شكّلت والفنان ريمون يزبك ثنائيّاً ناجحاً نال محبّة الناس…تانيا ماريّا صقّال للوطن: تجاوزنا الظروف التي يعاني منها وطننا وقدّمنا رسالة حداثيّة وعصريّة
عامر فؤاد عامر
منحتنا سورية دائماً أصواتاً جميلة في عالم الغناء، ولاسيما الأصوات النسائيّة المتفردة، والقادرة على إثبات نفسها، وتميّزها بالمقارنة مع الأصوات النسائيّة في العالم العربي، والمنطقة بالمجمل، وما زال هذا الطابع موجوداً بقوّة إلى يومنا هذا، ومن بين هذه الأصوات الشابة واللافتة للانتباه، صوت الفنانة «تانيا ماريّا صقّال» التي سُلطت الأضواء عليها مؤخراً، من خلال مشاركتها في برنامج (x factor)، مع الفنان «ريمون يزبك»، في فرقة (voice band)، إلا أن بداية «تانيا ماريّا» كانت قبل ذلك بكثير، ومن خلال حوارنا معها في صحيفة الوطن كانت لنا هذه التصريحات.
البدايات مع حلب
تلمّسَت «تانيا ماريّا» طريقها الفني، في عمرٍ مبكر، ودخلت هذا الطريق بتشجيعٍ من أهلها، وعن تلك المرحلة التأسيسيّة تقول: «البدايات الأولى التي جعلتني أتفهم أن حياتي ارتبطت بالطريق الفني؛ جاءت بعمر خمس السنوات، فقد انتبه الأهل لترتيلاتي في الكنيسة وتعلقي بأدائها، وشجّعوني أكثر، من خلال مشاركتي في كورال كنسي في مدينة حلب، والتسجيل في كورال فني آخر للتدريب واعتياد الغناء، ولدى بلوغي سن الثامنة من العمر؛ دخلت معهداً لتعليم الغناء والموسيقا في حلب أيضاً، ومكثتُ فيه مدّة سبع سنوات، وفيه درست «الصولفيج» والعزف على آلة «البيانو»، ولكن التمرن على الغناء في حلب لم يأخذ من وقتي الكثير كلّ تلك المدّة، ، فقد كنت اهتممت بتعلّم الموسيقا والعزف أكثر من الغناء».
الغناء مع دمشق
ربطت الفنانة «تانيا ماريّا صقّال» بدايتها في الغناء مع قدومها إلى دمشق، فكان لها تجربة أحبّتها كثيراً، جعلتها أكثر رغبة في الغناء المنفرد، على الرغم من ارتباطها مع فرقة وليدة، وعن هذه المرحلة تحدّثت إلينا: «في العام 2009 انتقلت إلى مدينة دمشق؛ وهذه المرحلة ارتبطت باهتمامي بموضوع الغناء أكثر من المرحلة السابقة في حلب، كما ذكرت، وقمت بتجربة غنائيّة أحببتها كثيراً، مع فرقة تمّ تأسيسها في ذلك الحين واسمها (voice band)، وكانت مؤلفة من ثلاثة شبان وفتاتين، وكنّا نغني بالعربيّة وثمة أغانٍ بلغات أجنبية، وكنت مع هذه الفرقة أؤدي أغاني منفردة، وأخرى مشتركة مع أعضاء الفرقة، لكن بعدها عاودت السفر إلى مدينة حلب من جديد، وذلك لظروف أعضاء الفرقة الذين سافر كلّ منهم في اتجاه بحثاً عن مستقبله، وهناك في حلب بقي في البال رغبة متابعة مشروع الغناء والفرقة، فكان أن انضممت إلى فرقة صغيرة هناك، فغنيت معهم، وشاركت في عدّة حفلات فنيّة، وفي نفس الوقت بقيت على تواصلي مع دمشق في زياراتٍ بسبب المشاركة في حفلاتٍ تتمّ دعوتي إليها، وهكذا كنت موجودة بين حلب ودمشق».
تجربة الاغتراب
تتابع الفنانة «تانيا ماريّا صقّال» حديثها عن التجربة الغنائيّة، فهناك فترة أمضتها في الأردن، كتهيئة وتدريب للانتقال إلى لبنان، وعن هذه المرحلة تضيف: «استمرت الحفلات بين دمشق وحلب، إلى أن سافرت إلى الأردن، والتي أعدّها تجربة مهمّة في حياتي، فقد كانت مع بداية العام 2013، واستمرت إلى نهاية العام 2014، والغربة قوّتني بقسوتها، وجعلتني أكثر اعتماداً على نفسي، ولاسيما أنني بعيدة عن الأهل، وقد تعلّمت فيها أيضاً أن كلّ منطقة لها طبيعة خاصّة، في حبّ الغناء، والموسيقا، والتراث المختلف، والمتشابه في الوقت نفسه، واعتقد أن التجربة في الأردن أعطتني الخبرة في الصوت، وفي التحرّك على المسرح والتعامل معه، فكانت من أهم التجارب في حياتي، وأصبح لدي معجبون في الأردن، ويسألون عني ويبحثون عن أخباري دائماً، واعتقد أن وجودي في الأردن كان مرحلة تحضيريّة للانتقال إلى لبنان، والمشاركة في برنامج المسابقات (x factor)».
رحلة «إكس فاكتور»
في برنامج «أكس فاكتور» كان للفنانة «تانيا ماريّا صقّال» ظهورها المميّز والجميل، فهي تتقن الغناء الغربي ومزجه باللغة العربيّة، وعن هذه المشاركة ودوافع الرغبة في القيام بمثل هذه الخطوة تذكر «تانيا ماريّا»: «المشاركة في البرنامج جاءت؛ بسبب أنه البرنامج الوحيد من بين كلّ برامج المواهب والمسابقات، الذي يمنح الفرصة للفرق الغنائيّة بالظهور، والمنافسة، وقد أحببت مع شريكي في الفرقة «ريمون يزبك» إظهار رسالة فنيّة، نتميّز فيها عن المشاركين الآخرين في هذا البرنامج، على الرغم من كلّ الظروف التي يعاني منها وطننا سورية، فقررنا أن نقدّم هذه الرسالة بطريقة فيها حداثة وعصريّة، ومن دون الابتعاد عن أصالتنا في الوقت نفسه، فهناك خطّ خلاّق في الفنّ السوري، يمكن أن يقرّب الآخر منّا، ومن خلاله يمكن أن نتوصل للغة من التفاهم والمحبّة تجمعنا معهم، ونعبّر عن أنفسنا بطريقة راقية، وأعتقد أن سورية هي مهد الحالة الفنيّة وانطلاقها، وأيضاً من خلال هذه المشاركة أحببت أن أقول مع «ريمون يزبك» إنّنا كسوريين موجودون ومقاومون في هذه الحياة، ويجب أن نعبّر عن الوطن الكريم بالصورة التي يستحقها».
تعليق مختصر
ولدى سؤالنا عن الصعوبات والعقبات التي واجهتها «تانيا ماريّا» في البرنامج والمشاركة به، كان جوابها: «لا صعوبات في البرنامج، فكلّ شيء سلس، والقائمون على البرنامج والمنسقون فيه كانوا إيجابيين معنا جداً، وبالنسبة لاختيار الأغاني كنت أقترح مع «ريمون يزبك» عدّة أغانٍ أمام اللجنة، وهي تتفق على واحدة منها، نجري التدريبات عليها، لنؤديها على المسرح بعد مدّةٍ أمامهم، أمّا عن موضوع المنافسة مع المشاركين، فهي تجربة جميلة فيها الكثير من الحماس والرهبة، وهناك أصوات كثيرة تستحق التقدير والاهتمام، وأتمنى عليهم التوفيق في حياتهم وانطلاقتهم الفنيّة».
مع «ريمون يزبك»
في إطار المشاركة كفرقة تجمعها مع الفنان «ريمون يزبك» والاستمرار في الطريقة نفسها، التي قدما نفسيهما للجمهور عبر برنامج المسابقات «أكس فاكتور» كان لـ«تانيا ماريّا صقّال» تعليقها: «لا أنظر كثيراً للمسألة من حيث الاستمراريّة معاً، لكنّنا متفقان بأنّه لا يمكن لأحدنا أن يقف في طريق الآخر، أمّا في أعمالنا المشتركة فنحن نكمل بعضنا البعض، واعتقد أنّنا شكّلنا ثنائيّاً ناجحاً، وقدّمنا شيئاً نال محبّة الناس، بدليل تشجّيعهم الدائم لنا، عموماً التجربة في هذا البرنامج أضافت لي خبرة جديدة، ففيها تعرفت إلى أناس جدد في الوسط الفني، وتعرفت إلى أنماط جديدة من الموسيقا، والغناء، ومنها الغناء الشعبي الخاصّ بالمغرب، والجزائر، وتونس، فرأيت تكنيكهم وكيفيّة أدائهم للغناء، والتعامل مع موسيقاهم الخاصّة».
آخر النشاطات
في سؤالنا الأخير كان لا بدّ من معرفة آخر نشاطات الفنانة «تانيا ماريّا صقّال» وعنه أضافت: «وجدت اهتماماً من الوسط الفني والإعلامي في سورية بعد مشاركتي في برنامج «أكس فاكتور» فهناك محبّة دائمة وتشجيع من الجميع، فكان أن تمّت دعوتي للكثير من البرامج التلفزيونيّة والإذاعيّة، وما زالت جولة النشاطات هذه مستمرة، وأودّ أن أشكر الجميع على حفاوتهم ومحبّتهم أينما حللت، وأيضاً شاركت في حفل تكريم شهداء الفنّ مع الأستاذ طاهر مامللي وفرقة «نينار»، وأودّ أن أشكره لاهتمامه وسعيه الدائم في توجيهي فنيّاً، ولدي حالياً عدّة مشاريع أهمها التحضير لأغنيّة خاصّة، سأسعى لإطلاقها ريثما أنتهي من تسجيلها».