رياضة

نهائي مونديال الأندية بنسخته السابعة عشرة … البايرن لإعادة التاريخ وتيغريس لتدوينه

| خالد عرنوس

تتجه أنظار عشاق كرة القدم الألمانية والمكسيكية خاصة والكثير من محبي اللعبة عالمياً إلى استاد المدينة التعليمية في العاصمة القطرية الدوحة حيث تقام بداية من الساعة الثامنة مساءً بتوقيت دمشق المباراة النهائية لكأس العالم للأندية بنسختها السابعة عشرة والتي تجمع بايرن ميونيخ الألماني بطل القارة العجوز وتيغريس أونال المكسيكي بطل الكونكاكاف، ويسعى الأول لإنجاز لم يشهده التاريخ سوى مرة واحدة بتتويج سادس خلال عام أو (موسم) واحد وإعادة كتابة التاريخ بتتويج ثانٍ باللقب العالمي على حين يحلم الثاني بكتابة تاريخ جديد بأن يصبح أول بطل للعالم من خارج أوروبا وأميركا بعدما كتب السطر الأول بأنه أول فريق من الكونكاكاف يبلغ النهائي.

غول أحمر

كل من تابع بايرن ميونيخ خلال 15 شهراً أخيرة أي منذ تسلم المدرب هانز بيتر فليك منصب المدير الفني خلفاً للمدرب كوفاتش وجد فارقاً كبيراً على مستوى الأداء والنتائج فقد استعاد البافاري شكله البراق وموقعه بين أندية القمة في القارة العجوز فتوج بطلاً للبوندسليغا وكأس ألمانيا ثم كأس السوبر والأهم أنه نال النجمة السادسة في دوري أبطال أوروبا بعد غياب 7 سنوات وبطريقة مثالية وبأرقام غير مسبوقة فأصبح أول فريق يتوج باللقب القاري الأثير بالعلامة الكاملة (11 فوزاً في 11 مباراة) ولم يكتف بذلك فتابع في نسخة الموسم الحالي وسجل خمسة انتصارات وتعادلاً، وتوج بطلاً للسوبر الأوروبية على حساب إشبيلية وهاهو على أبواب اللقب المونديالي الثاني.
وبالطبع لم يكن مفاجئاً أو مستغرباً التتويج بهذه الألقاب على فريق عريق مثل البايرن إلا أن شكل الفريق والعروض التي يقدمها على جميع الأصعدة وأمام كل المنافسين تبهر الجميع وتجعله مرهوب الجانب، فقد استطاع الفريق عبر كرة سلسة دون تعقيدات كثيرة وبفضل المواهب التي يذخر بها أن يسيطر ويمتع ويحقق معادلة الأداء والنتائج، ولذلك نجد أن الفريق خاض 67 مباراة تحت قيادة فليك ففاز بـ57 منها وتعادل 6 مرات وخسر أربع مرات فقط.

نمور الأزتيك

ولا يمكن مقارنة تيغريس أونال بالبايرن الذي يبلغ من العمر ضعف بطل الكونكاكاف وبالطبع فالفوارق كبيرة بين الكرة في ألمانيا بطلة العالم في 4 مناسبات وبين الكرة المكسيكية التي تتزعم شمال ووسط القارة الأميركية، إلا أنه لايمكن إغفال أن الفريق الملقب بالنمور دأب في السنوات الأخيرة على المنافسة الجدية بدوري أبطال الكونكاكاف ونجح ببلوغ النهائي 4 مرات خلال المواسم الخمسة الأخيرة واستطاع فك العقدة وتوج باللقب بعدما ابتعد في النهائي عن مواطنيه وهزم هناك لوس انجلوس الأميركي.

وعندما جاء إلى المونديال ارتفع سقف الطموحات من التأهل إلى نصف النهائي والحلول ثالثاً كما فعل من قبل مواطنوه نيكاكسا ومونتييري وباتشوكا فباغت الجميع وأولهم بالميراس البرازيلي وأبعده عن النهائي ليدخل التاريخ من الباب الواسع كأول فريق من بلاد الأزتيك يخوض مباراة التتويج وهاهو الحلم الأكبر يداعب مخيلة لاعبيه بمفاجأة أكبر أمام البايرن.

مواجهة خاصة

الكفة إذاً راجحة لمصلحة البايرن بكل المعايير وقد رأينا لاعبي فليك يؤدون مباراة رائعة أمام الأهلي دون جهود مضنية وحققوا فوزاً مريحاً دون عناء، ومازال لديهم الكثير خاصة في حال تعرضهم للضغط، وبالمقايل تعذب تيغريس كثيراً لتجاوز أولسان ثم بالميراس ولم يفز سوى بفارق هدف وسجل ثلاثة أهداف جاء اثنان منها عبر ركلتي جزاء، إلا كل هذا لا يعتد به على أرض الملعب خاصة أن الفريق المكسيكي يخوض النهائي بمعنويات كبيرة وعريضة وعينه على تسجيل إنجاز يرضي به عشاقه واضعاً نصب عينيه ما حققه سلفه نيكاكسا عندما انتزع المركز الثالث في النسخة الأولى من ريال مدريد وإن كان بركلات الترجيح بعدما فرض عليه التعادل 1/1بعد 120 دقيقة.

وبعيداً عن التكهنات فإن صراعاً من نوع آخر سيكون ضمن المباراة والمعني به نجم البايرن (البولندي) روبرت ليفاندوفسكي وهداف تيغريس (الفرنسي) أندريه بيير جينياك حيث يتنافسان على لقب الهداف بعدما سجل كل منهما أهداف فريقه في البطولة، بالتالي فربما لقب الهداف يعني مفتاح الفوز وبالتالي لقب أفضل لاعب وهما المتوجان سابقاً بلقب الهداف وأفضل لاعب في مسيرة فريقيهما إلى المونديال، لكن شتان بين الأدوات المساعدة، ففي البايرن هناك ساني وغنابري وكيميتش وكومان وبافار وموللر ومن ورائهم الحارس العملاق نوير، على أن أهم أسلحة تيغريس تتمثل بالمدافع دييغو رييس والظهير سالسيدو العائد من تجربة أوروبية وبعض المحترفين كالبرازيلي كاريوكا والأرجنتيني جيدو بيزارو (الكابتن) ومواطنه الحارس المخضرم غوزمان والبارغوياني ماركوس غونزاليس الذي نال إشادة خاصة في البطولة.

نهائي متفرد

إذاً هو نهائي استثنائي ويحدث للمرة الأولى والسبب تيغريس الذي قلب الموازين ليفرض حضوراً أول للكونكاكاف في مباراة التتويج، وجمع نهائي النسخة الأولى فريقين برازيليين للمرة الوحيدة ثم بدأت حكاية المواجهات الأوروبية – اللاتينية التي تكررت في 11 مناسبة واخترق مازيمبي الكونغولي المنافسة للمرة الأولى 2010 ليفرض نهائياً أوروبياً – إفريقياً وهو ما كرره الرجاء المغربي في 2013، وجاء الدور على آسيا في نسختي 2016 عبر كاشيما الياباني و2018 وقد فعلها العين الإماراتي.
واقتصرت لائحة الأبطال على الأوروبيين في 12 نسخة عبر ريال مدريد 4 مرات وبرشلونة 3 مرات ولقب واحد لكل من ميلان وإنتر ميلانو ومانشستر يونايتد وليفربول وبايرن ميونيخ، وكان أبطال أميركا اللاتينية السباقين واقتصرت ألقابهم على 4 عبر كورينثيانس (مرتان) وساوباولو وإنترناسيونالي وجميعهم برازيليون.

وكانت تسع مباريات جمعت فريقاً أوروبياً بآخر من الكونكاكاف في تاريخ البطولة انتهت سبع منها بفوز أبناء القارة العجوز على حين نيكاكسا المكسيكي وحده نجح في التعادل مرتين مع الأوروبيين وكان ذلك في النسخة الأولى ففرض التعادل 1/1 مع مانشستر يونايتد بالدور الأول ومع ريال مدريد في مباراة الترتيب.

الأهلي وبالميراس

ويسبق النهائي لقاء الترتيب على المركزين الثالث والرابع (الساعة الخامسة) ويجمع الأهلي المصري مع بالميراس البرازيلي، ويبحث الأخير عن الفوز في مشاركته الأولى كتعويض عن خيبة إخفاقه ببلوغ النهائي، على حين يطمح الأهلي لتكرار ما فعله في نسخة 2006 عندما حل ثالثاً وكان ذلك على حساب أميركا المكسيكي، واللقاء هو السادس بين فريق إفريقي وآخر من أميركا الجنوبية وقد استطاع مازيمبي الكونغولي الفوز على إنترناسيونالي البرازيلي عام 2010 وقلده الرجاء بالفوز على أتلتيكو مينيرو عام 2013 على حين فاز اللاتينيون في ثلاث مناسبات كان الأهلي طرفاً في اثنتين منها، أمــام إنترناسـيونالي 2006 وكورينثيـانس 2012 وفاز الأخير في الخامسة على الرجاء عام 2000.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن