واشنطن لا تدعم قيام «دولة كردية» … روباك: فريق بايدن يراجع السياسة للإجابة إن كانت سورية أولوية للإدارة
| وكالات
أكد المبعوث الأميركي السابق إلى شمال شرق سورية ويليام روباك، أن بلاده لا تدعم قيام «دولة كردية» هناك، وأنها قدمت مساعدات عسكرية لتعزيز دور ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» ضد تنظيم داعش الإرهابي، وليس للسيطرة على المنطقة، موضحاً أنه «لا انسحاب» لقوات الاحتلال الأميركي في الأشهر الثلاثة المقبلة والمدى المنظور، لكنه لفت إلى أنه «لن نبقى إلى الأبد في شمال شرق سورية».
وقال روباك: «إننا لا ندعم قيام دولة كردية هناك ولا نعتقد أن العمل على قيامها سيكون مقاربة بناءة، (…) وقدمنا مساعدات عسكرية لتعزيز دور «قسد» ضد داعش، وليس للسيطرة على شمال شرق سورية»، وذلك في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية الممولة من النظام السعودي.
وبين روباك أن أميركا نصحت «قسد» باستمرار العلاقة معها، ومع ما يسمى «التحالف الدولي» في الحرب ضد تنظيم داعش، إضافة إلى توفير الأمن في شمال شرق سورية، وإجراءات بناء ثقة وعدم القيام بأي استفزاز للنظام التركي.
وأشار إلى أن أميركا حددت قبل سنوات أهدافها في سورية، التي من بينها هزيمة تنظيم داعش ومنع عودته، ودعم مسار الأمم المتحدة لتنفيذ القرار الدولي 2254، وما سماه «إخراج إيران من سورية».
وبين روباك أن أميركا امتلكت عدداً من «الأوراق والأدوات» لتنفيذ سياستها في سورية، شملت «الوجود العسكري المحدود في القسم الشرقي من شمال شرق سورية قرب ثروات النفط والغاز وحدود العراق، ودعم «قسد»، وفرض العقوبات الاقتصادية ضد دمشق، إضافة إلى ما يسمى «التحالف الدولي» ضد تنظيم داعش، والتأثير عبر الأمم المتحدة».
وأشار إلى أن أميركا استخدمت إضافة إلى ما سماه «أدوات النفوذ»، «أدوات عرقلة»، وتشمل: «وقف أو تبطيء» جهود التطبيع العربي أو الأوروبي مع دمشق، ووقف إعمار سورية ومساهمة دول عربية وأوروبية في ذلك قبل تحقيق «الأهداف».
وأقر روباك بأن أميركا استخدمت أيضاً ما سماه «أدوات ضغط»، مثل غارات إسرائيل، والوجود التركي في شمال غرب سورية لمنع سيطرة الجيش العربي السوري عليها.
وقال: «إنه في ضوء تحديد، الأهداف، والأدوات، فإن فريق الرئيس جو بايدن يقوم بمراجعة السياسة للإجابة عن أمور محددة: هل سورية أولوية للإدارة»؟ مضيفاً إن الفريق لديه الوقت الكافي للوصول إلى سياسة والإجابة عن الأسئلة.
وأوضح روباك أن سورية كبيرة جداً في موقع مهم تجاور دولاً حليفة لأميركا، مدعيا أن بلاده تريد حكومة فاعلة لا تسمح بوجود جيوب أو مناطق يعمل فيها تنظيم داعش، ويخطط لهجمات أو أشياء خطرة ضد مصالح أميركا، مبيناً أنه من السهل الاستمرار بالسياسة الأميركية في المدى المنظور، لكن قدوم إدارة أميركية جديدة يعطي فرصة في واشنطن، لإعادة تقييم سياسة أميركا إزاء سورية والتشاور مع حلفاء أميركا إزاء الخطوات المقبلة.
وبين روباك أن ما يسمى «الإدارة الذاتية» الانفصالية «ليست دولة، وهي غير مستقرة»، مضيفاً إنها إجراءات مؤقتة لمحاربة تنظيم داعش، زاعماً أن وجود الاحتلال الأميركي مهم، كي تستمر هذه الإجراءات، ومشيراً أن لا مخاطر على وجود قوات الاحتلال الأميركي، وان لا انسحاب لها في الأشهر الثلاثة المقبلة والمدى المنظور، مستدركا: «لكن لن نبقى إلى الأبد في شمال شرقي سورية».