عربي ودولي

موسكو اعتبرت قضيته مسرحية.. وحضور دبلوماسيين أجانب محاكمته تدخّل في شؤونها الداخلية … القضاء الروسي يحكم بسجن المعارض نافالني

| وكالات

حكم القضاء الروسي أمس على المعارض أليكسي نافالني بالسجن 3.5 سنوات مع النفاذ، بينما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن لدى موسكو أسباباً جدية لاعتبار «قضية» نافالني مسرحية، وذلك في وقت وصفت فيه الخارجية الروسية حضور دبلوماسيين أجانب محاكمة نافالني تدخلاً في الشؤون الداخلية لروسيا.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، جاء الحكم بناء على طلب تقدمت به الهيئة الفيدرالية الروسية لتنفيذ العقوبات، بعد أن أكدت أن نافالني «خالف مرارا وبشكل ممنهج» شروط الحكم مع وقف التنفيذ، حتى قبل نقله إلى المستشفى في ألمانيا الصيف الماضي، دون تقديم أي أعذار مقنعة.
وذكرت ممثلة عن الهيئة لتنفيذ العقوبات أن نافالني أخل بالنظام العام نحو 60 مرة منذ صدور الحكم مع وقف التنفيذ بحقه قبل نحو 6 سنوات.
وطلبت الهيئة باستبدال الحكم مع وقف التنفيذ إلى السجن 3,5 سنوات مع النفاذ، إضافة إلى تغريم نافالني بمبلغ 500 ألف روبل، أي نحو6,6 آلاف دولار.
وفي وقت سابق أمس، قال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته السويدية إن لينديه، التي وصلت إلى موسكو بصفتها رئيسة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا: «عندما يوجه أحدهم اتهاماً لك فعليه إثبات ذنبك، أما إذا قال: لن أفصح لكم عن أي شيء لأنه سر، أو لأن المريض ذاته لم يسمح لنا بفعل ذلك، فلدينا ما يكفي من الأسباب لاعتبار ذلك مسرحية».
وأضاف الوزير حسب موقع «روسيا اليوم»: إن موسكو تنتظر من السلطات السويدية أيضاً «شفافية ونزاهة» في تقديم معلومات حول نافالني لروسيا.
ومنذ آب الماضي، تطلب موسكو من الجانب الألماني تسليمها نتائج تحاليل نافالني التي أجريت له في مستشفى «شاريتيه» ببرلين، حيث تلقى العلاج بعد وعكة صحية حادة أصيب بها على متن رحلة داخلية في روسيا في 20 آب.
وزعمت السلطات الألمانية لاحقا بأن نافالني تعرض للتسميم بمادة «نوفيتشوك» في روسيا، رغم تأكيد المستشفى الروسي الذي عولج فيه قبل نقله إلى ألمانيا بناء على طلب عائلته، أنه لم يتعرض لأي تسميم وأن تحاليله كانت سليمة.
وبدأت في موسكو أمس محاكمة نافالني الذي تم اعتقاله في 17 كانون الثاني فور عودته من ألمانيا، وذلك بعد توجيه إدارة السجون الروسية اتهاماً إليه بانتهاكه قيود حكم السجن مع وقف التنفيذ صادر ضده في قضية احتيال.
في السياق وصفت الخارجية الروسية حضور دبلوماسيين أجانب محاكمة المعارض أليكسي نافالني في موسكو اليوم الثلاثاء بأنه تدخل في الشأن الداخلي الروسي، و«فضح الغرب لذاته في مساعيه لردع روسيا».
جاء ذلك في تعليق للمتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على أنباء عن وصول نحو 20 ممثلاً عن سفارات دول غربية إلى مقر المحكمة حيث تجري جلسة محاكمة نافالني.
ورصدت الكاميرات قرب مبنى المحكمة سيارات تابعة لسفارات الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا والدنمارك ولاتفيا وليتوانيا واستونيا وألمانيا والنمسا والتشيك واليابان وفنلندا والنرويج وبلغاريا.
وكتبت زاخاروفا عبر «فيسبوك» أن «الدبلوماسيين عادة يقدمون دعماً لمواطنيهم في المحاكم الأجنبية، وحتى لو اعتبر الغربيون نافالني «واحداً من أهلهم»، فهو مواطن روسي، وذلك ليس مجرد تدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة، بل إنه فضح ذاتي للدور القبيح وغير القانوني الذي يلعبه الغرب في محاولاته لاحتواء روسيا».
كما تساءلت زاخاروفا عما إذا كان ذلك ربما «محاولة للضغط النفسي على القاضي»، مضيفة: إنها لا تستبعد أن يكون الغربيون تعتريهم مخاوف قوية من مصير ملايين الدولارات «التي ضخوها لتغذية النشاطات المخالفة للقانون في روسيا».
بدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: إنه لا يجوز للدبلوماسيين الذين حضروا محاكمة نافالني، «تجاوز إطار اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، وبالطبع لا يجوز للدبلوماسيين بأي حال من الأحوال التدخل في الشؤون الداخلية لروسيا، وحتماً لا يجوز لهم القيام بأي تصرف يمكن تفسيره كمحاولة للضغط على القضاء المستقل».
وأضاف بيسكوف: إن موسكو ليست مستعدة للاستماع، أو أن تأخذ بالحسبان التصريحات التوجيهية من الخارج، بشأن الوضع مع نافالني.
من جانبها، قالت السفارة البريطانية في موسكو لوكالة «نوفوستي» رداً على طلب التعليق: إن حضور الدبلوماسيين محاكمة نافالني «ليس خروجاً عن الممارسات الدبلوماسية التقليدية».
من جانب آخر قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن روسيا مستعدة لإعادة النظر بشكل بناء، في قرار الانسحاب من معاهدة «السماء المفتوحة»، عندما تعود واشنطن للتنفيذ الكامل للوثيقة.
وأضاف لافروف، في مؤتمر صحفي في ختام مباحثاته مع وزيرة الخارجية السويدية أنا لينديه: «إذا عادت الولايات المتحدة بشكل كامل إلى تنفيذ معايير هذه المعاهدة، فيمكنني القول: إن روسيا ستكون مستعدة للنظر في هذا الوضع الجديد بشكل بناء».
ونوه لافروف، بأن كل التساؤلات التي تظهر لدى المشاركين في المعاهدة، يمكن ويجب مناقشتها والنظر فيها في اللجنة الاستشارية لمعاهدة «السماء المفتوحة»، وأشار إلى أن هذه الهيئة (اللجنة) تشكلت بهدف خدمة هذه المعاهدة.
وأكد الوزير، أن روسيا لم تباشر بعد بعملية الخروج من المعاهدة، وقال: «لقد ذكرتم أننا بدأنا بالفعل في عملية الانسحاب، وهذا ليس صحيحاً تماماً. قمنا بالإعلان أننا اتخذنا مثل هذا القرار، لكن عملية الانسحاب ستبدأ منذ لحظة تقديمنا الإخطار الرسمي بذلك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن