الحصار دخل يومه العشرين وميليشيات «قسد» تصعّد عمليات التضييق على السكان … الحسكة تشيّع شهيدها.. والمحافظ خليل لـ«الوطن»: ارتقى دفاعاً عن رغيف الخبز
| الحسكة - دحام السلطان
شيّع أبناء مدينة الحسكة، أمس، جثمان الشهيد محمد عبد اللطيف الرحيل إلى مثواه الأخير، بعد أن قضى برصاص قناصة مسلحي ميليشيات «قسد» أثناء التظاهرة الاحتجاجية السلمية للمطالبة برفع الحصار المفروض على أحياء وسط المدينة.
وانطلقت مراسيم التشييع من المركز الإسعافي في مدينة الحسكة بحضور رسمي وعسكري وجماهيري مهيب، وفي تصريح لـ«الوطن»، خلال مراسم التشييع، أكد محافظ الحسكة اللواء غسان خليل، أن الشهيد البطل الرحيل ارتقى دفاعاً عن أهله ومدينته، وعن رغيف الخبز والغذاء والدواء ووقود التدفئة، وهو الذي خرج مع غيره مطالباً به، نتيجة للحصار الجائر والمفروض من قبل ميليشيات «قسد»، واستشهد وهو أعزل لينضم إلى قافلة الشهداء في محافظة الحسكة وبقية المحافظات الذين بهم ننتصر وبهم ستعود سورية إلى ما كانت عليه قبل الحرب الكونية الظالمة التي شُنت عليها.
بدوره أوضح والد الشهيد، أن أبناء سورية كلهم أولاده، وقال: «كلنا مشاريع شهادة وسنفتدي تراب الوطن بأرواحنا ودمائنا ليبقى عزيزاً مصاناً من كل عدوان آثم يريد النيل من هويتنا الوطنية».
ومع اتساع حالة الغضب لدى الأهالي جراء ممارسات ميليشيات «قسد» الإجرامية أفادت «سانا»، بأن الميليشيات أغلقت الشوارع العامة ومداخل الحارات في مدينة القامشلي، ونشرت عدداً كبيراً من مسلحي ما يسمى «الأسايش» في المنطقة.
جاء ذلك في وقت، واصلت فيه ميليشيات «قسد» حصارها لأحياء وسط مدينة الحسكة، حيث صعّد مسلحو الميليشيات من عمليات التضييق على السكان من خلال التشدد بمنع دخول السيارات والدراجات النارية وإجبار المدنيين وبينهم نساء وكبار سن ومرضى على المشي سيراً لمسافات تصل إلى 10 كم للوصول إلى المشافي والعيادات الطبية والمتاجر ومؤسسات الدولة السورية في مركز مدينة الحسكة.
وندد الأهالي في مدينة الحسكة بجريمة ميليشيات «قسد» بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين العزل في الحسكة، مؤكدين استعدادهم للاستمرار بالخروج بالاحتجاجات الشعبية السلمية حتى كسر الحصار.
بدوره اعتبر الشيخ ميزر المسلط أحد شيوخ قبيلة الجبور ورئيس مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية في محافظة الحسكة في تصريح لـ«الوطن»، أن الحصار الجائر الذي تفرضه ميليشيات «قسد» بالمشاركة مع الاحتلال الأميركي على المدنيين في مدينتي الحسكة والقامشلي جريمة حرب موصوفة.
وشدّد المسلط على إيمان مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية في الحسكة، بأن الحل للمشاكل التي تواجه منطقة الجزيرة هو عبر الحوار، دون التخلي والاستعداد لمواجهة المحتل.