رياضة

على الطريق الآسيوي.. منتخب سورية لكرة السلة يرفع سقف الطموحات … الشارع الرياضي يتطلع بشغف للنافذة الثالثة

| مالك حمود

لدى تكريمه لمنتخب سورية بعد فوزه التاريخي على نظيره الإيراني (بطل آسيا) قالها رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا بالمختصر المفيد: الفوز على إيران جعلنا نرفع سقف الطموحات، ونحلم بوجود السلة السورية على المنصات الآسيوية.
فهل هذا ممكن، وهل يمكن لمنتخب سورية تقديم ما هو أفضل وأجمل مما قدمه في النافذة الثانية؟
وهل بمقدور سورية مواصلة رحلة النجاح والفوز على منتخبي السعودية وقطر في النافذة الثالثة المقررة في النصف الثاني من شباط الحالي بالدوحة أيضاً؟ تساؤلات عديدة ومهمة ومشروعة نطرحها على أسرة السلة السورية ومنتخبها من خلال زيارة ميدانية إلى معسكر المنتخب في صالة الفيحاء بدمشق قبل سفره يوم الأربعاء إلى قطر.

الأميركي جوزيف ساليرنو «مدرب منتخب سورية»

المنتخب تغير كثيراً بالنسبة لي فالمعرفة المتبادلة بيني وبين اللاعبين باتت أكبر، واللاعبون صاروا أكثر مقدرة على معرفة ما أريد منهم، والتوقع لما أقصده منهم، ولذلك فالأمور تبدو جيدة وأفضل من قبل، اللاعبون اليوم باتوا أكثر انسجاماً مع أفكاري ومقدرة على تنفيذ ما أريد، وبالتالي فقد هضموا التكتيك المطلوب وأصبحوا ينفذونه بحماس وتفاعل ودقة، سواء في الجانب الهجومي أم الدفاعي، ويضيف (ساليرنو):

اليوم نحن نعمل على مسارين، الأول بهدف التأهل إلى النهائيات الآسيوية المقررة في آب المقبل، والثاني تصغير عمر المنتخب من خلال رفده بالمواهب الشابة حتى لو لم يكن لها دور في المرحلة الحالية، وعلينا التفكير بمستقبل السلة السورية، والمطلوب من المدربين السوريين أن يدركوا بأن اللاعب السوري قادر على فعل الكثير، خصوصاً مع التطور الحاصل على اللعبة في السنوات العشر الأخيرة، وهذا سينعكس على مستوى اللاعب السوري، مع الإشارة إلى أنني التقيت بعدد من المدربين السوريين الجيدين ولمست لديهم الفكر الحديث والرغبة في التطوير، وهذا ما حرصت على إيصاله إليهم وهي المتغيرات الحاصلة على كرة السلة في السنوات الأخيرة والانسجام معها وتطبيقها على المستوى المحلي، وبالنهاية فالفوز على السعودية وقطر يتحقق عندما نلعب كرة سلة متطورة وبمستوى عال، فالمنتخبان لديهما الإمكانات والقدرات، وعلينا أن نكون أفضل منهما بأرض الملعب، وذلك ليس ببعيد.

طريف قوطرش «مدير المنتخب»

تحضيرات المنتخب بدأت بتاريخ 24 كانون الأول الماضي من خلال المعسكر المركزي المقام في دمشق، وتنتظرنا مباراتان مهمتان وحاسمتان، وفوزنا على المنتخب الإيراني بطل آسيا رفع سقف طموحاتنا، وضاعف مسؤولياتنا، ليغدو عملنا بوتيرة أعلى، وحاليا التحضير يتم من خلال معسكر دمشق، والمرحلة التحضيرية الثانية ستكون في الدوحة من خلال معسكر خارجي سريع يسبق المباراتين، وعن جديد المنتخب السوري في هذه النافذة يقول الكابتن طريف: الاختلاف كبير بلا شك بين المنتخب الذي لعب في النافذة الثانية، والمنتخب الذي سيلعب في النافذة الثالثة، على اعتبار أن اللاعبين كانوا يتمرنون مع أنديتهم، حيث الاختلاف في الفكر والفلسفة، ما يزيد المصاعب لكن المهم في المسألة أن عودة اللاعبين كانت سريعة، وبالتالي يسهل عملية إعادتهم إلى الأجواء الفنية للمنتخب، ولذلك فإن وضعنا الحالي أفضل من وضعنا بمعسكر كازان في بدايته، وهناك تغيرات في بنية الفريق الذي سينضم إليه في الدوحة 4 لاعبين محترفين من خارج القطر، والأميركي جورج كيل (تري) واحد منهم والبقية محترفون من أصول سورية، وبذلك نكون قد أسسنا لتشكيل منتخب قوي، وقد حاولنا تأمين مباريات تحضيرية قوية لكن الظروف خذلتنا، بدءاً من تأجيل البطولة العربية التي كانت مقررة في الإمارات وكنا نعول عليها كثيراً، لكن مشكلة كورونا تتحكم بالعالم بأسره، وبعدها عملنا على تنظيم دورة خماسية دولية احتفالا بافتتاح صالة الفيحاء المتجددة، لكن للأسف جاء الاعتذار من (مصر– لبنان– الأردن – العراق) وبصراحة فقد كان التخطيط للفوز ودياً على الأردن ولبنان، لأهمية انعكاس ذلك على الروح الفنية والمعنوية ولكن لم يبق أمامنا سوى معسكر أخير في الدوحة.

– وعن الجدلية التي يحدثها انتقاء اللاعبين في مراحل التحضير، يقول (مدير المنتخب): نقوم بدعوة (25) لاعب نخبة، وكلهم لاعبو منتخب وطني، وبالنهاية يجب أن يكون لدينا في المباراة (12) لاعباً فقط، و(4) منهم مغتربون، مع الإشارة إلى أهمية الحالة التنافسية التي ظهرت أمام الجهاز الفني لإمكانية الانتقاء، والاستغناء عن مجد عربشة لا يقلل من قيمته كلاعب موهوب، وكذلك بالنسبة لعمار غميان، الذي سبق أن أثنينا على خامته وموهبته وعزيمته، وبالمقابل فقد انضم إلى المنتخب الشبان (إلياس عازرية – جوزيف يوسف – عمر إدلبي) والجهاز الفني للمنتخب يبحث عن الأفضل وبرؤية إستراتيجية أيضاً، وبالطبع فليس من المنطقي أن يتم استبعاد لاعب جيد وليس لدي لاعب أميز منه، فنحن نعمل لتحقيق الفوز ومن غير المعقول أن نفرّط بلاعب يمكن أن يساهم في الفوز، ومن غير المعقول التدخل في خيارات الجهاز الفني، علماً أننا نبدي الرأي في حال السؤال، ولكن بالنهاية القرار الفني للمدرب، ولو أردنا التدخل في قرار المدرب فلماذا نستقدم مدرباً أجنبياً وندفع له التكاليف؟ وعلينا أن نتذكر بأن الفوز يسجل للمنتخب وليس لأشخاص، فنحن أعضاء مؤقتون في الاتحاد واليوم نحن هنا، وغداً سيأتي غيرنا، ولذلك فإننا نعمل لوضع السلة السورية على السكة الصحيحة كي يكمل غيرنا، والمنتخب الحالي بات يمتاز بالسرعة والقوة والتواصل مابين اللاعبين بأرض الملعب، والكل أهلٌ للمسؤولية لتقديم الأفضل.

– وعن مبادرة اتحاد السلة لاستثمار وجود الأميركي جوزيف ساليرنو بإقامة دورة للمدربين تضم (100) مدرب ومدربة، ودعوته للمحاضرة فيها، يقول (القوطرش): الغاية من الدورة لم تكن تعليم المدربين وإنما مشاركتهم الرأي واطلاعهم على كيفية عملنا في المنتخب، لاسيما مع التطورات الحديثة على اللعبة، فنحن نسابق الزمن، وعلينا الاستفادة القصوى من المدرب الأجنبي خلال وجوده، بما يحمله من فكر حديث، وبالنهاية عملنا واجتهدنا لتحقيق الأمل وتعزيز بذرة التفاؤل، وأنا بطبعي آمالي واسعة، وهدفي كبير، وليس غريباً إذا قلت بأن هدفي الوصول إلى بطولة العالم، ففي الأمس كان حلمنا الفوز على قطر، لكننا خسرنا أمام قطر وبالمقابل فزنا على إيران، ويبقى الهدف قائماً، والأهم أننا نعمل بطريقة صحيحة في التحضير والإعداد والبناء، وبالنهاية التوفيق بيد اللاعبين، ولا أحد يســتطيع أن يمنعنــا من الحلم الجميل والمشروع، فلبنان والأردن وحتى إيران ليسوا بأفضل منا، بدليل فوزنا الأخيــر والتقــدم في التصنيــف العالمـي، ومن حقنا الدفـاع عن حلمنا.

أنور عبد الحي «رئيس لجنة المنتخبات»

أنا متفائل كثيراً، فالفوز على إيران، وخسارتنا بصعوبة أمام قطر يجعلاني أتفاءل في مشروع الكل يعمل من أجله سواء من خارج القطر أم من داخله، وسورية بحاجة لفرحة ونأمل أن تكون على يد كرة السلة، في المنتخب الماضي تم ضم الشاب عمار الغميان، وأقصد بالشاب (تحت عمر 20 سنة) وهذه المرة تم ضم الشبان (جوزيف يوسف وإلياس عازرية وعمر إدلبي) وهم من المواهب الواعدة، ومع وجود اللاعب الأميركي جورج كيل بعمره الصغير (24 سنة) تكون الأمور بخير، ويكون بمقدوره تمثيل سورية لخمس سنوات قادمة، إضافة لوجود عبد الوهاب حموي كأطول لاعب بتاريخ السلة السورية، مع الإشارة للفرحة الجميلة التي رسمها هذا المنتخب.

وعن رأيه بالمدرب جوزيف ساليرنو قال:المدرب أعجبني رغم أنني من أنصار المدرسة الصربية في التدريب، لكن المدرسة الأميركية هنا تثبت مقدرتها وأفضليتها، وبصراحة كان اختياراً موفقاً، والمدرب أعطى روحاً كبيرة وعالية وساهم في ارتفاع مستوى اللاعبين بشكل واضح، ولنتحدث بواقعية، فالمنتخب الحالي يعتمد بشكل واضح على اللاعب الأميركي جورج كيل، وهذا ليس انتقاصاً من لاعبينا، وبالتالي فإن تفاؤلي هو للمستقبل، ومن خلال العمل الصحيح، والدعم الكبير الذي نلقاه من رئيس الاتحاد الرياضي، ورئيس اتحاد السلة، مما يعطينا التفاؤل بالغد، وإذا ما استمر الدعم والاهتمام على هذا النحو فإن هذا المنتخب سيكون له شأن آسيوياً خلال سنتين.

أديب أتاسي «إداري المنتخب»

المعسكر عندما يكون في دمشق يغدو أصعب من المعسكر الخارجي، ومسؤولية الضبط تبدو مضاعفة، ورغم ذلك فإن اللاعبين قمة في الالتزام وتحمّل المسؤولية، ويظهر ذلك جلياً خلال عملية انتقاء اللاعبين، فاللاعب الذي يتم استبعاده خلال مراحل الانتقاء، يتقبل ذلك بمنتهى الروح الرياضية، وبمنتهى الإيجابية، والكل متفق على أن مصلحة المنتخب هي فوق الأمنيات الشخصية.

توفيق صالح «لاعب المنتخب»

في النافذة الثانية كان المدرب جديداً علينا بفكره وأسلوبه، لكن اليوم تبدو الأمور أسهل علينا حيث أعطانا الأساسيات في معسكر كازان، واليوم يكمل على الأساس الذي بناه مسبقاً، خصوصاً في الجانب الدفاعي وتطويره، وثقتي بزملائي في المنتخب كبيرة، وخسارتنا الماضية مع قطر جاءت بغلطة وعلينا أن نتدارك الأمر في المواجهة القادمة وأن نكون أكثر تركيزاً، ونضمن التأهل إلى آسيا.

شريف العش «لاعب المنتخب»

هذه المرة تمت دعوة عدد كبير من اللاعبين وبما يقارب 25 لاعباً مما يزيد من التنافس بين اللاعبين، ولا مشكلة فيمن سيمثل المنتخب، فالكل همه الأول والأخير الفوز على السعودية وضمان التأهل إلى النهائيات الآسيوية، والفريق شكله جيد وخطه البياني آخذ في التصاعد، وإذا ما استمر على هذا النحو فالفوز على السعودية سيكون من نصيبنا، علماً أن المدرب ساليرنو يمتاز بفكره الدفاعي، وبالمقابل فإن المدرب المساعد لوغان يمتاز بفكره الهجومي، وهذا ما يحقق التوازن في أداء المنتخب مابين الدفاع والهجوم، فيما يتم العمل بفكر إستراتيجي للتأهل إلى آسيا، ولبناء مستقبلي لما بعد آسيا.

زكريا الحسين «لاعب المنتخب»

الدعم الكبير الذي يلقاه المنتخب يحمّلنا المسؤولية ولا مبرر لنا إن لم نقدم أقصى ما نستطيع، وحالياً يتم العمل على تصحيح الأخطاء، وإن شاء اللـه سوف نرد الدين إلى قطر ونفوز عليها في النافذة الثالثة ولدينا العديد من الأوراق الجديدة والمفاجئة.

هاني دريبي «لاعب المنتخب»

الفريق يتحسن يوماً تلو الآخر، وأحلى ما فيه العمل بروح الفريق، ولا مكان للفردية، والدفاع سيكون مفتاحنا للفوز على السعودية التي تمتاز بلاعب مسدد من خارج القوس، ولاعب طويل تحت السلة، وعلينا إيقافهما بالدفاع والتركيز.

عبد الوهاب الحموي «لاعب المنتخب»

أنا متفائل بالمنتخب الحالي، ودعوة اللاعبين الشبان ضرورية حتى لو لم تكن لهم مشاركة في النافذة الثالثة، فالمطلوب إكسابهم الخبرة، لأنهم عماد المنتخب في المستقبل القريب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن