بعد أن اتضحت أهمية تسمية الجهاز الفني للمنتخب الوطني قبل فترة ليست طويلة حيث سيعمل المدرب الفني الجديد نبيل معلول على إيجاد أسلوب لعب مناسب يمكن من خلاله خوض المباريات التجريبية للمنتخب الوطني ودعوة اللاعبين وفق ما وصفه الجهاز الفني من تكتيك أو أسلوب لعب وعلى ضوء ذلك سيتم استدعاء اللاعبين الذين يجد فيهم القدرة الكافية.
قبل بداية التصفيات كانت هناك شكوك حول الأداء والتركيز العام والتفاهم والانسجام بين اللاعبين لكن فوز المنتخب بجميع المباريات بقيادة مدربنا الوطني فجر إبراهيم جعلنا نتخطى هذه المشاكل، ما جعل الانتقال إلى الدور الثاني من كأس العالم والتأهل إلى أمم آسيا في الجيب.
بالحديث عن الجانب الفني نرى أن معلول أدخل في وسط الملعب على المنظومة العثمانين محمد عثمان وإياز عثمان وكذلك لاعب الطرف شادي الحموي إلى جانب كل من المرمور وكامل حميشه ليصبح الشكل «1-4-1-4» في المباريات التجريبية للمنتخب الوطني مع أوزبكستان والأردن وهي امتداد لحقبة المدرب فجر إبراهيم من حيث الشكل، بمعنى أن المنتخب لعب بنفس الطريقة على مستوى الخطوط ولكن مع اختلاف بعض العناصر واللعب كان مباشراً باستخدام الكرات القصيرة بدلاً من الطويلة.
الاعتماد على الوسط لإيصال الكرات يحتاج إلى جودة أفضل من الموجود بشكل كبير فكان من المهم أن نمتلك ثنائي ارتكاز في عمق الملعب.
دفاعياً ما زال معلول يحتاج إلى إعطاء التعليمات أكثر مع لاعبي المنظومة الدفاعية وذلك بسبب فقدانهم التركيز، وهذا نتيجة إما قلة التركيز وإما تركيزهم الزائد عن الحد مع جزء من الملعب المتواجد فيه الكرة، الدفاع السوري غاب عنه التنظيم بشكل واضح وخصوصاً طبيعة الأدوار بين قلبي الدفاع ولم يكن كافياً على مدى التسعين دقيقة.
حتى وإن أراد معلول الاعتماد على السومة كرأس حربة وحيد في المقدمة في ظل أي تكتل دفاعي ويترك لاعبي الأطراف كمحمود المواس أو المرمور أو البديل ورد السلامة على الأطراف وليس لديهم ميزة القوة البدنية واجتياز واحد ضد واحد فيخسروا ميزاتهم، ولكن التنظيم الهجومي ولاسيما في الثلث الهجومي كان غائباً وبحاجة إلى معالجات ممكنة جداً، لا خلاف على قيمة المرمور وحركته الدائمة من خلال نظام لعب «1-4-1-4» وهو أفضل من يمرر الكرات المفتاحية التي تضع المهاجم أمام الهدف لتسديد وتفعيل المرتدات والذي يجيد اللعب في طرفي الملعب وخلف المهاجمين بكفاءة عالية، لكن يبقى افتقار المنتخب للحل السحري من خط الوسط مشكلة كبيرة تواجه المنتخب.
هناك أمور سلبية كثيرة حدثت أثناء المباريات التجريبية ولم تكن هناك قيمة مضافة في طريقة لعب المنتخب ولاسيما على مستوى الابتكار والخروج بالكرة الذي لم يكن يحتوي على ذكاء كبير في التمرير والتحرك لصنع آلية متجانسة أكثر بين اللاعبين.
إذا أردنا التأهل إلى كأس العالم المقبل علينا منذ الآن احترام المنافس الذي يمنحك القدرة الكبيرة في التحدي والثقة العالية على التباري معه والكلام موجه إلى لجنة المنتخبات أو اللجنة الفنية المعنية بتفاصيل كهذه.
نتمنى أن تتغير الصورة للمنتخب السوري في قادم الأيام وأن يستطيع أن يدرك أخطاءه ويعمل على معالجتها.