محافظ إدلب لـ«الوطن»: محاولات النظام التركي تتريك المناطق التي يحتلها في شمال سورية مصيرها الفشل … عشائر من الجزيرة السورية تدعو أبناءها للانشقاق عن ميليشيات «قسد» ومواجهتها بالسلاح
| الوطن
خطت أنقرة خطوة تركية جديدة في المناطق التي تحتلها شمال وشمال شرق حلب، وأصدرت أوامر شخصية من رأس النظام رجب طيب أردوغان وبتوقيعه تقضي بافتتاح كلية للطب ومعهد عالٍ للعلوم الصحية في بلدة الراعي الحدودية بريف حلب الشمالي الشرقي، يتبعان لجامعة العلوم الصحية التركية بإسطنبول، في محاولة منها لتغيير ملامح المنطقة.
وعلى المقلب الآخر في شمال شرق البلاد، أكدت عشائر في الجزيرة السورية ببيان أصدرته أمس، أن المنطقة لن تكون لغير السوريين، داعية لاستنهاض الهمم والانشقاق عن الميليشيات والعمل لطرد الاحتلالين الأميركي والتركي.
محافظ إدلب، محمد نتوف، في تصريح لـ«الوطن»، أمس، أكد أن محاولات النظام التركي لتتريك المناطق التي يحتلها في شمال سورية وتعويم فكر تنظيم «الإخوان المسلمين» مصيرها الفشل، موضحاً أن أكبر دليل على ذلك تواصلهم مع أقاربهم في الريف المحرر وشوقهم لتقديم امتحاناتهم ومتابعة تحصليهم العلمي وفق مناهج وزارة التربية والتعليم في جامعات القطر.
عضو مجلس محلي فضّل عدم كشف اسمه في بلدة الراعي، التي غيّر الاحتلال التركي اسمها إلى «جوبان باي»، بيّن من جهته لـ«الوطن»، أن سياسة أردوغان تركز على السيطرة على قطاعات الوقف الديني والتربية والتعليم العالي والصحة في المناطق التي احتلتها تركيا بمساعدة مرتزقتها في آب 2016 بريف حلب الشمالي الشرقي من خلال ما يسمى عملية «درع الفرات»، وفي ريف المحافظة الشمالي في نيسان 2018 عبر ما يسمى عملية «غصن الزيتون»، بالتزامن مع تطبيق سياسة التتريك ابتداء من أسماء القرى والبلدات المحتلة وانتهاء بجميع مناحي الحياة.
وبيّن، أن النظام التركي يعمل على ربط الشباب، ممن لم يلتحقوا بميليشياته العاملة في المناطق المحتلة وفي مناطق الحروب التي يتدخل فيها حول العالم، بالجامعات التركية وبثقافة العثمانيين الجدد التي رسخها من خلال نشر الوقف العثماني وإنشاء المدارس الدينية إلى جانب المدارس التعليمية، والمشافي والمخافر وحتى السجون.
التطورات القادمة من حلب وريفها، تأتي في وقت عادت فيه التحركات العشائرية لمنطقة الجزيرة، حيث أصدر عدد من العشائر العربية أمس، بياناً مشتركاً تلقت «الوطن» نسخة منه، دعوا فيه إلى الانشقاق عن ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، وحمل السلاح لمواجهتها ولجمها ووقف أعمالها غير الإنسانية بحق الأهالي في مناطق سيطرتها.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح شيخ عشيرة شمر والبوليل أحمد الشمري، أن الغاية من البيان هو توجيه رسالة لكل أسرة في سورية وخارجها لها ابن يعمل في «قسد» ويعمل تحت الإمرة الأميركية أن ينشق وينضم للجيش العربي السوري.
من جهته، اعتبر شيخ قبيلة العبيد في سورية والخليج حمود السالم العبيدي، أن هذا التحرك هو واجب هذه العشائر تجاه بلدها، والتي عليها الوقوف تحت راية العلم السوري.