سورية

ميليشيات «قسد» تواصل الحصار.. والأهالي: متابعون حتى كسره … الحسكة تشيّع شهيد الدفاع عن الخبز والغذاء.. والمحافظ خليل لـ«الوطن»: بشهدائنا ننتصر وبهم ستعود سورية إلى ما كانت عليه

| الحسكة - دحام السلطان - المنطقة الشرقية - مراسل الوطن - دمشق- الوطن- وكالات

في موكب مهيب، شيّع أبناء مدينة الحسكة، أمس، جثمان الشهيد محمد عبد اللطيف الرحيل إلى مثواه الأخير، بعد أن قضى برصاص قناصة مسلحي ميليشيات «قسد» أثناء التظاهرة الاحتجاجية السلمية للمطالبة برفع الحصار المفروض على أحياء وسط المدينة، في حين أكد محافظ الحسكة اللواء غسان خليل خلال مراسم التشييع أن الشهداء بهم ننتصر وبهم ستعود سورية إلى ما كانت عليه قبل الحرب الكونية الظالمة التي شُنت عليها.
وانطلقت مراسيم التشييع من المركز الإسعافي في وسط مدينة الحسكة بحضور رسمي وعسكري وجماهيري مهيب.
وفي تصريح لـ«الوطن»، خلال مراسم التشييع، أكد محافظ الحسكة، أن الشهيد البطل «الرحيل» ارتقى دفاعاً عن أهله ومدينته، وعن رغيف الخبز والغذاء والدواء ووقود التدفئة، وهو الذي خرج مع غيره مطالباً بها، نتيجة للحصار الجائر والمفروض من قبل ميليشيات «قسد» وقد استشهد وهو أعزل لينضم إلى قافلة الشهداء في محافظة الحسكة وبقية المحافظات الذين بهم ننتصر وبهم ستعود سورية إلى ما كانت عليه قبل الحرب الكونية الظالمة التي شُنت عليها.
بدوره أوضح والد الشهيد، أن أبناء سورية كلهم أولاده، وقال: «كلنا مشاريع شهادة وسنفتدي تراب الوطن بأرواحنا ودمائنا ليبقى عزيزاً مصاناً من كل عدوان آثم يريد النيل من هويتنا الوطنية.
وأول من أمس أطلقت ميليشيات «قسد» الرصاص الحي بشكل مباشر على المحتجين في مدينة الحسكة الذين خرجوا للمطالبة بفك الحصار عن أحياء وسط المدينة، ما أدى لاستشهاد الرحيل وإصابة أربعة آخرين في انتهاك واضح لحقوق الإنسان وكل المواثيق والأعراف الدولية.
بدورها ذكرت، وكالة «سانا»، أن مجموعات مسلحة من ميليشيات «قسد» شنت حملة مداهمات بعد أن أقامت حواجز على محيط وداخل مركز مدينة الحسكة في المنطقة الممتدة من مشفى الحكمة حتى مشفى شابو وصولاً إلى حديقة القدس وأقدمت على اختطاف عدد من المدنيين واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
ولفتت إلى أن الميليشيات استقدمت تعزيزات إضافية من مسلحيها وفرضت طوقاً حول حي خشمان شمال مدينة الحسكة خلال تشييع الشهيد الرحيل.
وفي القامشلي ومع اتساع حالة الغضب لدى الأهالي جراء ممارسات ميليشيات «قسد» الإجرامية، أفادت «سانا»، بأن الميليشيات أغلقت الشوارع العامة ومداخل الحارات في المدينة ونشرت عدداً كبيراً من مسلحي ما يسمى «الأسايش» في المنطقة.
جاء ذلك في وقت، واصلت ميليشيات «قسد» حصارها لأحياء وسط مدينة الحسكة وحيي طي وحلكو في مدينة القامشلي لليوم العشرين على التوالي، حيث صعّد مسلحو الميليشيات من عمليات التضييق على السكان من خلال التشدد بمنع دخول السيارات والدراجات النارية وإجبار المدنيين وبينهم النساء وكبار السن والمرضى على المشي سيراً لمسافات تصل إلى 10 كم للوصول إلى المشافي والعيادات الطبية والمتاجر ومؤسسات الدولة السورية في مركز مدينة الحسكة.
وندد الأهالي في مدينة الحسكة بجريمة ميليشيات «قسد» بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين العزل في الحسكة، مؤكدين استعدادهم للاستمرار بالخروج بالاحتجاجات الشعبية السلمية حتى كسر الحصار.
بدوره اعتبر الشيخ ميزر المسلط أحد شيوخ قبيلة الجبور ورئيس مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية في محافظة الحسكة في تصريح لـ«الوطن»، أن الحصار الجائر الذي تفرضه ميليشيات «قسد» بالمشاركة مع الاحتلال الأميركي على المدنيين في مدينتي الحسكة والقامشلي جريمة حرب موصوفة.
وشدد المسلط على إيمان مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية في الحسكة، بأن الحل للمشاكل التي تواجه منطقة الجزيرة هو عبر الحوار، دون التخلي عن الاستعداد لمواجهة المحتل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن