوصاً أنها قد تكون في العمق تفضل دوراً تركيا لا فرنسياً.
وفي كل الأحوال فإن العائق الإقليمي يبدو صلباً أمام الفرنسيين وهم يدركون ذلك جيداً وربما جار العمل على كيفية تخطيه.
ووفق المصادر المطلعة، فإن العوائق الداخلية لا تقل أهمية عن المشاكل الإقليمية، إذ إن الرئيس الفرنسي الذي لا يحظى بإجماع إقليمي ودولي حول حركته في لبنان قد يعاني أيضاً عراقيل في إقناع القوى السياسية بالسير بمبادرته التي لم تتضح صورتها بعد، حيث إن إقناع كل من الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري بالتنازل عن شروطهما لا يبدو سهلاً على الإطلاق ولاسيما بعد التصعيد الأخير بين الطرفين.
من هُنا حسب المصادر المطلعة فإن من يظن أن المبادرة الفرنسية ستكون أم الحلول السريعة فهو مخطىء، حيث إنها ستواجه الكثير من العوائق التي سيسعى ماكرون جاهداً لتخطيها من أجل بلوغ مرحلة محاولة الإنقاذ.