«فريق العمل ما بين السمات القيادية والأخلاقية» … اتخاذ القرارات الإدارية يحتاج إلى قيم وظيفيّة تصبّ في الخدمة العامة
| سوسن صيداوي
يؤدي فريق العمل دوراً أساسياً في مجال تحديد المشاكل ومناقشتها، ووضع المقترحات كلها، وهو ما يمثل توجهاً حديثاً للمشاركة في صنع القرار، فهذه المشاركة تحسّن الأداء، وتمثل تجسيداً حقيقياً لمفهوم العلاقات الإنسانية في داخل المنظمة، وتطويراً لعمليات التفاعل بين العاملين أنفسهم من جهة، وبين العاملين والإدارة من جهة ثانية، ما يسمح باحترام الذات وتقديرها، وتوقع المبادرات لدى العاملين، وتفجير طاقاتهم الإبداعية، ما ينعكس إيجاباً على الأداء وزيادة الإنتاج. ولمزيد مما يحتويه كتاب «فريق العمل ما بين السمات القيادية والأخلاقية» تأليف د. وليد حديفة والصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب، سنسلط الضوء على بعض النقاط.
في المقدمة
إن تعقيد بيئة العمل وتشعباتها الكثيرة في عصرنا الحالي، خلق صعوبات كبيرة أمام المنظمات في اتخاذ قراراتها، وحلّ مشكلاتها بشكل فردي، ما اقتضى التركيز على المشاركة الكاملة في تشخيص المشكلة بالشكل الدقيق، إذ توفر الإدارة عبر فرق العمل، شعوراً أكبر بالقدرة على تحديد الأعمال وتحليلها، واختيار الوسائل المساعدة على النجاح وتحقيق الأهداف.
ويوصف المؤلف د. وليد حديفة موضوع فريق العمل في مقدمة كتابه «فريق العمل ما بين السمات القيادية والأخلاقية» بأنه من المواضيع الإدارية المهمة، إذ يؤدي فريق العمل دوراً أساسياً في تحديد المشاكل، ووضع المقترحات من أجل حلّها، فهو يمثل توجهاً حديثاً لموضوع المشاركة في القرار، حيث تعد المشاركة وسيلة لتحسين الأداء، وتجسيداً لمفهوم العلاقات الإنسانية، المبنية على أسس أخلاقية داخل المنظمة، فهي تطوير لعمليات التفاعل بين العاملين أنفسهم من جهة، العاملين والإدارة من جهة ثانية، ما يولد احترام الذات وتقديرها، وتفعيل المبادرات لدى العاملين، وتفجير طاقاتهم، ومن ثم ينعكس إيجابياً على الأداء، وزيادة الإنتاج والإنتاجية.
كما وتعتبر عملية بناء فريق العمل عنصراً مكملاً للإدارة، وذلك لأن الفرق توفر القيادة الضرورية، لتحقيق الأهداف التي تضعها المنظمة، والمحافظة على تلك الأهداف، لذلك يعد فريق العمل نموذجاً متقدماً وفعالاً للمشاركة في اتخاذ القرار، وحل المشكلات وتطوير الأداء.
ويضيف: إن العمل كفريق واحد هو الوسيلة الوحيدة لمضاعفة النتائج الإيجابية، بجهد أقل، لأن أعضاء الفريق يوحدون جهودهم، ويرصون صفوفهم، ويوفقون بين كفاءاتهم ومواهبهم ومهاراتهم، ويسيرون في اتجاه واحد، برؤية واضحة المعالم، لتحقيق هدف مشترك، فيتناسى كل واحد منهم «الأنا»، ويتحدثون دوماً باستخدام «نحن»، فالهدف اتفقوا عليه جميعاً، ومعاً وضعوا خطة عملهم، والمسؤولية يحملونها معاً وبالتساوي فيما بينهم.
مراحل بناء فريق العمل
بحسب د. حديفة تمر عملية بناء فريق العمل بخمس مراحل هي:
مرحلة التكوين، مرحلة الصراع، مرحلة وضع القواعد، مرحلة الأداء، مرحلة الإنهاء.
ففي المرحلة الأولى ينتقل الشخص من الفردية لينغمس في الجماعية ليكون متفاعلاً ومشاركاً، وفي هذه المرحلة الأشخاص يشعرون بالفرح والتفاؤل أو بالقلق والخوف من قدرات أعضاء الفريق، ما يتطلب في هذه المرحلة تحديد أهداف الفريق ومعايير النجاح مع توضيح السلوك المرغوب أو المرفوض.
في مرحلة الصراع تبدو الأهداف صعبة على الفريق ما يثير النزاع بينهم ويدفعهم إلى الرحيل لعدم القدرة على تحقيق الإنجازات.
لتليها مرحلة وضع القواعد التي غايتها التخفيف من حدة الصراع والنزاع بين الأعضاء بوضع قواعد تعزز تقبلهم لبعض وترفع معنوياتهم بتبادل المعلومات وتكوين العلاقات الاجتماعية والشخصية المرحة والمفيدة.
على حين تأتي مرحلة الأداء كي يمارسوا اختصاصاتهم المهنية والوظيفية، مع التعاون والترابط بين بعضهم، بإيجاد الجسور لتحقيق الإنجاز، وهنا يجب أن يتسم سلوك الأفراد بالتعاون والقدرة على التنبؤ بالمشكلات والرغبة في تفاديها أو علاجها.
وأخيراً مرحلة الإنهاء وهي المرحلة التي يتم فيها الإعداد لمشروع ما ويكون الفريق أمام نجاح أو إخفاق وهنا يجب أن يتسم سلوك الأفراد بالشكر والتقدير بين بعضهم مع استخدام وسائل الدفاع السيكولوجية من إسقاط وتبرير وهجوم وانسحاب في حالة الفشل.
فريق العمل المثالي
وأخيراً ليس من السهل تشكيل فريق ليكون ناجحاً ومبدعاً في إبداع الخطط وتنفيذ المشاريع ولكن وبحسب د. حديفة هناك مواصفات للفريق المثالي وهي على النحو الآتي:
أهدافه واضحة ومحددة، اتصال واع بين الأعضاء جميعهم، معرفة جلية بجوانب القوة والضعف لدى الفريق، تحفيز على أساس جماعي، مناخ عمل مريح ورسمي، المشاركة الجماعية في اتخاذ القرارات، ممارسة الرقابة الذاتية، والتعامل مع الخلافات بقيم أخلاقية عالية عن طريق التعاون.