الاتحاد الأوروبي يبحث عن طريقة لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي … ظريف: شروط واشنطن لا معنى لها
| وكالات
وصف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، شروط واشنطن للعودة إلى الاتفاق الدولي الذي انسحبت منه، حول البرنامج النووي الإيراني، بأنها لا معنى لها.
وقال ظريف، في مقابلة مع موقع «جمران» الإيراني: إن «الشروط التي وضعها الأميركيون للعودة إلى الاتفاق النووي لا معنى لها»، مضيفاً «على الأميركيين تنفيذ الشروط التي لم يفوا بها، وإذا كان هناك أحد يحق له فرض شروط للعودة إلى الاتفاق النووي فهو نحن».
وأضاف وزير الخارجية الإيراني: «الإدارة الأميركية الحالية لا تحاول فقط الهروب من التاريخ الذي أوجدته الإدارة السابقة دون تكلفة، بل تحاول فعل ذلك على حسابنا، وهم يعلمون أن مثل هذا الأمر غير ممكن».
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد طالب إيران بالعودة للالتزام باتفاقها النووي مع القوى العالمية قبل أن تفعل واشنطن. وقال إنه إذا عادت إيران للالتزام بالاتفاق، فستسعى واشنطن لبناء «اتفاق أطول وأقوى» يتناول مسائل أخرى «صعبة للغاية».
بينما رد مدير مكتب الرئاسة الإيرانية، محمود واعظي، على تصريح وزير الخارجية الأميركي وقال إن بلاده لم تغادر الاتفاق النووي حتى تعود إليه، وأضاف واعظي «لم نغادر الاتفاق لنعود إليه، وسنفي بالتزاماتنا تجاه الاتفاق عندما نتأكد أن أوروبا والولايات المتحدة تفيان بالتزاماتهما»، مضيفاً «لقد تفاوضنا وأغلق ملف التفاوض حول الاتفاق النووي، كان موقفنا من الاتفاق واضحاً منذ البداية، وما زلنا على نفس الموقف».
كما وجه قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، رسالة إلى أميركا، قائلاً: «إننا بلغنا نقطة أصبحنا فيها حقا مستغنين عن الاتفاق النووي، وقد أدركنا أن عدم الحاجة إلى رفع الحظر هو أولى من رفع الحظر».
ومن جانبها جددت وزارة الخارجية الإيرانية أمس مطالبتها الولايات المتحدة باتخاذ إجراء عملي للعودة إلى الاتفاق النووي مشددة من جديد على سلمية برنامجها.
وقال المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زادة حسب وكالة «سانا»: «ننتظر تحركاً أميركياً لرفع الحظر بشكل فاعل» والذي انتهك من خلاله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب معاهدات وقرارات دولية بما في ذلك القرار 2231 المتعلق بالاتفاق النووي».
وأوضح خطيب زادة أن الشعب الإيراني يجب أن يلمس نتائج إيجابية لرفع الحظر لجهة الوصول إلى موارده المالية وتمكنه من بيع نفطه بسهولة وقال «لا يكفي التوقيع على الورق فقط لقد غادروا الاتفاق بتوقيع واحد لكن لا يمكنهم العودة بتوقيع مماثل».
وحول تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد جيك سوليفان ضد إيران والذي زعم بأن إيران حققت تقدماً ملحوظاً في مجال الصواريخ واقتربت من حيازة السلاح النووي أكد خطيب زادة أن طهران «لم ولن تسعى وراء السلاح النووي وما يثبت ذلك عمليات التحقق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتقارير الدورية حول الأنشطة النووية السلمية الإيرانية».
وكان رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف دعا أول من أمس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إثبات التزامها العملي بالاتفاق النووي بدلاً من «وضع الشروط» إن كانت تؤمن حقاً بهذا الاتفاق بينما وصف وزير الخارجية محمد جواد ظريف تصريحات أعضاء الإدارة الأميركية الجديدة بخصوص الاتفاق النووي بأنها «غير منطقية».
إلى ذلك قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس حسب وكالة «رويترز» إن إيران ربما تكون على بعد أسابيع من امتلاك مواد لسلاح نووي إذا واصلت خرق الاتفاق النووي.
وفي السياق قال المتحدث باسم منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بيتر ستانو حسب وكالة «فارس»: إن الاتحاد الأوروبي يبحث عن طريق لعودة أميركا إلى الاتفاق النووي وأضاف إن مشاورات منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هي الخطوة العملية الأولى نحو الحفاظ على الاتفاق النووي.
وأضاف المتحدث بيتر ستانو في إيجاز مع الصحفيين أمس الإثنين: إن «الاتحاد الأوروبي يبحث عن طريقة لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي وأن تعود إيران أيضاً إلى التنفيذ الكامل لهذا الاتفاق».
وفي إشارة إلى الاتصال الهاتفي بين بلينكن وبوريل، أضاف: إنه ستتم متابعة القضية على المستويات المناسبة.
وتحدث بلينكن وبوريل عبر الهاتف يوم الخميس المنصرم، لكن لم يتم الكشف عن تفاصيل محادثتهما.
وقال متحدث باسم منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي: إن الحفاظ على الاتفاق النووي يتطلب أقصى قدر من الدبلوماسية.
وكانت الولايات المتحدة انسحبت في عام 2018 بشكل أحادي الجانب من الاتفاق النووي، بينما عملت طهران تباعاً على خفض التزاماتها بموجب الاتفاق.