بعد جولة لـ«الوطن» في سهل عكار مع الموارد المائية … مدير الموارد المائية: إجراءات عاجلة لمعالجة أسباب الفيضانات في أراضي الفلاحين
| هيثم يحيى محمد
كشفت الأمطار الأخيرة والفيضانات التي تسببت بها على الأراضي الزراعية في سهل عكار نقاط ضعف وخلل عديدة في شبكات الري التي تغذي تلك الأراضي والمصارف المنفذة لاستيعاب المياه الفائضة وتصريفها إلى النهر الكبير الجنوبي، وضمن هذا الإطار وصلتنا شكاوى عديدة من فلاحي القرى المجاورة للنهر ومنها خربة الأكراد والرنسية أكد فيها مرسلوها أن المياه غمرت أراضيهم لعدة أيام وتسببت بتلف المزروعات ومنها البطاطا لأسباب تتعلق بسوء عمل المصارف والأقنية والسواتر وغيرها.
ويقول بديع محسن السلمان من أهالي وسكان قرية الرنسية على الحدود اللبنانية السورية في شكواه الخطية لـ«الوطن» إنه تقدم في الصيف الماضي من عام 2020 بشكوى إلى مديرية الموارد المائية بخصوص ترميم ساتر ترابي محاذ للنهر من أجل منع دخول وفيضان النهر إلى المزروعات، فكان الرد أنه تم تكليف المهندس المسؤول عن شبكات تل حوش متابعة الموضوع ومعالجته فقام المهندس المكلف بالتواصل معه وأرسل 3 سيارات ردم لمعالجة الساتر /الضرر/ ثم توقفت السيارات عن العمل بشكل مفاجئ من دون إكمال مهمتها في إصلاح الضرر.
ويضيف: تابعت الاتصالات معهم لمعرفة سبب توقفهم عن العمل فكان الجواب أن أحد السائقين أخبر المهندس بأن العطل تم إصلاحه والكمية المنجزة كافية، فطلبت من المهندس الحضور لمكان العمل وأرض الواقع فرفض بحجة أنه لا يوجد مازوت فعرضت عليه أن المازوت على حسابي لكي يأتي فرفض، والآن وبعد الأمطار الغزيرة والفيضان منذ يومين تبين أن المنطقة التي تم وضع الردم فيها هي التي كانت سبباً في فيضان المياه وإتلاف مزروعاتنا المقدرة بـ45 دونماً من البطاطا والفول والبقدونس.
واختتم شكواه التي تخص الكثير من الفلاحين في المنطقة بطلب الكشف على أرض الواقع ومحاسبة الجهات المهملة التي لم تعمل بشكل جيد لتدارك حالات الفيضانات التي تسببت في إتلاف مزروعاتهم، علماً أنه ليس لديهم أي مورد سوى الزراعة لكي يعيشوا منها هم وعائلاتهم.
وفِي شكوى أخرى يقول علي القاضي من خربة الأكراد: نحن مزارعي قرية خربة الأكراد المحاذية للنهر الكبير الجنوبي نفيدكم بأن محاصيلنا الزراعية تضررت جراء الطوفان الذي حصل وذلك بسبب إهمال موظفي الري لأماكن تصريف المياه وفتح عنفات السدود راجين من الحكومة النظر في حالنا وحال كل فلاح تضرر وخاصة أننا نعاني ارتفاع تكاليف المحاصيل من أسمدة وأدوية وبذور وإضافة إلى غلاء المحروقات.
جولة للموقع
وضعنا هاتين الشكويين وشكاوى أخرى مماثلة على طاولة مدير الموارد المائية بطرطوس عيسى حمدان فقام بتكليف لجنة فنية التدقيق وبعد مناقشة ردها معه والحرص على معرفة حقيقة الوضع على أرض الواقع قمنا معاً بجولة إلى المنطقة بداية هذا الأسبوع والتقينا الفلاحين الشاكين وتبين أن المنطقة المعنية بالشكوى هي منطقة ملتقى المصرفين الرئيسيين MD-12 وMD-13 اللذين تمر فيهما غزارات كبيرة خلال الشدات المطرية ويرتفع منسوب الماء فيهما وفقاً لتلك الشدّات وأن المنطقة المحيطة هي منطقة منخفضة المناسيب بالمجمل وهي أخفض من مناسيب أكتاف المصرفين المذكورين.
وبهدف تصريف المياه المجتمعة في هذه المنطقة خلال الشدات المطرية الكبيرة تم تنفيذ مصب سكر عدم رجوع تحت كتف المصرف في أخفض نقطة من المنطقة التي تتجمع فيها المياه، وعندما يرتفع منسوب الماء في المصرف الرئيسي تضغط المياه على إطار السكر مما يؤدي إلى إغلاقه منعاً لخروج المياه من المصرف إلى الأراضي المجاورة وعندما ينخفض منسوب الماء في المصرف الرئيسي يفتح غطاء السكر تحت تأثير دفع المياه المتجمعة في الأراضي جراء الشدة المطرية بحيث تدخل المياه المتجمعة إلى المصرف الرئيسي.
قرارات للمعالجة
وفِي ضوء ما تقدم والواقع بشكل عام – بما فيه عدم وصول مياه الري إلى تلك المنطقة صيفاً عبر شبكة الري- تدارس مدير الموارد المائية المشكلات مع الفنيين المتخصصين بعد الجولة مباشرة وأبلغ «الوطن» أمس الثلاثاء أنه وبغية المعالجة تقرر إجراء الرفع الطبوغرافي لمناسيب أكتاف المصرف ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة بناء على هذا الرفع لإعادة الأكتاف إلى منسوبها التصميمي في المواقع التي تحتاج إلى ذلك، كما تقرر البدء بتعزيل المصرف ومعالجة المشكلات الفنية التي تحول دون ري الأراضي العائدة لبعض الشاكين خلال الصيف، ومراسلة مديرية الزراعة بطرطوس لتوجيه الفلاحين بخصوص أنواع الزراعات وأوقاتها لكون المنطقة منخفضة وهي عرضة لتجع المياه خلال الشدات المطرية.
أما بخصوص الشكوى المقدمة من أهالي خربة الأكراد فأكد حمدان أنه تم التواصل مع فعاليات القرية (المختار ورئيس الجمعية) وتبين أنه لم يتم فتح مياه الري ضمن شبكة ري تل حوش لأننا خارج موسم الري والسد بحالة تخزين. كما تم تعزيل المصرف MD-14 في القرية ولا يوجد به أي تخريب غير أن غزارة مياه نهر الكبير الجنوبي تسببت بالإضرار بالساتر الترابي حيث قامت المديرية باليوم نفسه بإصلاح الضرر بعد التواصل مع فعاليات القرية.