تعيش سلة اللاذقية حالة من عدم الاستقرار منذ سنوات طويلة مضت، إضافة إلى عدم اهتمام اتحادات السلة المتعاقبة على اللعبة فيها نتيجة ضعف رؤيتهم الفنية، وسيطرة اللعبة الشعبية الأولى- كرة القدم- على كل ما لذ وطاب من ميزانيات الأندية بالمحافظة، فبقيت اللعبة وحيدة لا أحد يهتف من أجلها ولا يعمل لدعمها، وبقيت تعيش على الفتات هبة من هنا وأخرى من هناك، ناهيك عن عدم وجود صالة تدريبية في وسط المدينة، والانتقال من وإلى الصالة الوحيدة يحتاج الكثير من الوقت والمال، ما أثر على مستوى اللعبة ونتائجها، ورغم كل ذلك بقي من محبي اللعبة الذين ينتمون لها حبا وعشقاً وليس كلاماً أو شعارات، يعملون من أجل لملمة أشلائها والتأسيس لانطلاقة جيدة بدأت ثمارها تظهر بفضل جهود من أحب كرة السلة وأخلص لها.
واليوم تعود سلة حطين إلى الواجهة عبر مشاركة رجالها، بعد سلسلة من النتائج الجيدة التي نجح خلالها مدرب عشق كرة السلة ودفع الغالي والنفيس في سبيل نجاحها، فكان حصاده مثمراً يوازي حجم الجهود التي بذلها.
«الوطن» التقت مدرب سلة نادي حطين الكابتن زياد خشفة وأجرت معه الحوار التالي:
أين سلة نادي حطين في هذه المرحلة؟
كرة السلة في نادي حطين هي بحالة إعادة ترتيب أوراقها هذا الموسم في سبيل النهوض بجميع فئاتها العمرية، ووضعنا خطة عمل جيدة لهذه الفئات والتأسيس من جديد تحت إشراف الكابتن هشام خليل، ونؤمن بأن اللعبة لن تنجح من دون الاهتمام بالقواعد، وهذا ما نعمل عليه بجهود جميع محبي اللعبة.
ما سبب تراجع مستوى السلة في المحافظة بشكل عام؟
بصراحة هناك أسباب كثيرة لتراجع مستوى السلة في اللاذقية، يأتي في مقدمها شح الإمكانات المادية بالأندية، التي تخصص الحجم الأكبر من ميزانياتها لكرة القدم على حساب باقي الألعاب، وهذا ما يؤثر في تنفيذ الخطط التي نضعها لتطوير اللعبة، لأنه في عصرنا الحالي لا يمكن أن تتطور أي رياضة من دون وجود إمكانات مادية جيدة.
هل بالإمكان العودة إلى الأضواء الأولى في ظل هذه الظروف؟
فريقنا نتائجه جيدة، ويضم لاعبين من مستوى عال، وحظوظنا قائمة وكبيرة بالعودة لدوري الأضواء وهذا هدفنا الذي نعمل عليه، وكل شيء ممكن إذا توافرت الظروف المناسبة وخاصة الإمكانات المادية.
ما الصعوبات التي تواجهكم بشكل عام؟
هناك أسباب ومنغصات كثيرة تعترضنا، كنا نتمنى هذا الموسم التعاقد مع لاعب ارتكاز يفيدنا كثيراً في مباريات الدوري، لكن الظروف المادية لم تسمح لنا، إضافة إلى أنه يتمرن أربعة أندية بجميع فئاتها العمرية في صالة واحدة في المدينة الرياضية، والوقت المخصص لكل فريق لا يكفي أبداً، ونتمنى وجود صالة خاصة في نادي حطين لنعطي الأفضل لأننا نمتلك الخامات والمواهب الجيدة التي بحاجة إلى صقل واهتمام وهذا لا يمكن أن ينجح من دون وجود صالة، أو على أقل تقدير أوقات تدريبية مناسبة تفي بحاجة الفرق.
هل صحيح أن سبب تراجع مستوى السلة يعود لاهتمام الإدارات بكرة القدم؟
طبعاً مع التأكيد على أن تقدم أي ناد هو بتقدم كرة القدم فيه فهي تصنع الاستقرار المادي والإداري، وهذا ما يؤثر في كرة السلة.
ما المطلوب حتى تعود الحياة لسلة الرجال في المحافظة بشكل قوي؟
بداية يجب العمل على تأمين حالة من الاستقرار بجميع أشكاله، وتخصيص ميزانية خاصة لفريق الرجال للتعاقد مع لاعبين مميزين، مع إمكانية إيجاد صالة تدريبية خاصة لفرق النادي، وهذا سيجعلنا نعمل ليل نهار على تطوير مستوى اللعبة، وغير ذلك سنبقى ندور في حلقة فارغة إلى ما لا نهاية من دون أي نتائج.
ما مدى تعاون الإدارة مع الفريق في هذه الآونة؟
على الرغم من الضائقة المالية التي يعاني منها النادي في هذه الفترة، غير أن إدارة النادي مشكورة لم تقصر معنا حتى الآن في أي شيء، وتسعى دائماً لتقديم كل ما يلزم، والشكر الكبير للكابتن هشام خليل على الجهد والدعم الكاملين لتطوير كرة السلة في النادي، لكن كرة السلة بحاجة إلى دعم أكبر وإمكانات أوفر.
هل تتوقع التأهل للأضواء الموسم الحالي؟
هذا ما نرنو إليه، ونعمل عليه إن شاء الله، ونحاول جميعاً لاعبين ومدربين وإداريين أن نصل إلى الأضواء في الموسم القادم، وسيكون هذا إنجازاً بحد ذاته رغم كل الصعاب، ومن حق سلة حطين أن تكون بين أندية الدرجة الأولى.