قضايا وآراء

الحسكة تنتفض في وجه «قسد» وجرائمها

| ميسون يوسف

مواجهات الحسكة بين الأهالي السوريين العزل المحاصرين وميليشيا «قسد» الانفصالية المدعومة والمحتضنة من الاحتلال الأميركي هي مواجهات كانت منتظرة وهي بدأت الآن تأخذ منحى جديداً قابلاً للتطور والتصعيد إلى مستويات لن يكون بمقدور «قسد» الانفصالية أن تسيطر على الموقف فيها رغم ما ترتكبه من جرائم وموبقات بنفس وحشي لا أخلاقي ولا إنساني.
فمنذ ثلاثة أسابيع على التوالي تفرض «قسد» حصاراً وحشياً إجرامياً على المدينة وتمنع عنها الماء والغذاء والدواء، بعد أن أقفلت مدارسها وضيقت على متاجرها وعطلت الحياة فيها وفرضت على السكان المدنيين العزل فيها أن يختاروا بين العمالة والعمل مع المحتل عبر أداته الانفصالية «قسد» أو الهجرة والرحيل عن المدينة لأن «قسد» المجرمة لا تقبل في مناطق سيطرتها من يعارض مشروعها الانفصالي وهي تعلم أن هذا المشروع الإجرامي لا يحظى بدعم أغلبية شعبية تمكنه من النجاح والاستقرار.
لقد ارتفع مستوى وحشية «قسد» في ارتكابها جرائم ضد الإنسانية بحرمان السكان من الماء والغذاء والدواء والتعليم بعد أن تسربت إلى مسامع هذا التنظيم الإرهابي المجرم أخبار أو إشارات بأن سيدهم الأميركي قد لا يستمر في الإمساك بهم ودعمهم بعد أن عرف أو أدرك بشكل مباشر أو غير مباشر أن مشروعهم فاشل وسبب إخفاقه الرئيسي قائم على رفض السكان له ولذلك ارتدوا على السكان بالحصار الوحشي هذا.
لكن السكان السوريين والمتمسكين بمدينتهم وبيوتهم يسجلون الآن أولى مراحل المواجهة مع هذا التنظيم الانفصالي المجرم، ويخطون الصفحة الأولى بأحرف الاحتجاج والرفض السلمي ويستمرون في احتجاجاتهم السلمية رغم وحشية «قسد» في قمعهم ورغم لجوء «قسد» إلى القوة النارية في مواجهتهم وهم عزل، فإنهم مستمرون، حيث أطلقت جماعة «قسد» الإرهابية النار على حشود المحتجين فقتلت منهم البعض وجرحت آخرين لكن نيرانها لم ترهب السكان الذين يستمرون في الرفض والاحتجاج ويحضرون أنفسهم لدرجات أعلى من المواجهة مع أداة المحتل الأميركي.
على «قسد» المجرمة أن تعلم أن إرهابها لن يبدل خيارات الشعب السوري في الحسكة ولا في القامشلي أو أي مكان آخر من الجغرافيا السورية، وأن الدولة السورية التي عرفت ونجحت في إجهاض المؤامرات عليها خارجية كانت أم بأداة محلية، عازمة على إفشال المشروع الانفصالي الذي تنفذه «قسد» خدمة لسيدها الأميركي المحتل كما أن سورية لن تتخلى عن مواطنيها أينما كانوا وإن غداً لناظره قريب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن