الأخبار البارزةشؤون محلية

إعادة إطلاق مركز التميز الهندي السوري لتقانة المعلومات – الجيل الجديد … وزير الاتصالات: يسهم برفد قطاع المعلوماتية والاتصالات بكوادر متخصصة … سفير الهند في سورية لـ«الوطن»: مشاريع ثنائية عديدة بين البلدين سيتم تنفيذها خلال الفترة القادمة

| سيلفا رزوق- محمد منار حميجو - تصوير: طارق السعدوني

أعلن في دمشق أمس عن إعادة إطلاق مركز التميز الهندي السوري لتقانة المعلومات– الجيل الجديد، وذلك في إطار تعزيز العلاقات السورية الهندية والتعاون المتبادل بين البلدين، بحضور وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب وسفير الهند في سورية حفظ الرحمن.

ورداً على سؤال لـ«الوطن» حول أهمية المركز في إعادة الإعمار أكد وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب أن الكوادر التي سوف يتم تخريجها من مركز التميز السوري الهندي سوف تسهم بإعادة مراكز الاتصالات المدمرة للخدمة، وخصوصاً أن هناك خططاً في الحكومة لإعادة الإعمار حتى عام 2030، مبيناً أن جزءاً كبيراً من شبكات الاتصالات مدمرة وخرجت عن الخدمة وبالتالي إعادة الشبكة إلى ما كانت عليه ما قبل 2010 بحاجة إلى كوادر مثقفة ومتعلمة.
وكشف الخطيب أنه تمت إعادة 63 مركز اتصال هاتفي خلال العامين الماضيين منها 20 في العام الماضي و43 في عام 2019، مؤكداً أنه حالياً يوجد 400 مركز في الخدمة من أصل 700 كانت قبل الحرب على سورية.
وخلال تصريحات صحفية له على هامش افتتاح المركز أوضح الخطيب أن الغاية الأساسية من مركز التميز السوري الهندي هو رفد قطاع المعلوماتية والاتصالات بكوادر متخصصة وأن يكون هناك مختصون بعلوم الحاسوب من خلال الدورات النوعية التي سوف يجريها المركز حتى يكون لدينا جيل متعلم مثقف قادر على استخدام المعلومة وهذا ما يتم العمل عليه، مضيفاً: وخصوصاً أننا وصلنا إلى خطوات متقدمة في الحكومة الإلكترونية ونعمل على سياسة التحول الرقمي في سورية.
وأضاف الخطيب: رغم الحرب والحصار والعقوبات استطعنا أن نعيد إقلاع المركز وهذه رسالة بأن القادم أجمل.
الخطيب أشار إلى أن المعدات والتجهيزات سوف تصل في يوم العاشر من الشهر القادم وفي الشهر الذي يليه سوف يصل الخبراء الهنود الذين سوف يقيمون في سورية لتدريب المدربين الذين سوف يؤهلون الكوادر العلمية التي سوف تتخرج في المركز، مشيراً إلى أن الشهادة التي سوف يحصل عليها الطالب صادرة من مركز مختص من الهند وهو «سيداك» وشهادته معروفة عالمياً.
وأكد الخطيب أن هذا المركز كان في عام 2009 وفي عام 2010 بدأ بتخريج الكوادر والذين بلغ عددهم نحو 700 خريج باختصاص تقنيات المعلومات والاتصالات ولغات البرمجة والذكاء الصنعي، موضحاً أن الخبراء الهنود غادروا البلاد نتيجة الحرب الإرهابية على سورية.
وأضاف: بعد انتصارات الجيش العربي السوري كان لا بد من إعادة افتتاح هذا المركز وخصوصاً أن العصر الحالي هو عصر الرقمنة والمعرفة باعتبار أن من يمتلك المعرفة والمعلومة يمتلك الأرض ويربح الحرب لذلك كان لابد من التنسيق مع السفارة الهندية لإعادة افتتاح المركز.
وتابع الخطيب: تم توقيع مذكرة في هذا الخصوص في العام الماضي إلا أنه تأخر افتتاح المركز نتيجة أزمة «كورونا» التي عصفت بالعالم.
وفي كلمة له في الافتتاح أشار إلى أن فكرة إطلاق المشروع بدأت من خلال الزيارة التي قام بها الرئيس بشار الأسد إلى الهند في عام 2008 فتم توقيع مذكرة تفاهم بين حكومة البلدين في عام 2009 بهدف إحداث مركز متطور في دمشق لتأهيل الكوادر من القطاعين العام والخاص قادرة على قيادة محاور الحكومة الإلكترونية ودعم السوق المحلية برمجياً والارتقاء بالخدمات الحكومية التي يحتاجها المواطن باستقدام تقنيات المعلومات والاتصالات.
وبيّن الخطيب أن المركز سوف يجري دورات نوعية في مجال المعلومات عالية المستوى وفي أحدث المواضيع واختصاص الشبكات وأمن المعلومات والبرمجيات إضافة إلى تحرير البيانات والذكاء الصنعي، لافتاً إلى أنه سوف يتم تدريب المدربين على برمجيات وأجهزة حاسوبية حديثة الأداء مقدمة من الهند.
وأكد أن الهند سوف تقدم المعدات الضرورية والحواسيب المتطورة والمزودة بوحدات عدم انقطاع التغذية، كما أنه سوف يتم إيفاد ثلاثة خبراء سوريين إلى الهند ولمدة سنة لتدريبهم وفي المقابل سوف يوفد من الهند ثلاثة خبراء يقومون باستلام المركز وتدريب المدربين.
وفي تصريح لـ«الوطن» أشار سفير الهند في سورية الدكتور حفظ الرحمن إلى أن مشاريع ثنائية عديدة بين البلدين سيتم تنفيذها خلال الفترة القادمة، معتبراً أن هذا واجب الهند كدولة صديقة لسورية، كاشفاً عن وصول شحنتين من المساعدات الغذائية المقدمة من الهند إلى اللاذقية، تتضمن ألفي طن من الرز الهندي، حيث سيجري تسليم هذه الشحنة اليوم للحكومة السورية بحضور وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، ومحافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم، مبيناً أن هذه الشحنة لن تكون الأخيرة حيث ستصل شحنتان أخريان قريباً.
ولفت السفير حفظ الرحمن إلى أن الحكومة الهندية أرسلت المعدات المرتبطة بمركز التميز إلى سورية، حيث ستصل خلال أسبوعين، كما سيصل المدربون من الهند خلال شهر.
وأشار السفير حفظ الرحمن إلى العلاقات التاريخية بين سورية والهند، والصداقة القوية التي تجمع بينهما، لافتاً إلى مواقف الهند الأخيرة في مجلس الأمن الدولي وآخرها موقف مندوب بلاده الدائم لدى الأمم المتحدة السفير تي إس تيرومورتي في جلسة مجلس الأمن أول من أمس، والذي أدلى بتصريح خاص خلال الجلسة الخاصة بسورية، حيث حاول لفت انتباه العالم إلى حقيقة أن الكل يتكلم عن العملية السياسية في سورية، لكن لا أحد يشير إلى المناطق المحتلة في سورية من قبل «المسلحين الأجانب»، حيث تساءل مندوب الهند «كيف تريدون عملية سياسية من دون أي حل لهذه المشاكل».
وشدد السفير حفظ الرحمن على أن موقف الهند تجاه سورية في المحافل الدولية يعكس طبيعة وثقل العلاقات الودية والمتينة التي تجمع بين البلدين، ومن واجب الهند قول الحق بحق أصدقائها.
السفير حفظ الرحمن وفي تصريحات للصحفيين، اعتبر أن إعادة إطلاق المركز يشكل فرصة مهمة جداً للهند ولسورية، مبيناً أن ظروف الحرب على سورية منعت تنفيذ هذه الخطوة منذ عشر سنوات، «لكن حاولنا خلال الفترة الماضية تقديم كل المساعدات الممكنة، سواء الإنسانية أو تدريب الكوادر بالهند، عن طريق الدورات قصيرة المدى، أو تقديم المنح الدراسية للطلبة السوريين»، وأضاف: «اليوم بدأنا بتنفيذ ما اتفقنا عليه قبل عقد من الزمن، وهو إنشاء مركز التميز الهندي السوري لتقانة المعلومات والذي سيساهم في بناء القدرات، وإعادة إعمار سورية عن طريق تأهيل الشباب في إطار تقانة المعلومات، ورغم التأخير في إنشائه لكن ذلك كان في صالحنا لأننا استفدنا خلال هذه الفترة بتحويل مستوى هذا المركز، وأصبح مركز التميز لتقانة المعلومات للجيل الجديد».
وكان السفير حفظ الرحمن أكد في كلمة له خلال حفل إطلاق مركز التميز السوري الهندي لتقانة المعلومات، أنه في عام 2009، تم الاتفاق المبدئي بين الهند وسورية على إنشاء المركز، الذي دخل حيز التنفيذ في شهر كانون الأول 2010، إلا أنه بسبب الحرب، لم يتمكن المركز من متابعة عمله، والآن مع عودة الأمور إلى طبيعتها في سورية، اتفق الجانبان على رفع مستوى هذا المركز إلى مركز التميز الهندي-السوري لتقانة المعلومات – الجيل الجديد بفضل التنسيق والمتابعة المستمرة بين وزارة الاتصالات والتكنولوجيا السورية والسلطات المعنية في الهند عبر سفارة الهند بدمشق، وتمت المصادقة على الاتفاق الجديد من قبل الرئيس بشار الأسد منذ بضعة أسابيع، كما كان هناك أيضاً اجتماع افتراضي مفصل بين خبراء مركز تطوير الحوسبة المتقدمة في الهند (سيداك) (CDAC-India) والوكالة الوطنية لخدمات الشبكات في سورية (NANS-Suria) بتاريخ 24 كانون الأول لعام 2020.
وشدد السفير حفظ الرحمن على أن الهدف الأول والأسمى للمركز هو الإسهام في إعادة إعمار سورية، وذلك من خلال تطوير الموارد البشرية المطلوبة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وسيسهم هذا الأمر أيضاً في تعزيز شراكة طويلة الأمد بين البلدين، كذلك التغلب على تحديات اللغة وتوفير كوادر مؤهلة أكاديمياً من ذوي الخبرة، وسيقوم المركز بالعمل على مفهوم تدريب المدربين مع تقديم الدعم اللازم والجدي فيما يتعلق بالدخول إلى المحتويات الإلكترونية والبث الشبكي لمحاضرات الخبراء.
كما يهدف المركز إلى إنشاء بنية تحتية لتقانة المعلومات بأحدث طراز مع غرفتي محاضرات والمختبر لتدريب 40 طالباً في تكنولوجيا المعلومات، وغرفة محاضرات أخرى مزودة بمخبر لتدريب الطلب الشرعي السيبراني لـ32 طالباً، وتصميم دورات لتكنولوجيا المعلومات بناءً على متطلبات الصناعة والأوساط الأكاديمية، حيث سيقوم مركز تطوير الحوسبة المتقدمة بإدارة مركز التميز الهندي-السوري من الهند ومن خلال مصادر في الهند بتقييم وتحديث تصميم الدورات وستكون هناك محاضرات فيديو مشتركة من الهند للموظفين والطلاب تقدم الدعم اللازم.
السفير الهندي بيّن أن هذا المشروع سيقوم بإنتاج رأسمال بشري ذي قيمة مضافة للأمن السيبراني وأبحاث لتكنولوجيا المعلومات وتطوير البرمجيات، وسيتم إيفاد رئيس مركز ومدربين من الهند لفترة أولية، مدتها سنة واحدة لنقل التدريب والدعم اللازم والإشراف على المركز، كما سيتم منح الشهادات لكل المتدربين الذين يجري تدريبهم في مركز الجيل الجديد من قبل الوكالة الهندية.
ولفت السفير حفظ الرحمن إلى مركز تطوير الحوسبة المتقدمة (سيداك)، وهو الوكالة المتعاقدة من الهند، حيث قام بإرسال المعدات والكتب الدراسية المطلوبة لمركز التميز للجيل الجديد في دمشق التي ستصل إلى سورية بداية الشهر القادم، ويتوقع استكمال تركيب التجهيزات مع نهاية شهر آذار المقبل.
من جهته اعتبر رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي عماد الصابوني أن افتتاح المركز يدل على بوادر انفتاح قادمة وينسحب على علاقات دول أخرى، كما أنه يدفع إلى التعامل مع الهند الذي لم يتوقف عملياً أثناء الحرب على سورية فكان هناك مساعدات كبيرة وعلاقات وتدريب قدمتها الهند إلى سورية، مضيفاً: لكن اليوم نشاهد أشياء ملموسة أكثر على أرض الواقع.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال الصابوني: أتصور أنه حان الوقت بأن تعيد الدول التي تشارك في الحصار على سورية النظر بالمواقف المختلفة التي تم اتخاذها خلال السنوات السابقة سواء في المجالات الاقتصادية أم التكنولوجيا والمجالات الأخرى.

وأشار الصابوني إلى العلاقات القوية مع الدول الصديقة سواء روسيا وإيران والصين والهند ودول في أميركا اللاتينية، ومتوقعاً أن تكون هناك دول أخرى قريباً سوف تدخل على خط التعاون من دون أن يحددها وبالتالي «سوف نتمكن من استعادة جزء كبير من علاقاتنا في التعاون الدولي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن